هل تصدق أن مباراة كرة قدم ممكن أن تشعل حربا عسكرية؟
لا إنها ليست نكتة ولا تعبيرا مجازيا..
بل إنها حادثة وقعت بالفعل!
إن كنت تعتقد أن كرة القدم مجرد
رياضة تُلعب داخل مستطيل أخضر، ويتنافس فيها فريقان على الفوز ثم يقدم الفريق الخاسر التهاني لنظيره الرابح بكل روح رياضية، فقد تكون مخطئا! فذلك المستطيل قد يتحول لوسيلة تضامن مع قضية معينة أحيانا، أو لساحة حرب في أحيان أخرى..
حرب المئة ساعة!
عام 1969، احتد الصراع بين الهندوراس والسلفادور، اللتين كانتا تخضعان لحكمين عسكريين دكتاتوريين؛ بسبب ملف المهاجرين السلفادوريين في الهندوراس..
وفي خضم هذا النزاع، أوقعت تصفيات كأس العالم 1970 منتخبي البلدين وجها لوجه..
مباراة لا نبالغ إن أطلقنا عليها "ساحة حرب"؛ إذ لم تتوقف الجماهير عن تبادل الشتائم والعبارات العدائية..
فاز كل من المنتخبين في مباراتي الذهاب والإياب، ليذهبا إلى مباراة فاصلة فازت فيها السلفادور..
هزيمة الهندوراس أشعلت غضب الشعب الذي اعتدى بالعنف الشديد على السلفادوريين، ما تسبب بقطع السلفادور علاقتها الدبلوماسية مع الهندوراس، وإعلانها شن حرب عسكرية عليها دامت 100 ساعة، راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى والمشردين، لتنتهي بهدنة بوساطة دولية..
مباراة الدولتين الأكثر عداوة!
عام 1998، أوقعت قرعة تصفيات كأس العالم منتخبي الولايات المتحدة وإيران في المجموعة ذاتها..
هذه القرعة جاءت بعد عقدين من اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية، التي أرست نظام حكم إسلامي معادٍ بشدة للولايات المتحدة، أي في ذروة الأزمة بين البلدين.
في العادة، وخلال مشاهدتك لأي مباراة، تجد أن الملعب يحيط به الحكام والمدربون واللاعبون في دكة الاحتياط..
ولكن في هذه المباراة، تجد عناصر مكافحة الشغب تحيط بذلك المستطيل..
والأغرب من ذلك أن المرشد الإيراني آنذاك اشترط أن يتجه لاعبو المنتخب الأمريكي لمصافحة لاعبي إيران وليس العكس، لتنتهي المباراة بفوز إيران، دون أضرار تذكر.
الرياضة أداة النظام المصري!
من شعبين شقيقين إلى أعداء.. هكذا حولت مباراة كرة قدم شعبي الجزائر ومصر عام 2009.
فبعد أن حقق المنتخب المصري كأس الأمم الأفريقية عام 2008، كانت جميع التوقعات تؤكد أنه سيتأهل لكأس العالم بسهولة، جاءت القرعة وأوقعته وجها لوجه مع منتخب الجزائر في التصفيات. ليفجر المنتخب الجزائري مفاجأة بفوزه على مصر..
وفي الوقت الذي كان يعيش فيه الشعب المصري حالة من الاحتقان بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتدنية آنذاك.. لم يكن للنظام وقتها إلا أن يستغل المنتخب لإلهاء الشعب.. فقام بتجييش الإعلام المصري للتحريض على الجزائريين، لتتعرض على إثر ذلك حافلة المنتخب الجزائري للرشق بالحجارة في القاهرة، ما أدى إلى إصابة بعض اللاعبين، الأمر الذي تفاقم، ليتحول إلى أجواء مشحونة ومتوترة بين الجمهورين.