ناشد إيطالي رئيسة
وزراء بلاده جورجيا ميلوني المساعدة على إخراجه من سفارة بلاده في الإمارات، بعدما
وجهت له اتهامات بدعم الإرهاب في اليمن.
وقال في تقرير نشرته صحيفة الغارديان، ترجمته
"عربي21"، إنه ضحية خلافات سياسية بين إيطاليا والإمارات، وفي تقرير
أعدته أنجيلا غويفريدا من العاصمة روما قالت فيه إن آندريا كوستانتينو، 49 عاما، عالق ومنذ ستة أشهر في سفارة بلاده في أبو ظبي، ومنذ الافراج عنه من سجن الوثبة سيئ السمعة، حيث إنه قضى أكثر من عام بتهم تمويل الإرهاب في اليمن، وبعد أن نقل شاحنة محملة بالديزل لزبون هناك.
ولم يكن كوستانتينو
قادرا على مغادرة الإمارات بدون دفع غرامة 275,000 يورو في اتهامات يقول إنها
"عارية عن الصحة". وقال إنه يعيش مثل الجرذ في غرفة صغيرة
بالسفارة. وأضاف: "لا أنام إلا ساعات قليلة في الليل حيث إنني أعاني من كوابيس مستمرة، بسب
الفترة التي قضيتها في السجن والكابوس الحالي الذي علقت فيه، وأنا أبدو مثل شخص دفن
حيا".
واعتقل كوستانتينو بواسطة
ضابط من القوات الخاصة الإماراتية في آذار/ مارس 2021، حيث إنه كان مع زوجته وابنته في
فندق فيرمونت في بالم الجميرة بدبي. وأنشأ شركة في دبي عام 2012 وقضى معظم فترته
وهو يدير تجارة في دول الشرق الأوسط حتى اعتقاله بسبب شحنة ديزل نقلها من إمارة
الفجيرة في الإمارات إلى اليمن بداية عام 2016.
وقال كوستانتينو إن
شحنة النفط حصلت على تصريح إنساني من التحالف السعودي-الإماراتي، الذي يشن حربا
ضد الحوثيين منذ عام 2015. وكان الديزل سيتم استخدامه في مولدات الكهرباء بالمدارس
والمستشفيات ولصالح شركة النفط اليمنية، وحصلت الشحنة على تصريح من السلطات
الإماراتية.
لكن المحققين في
الإمارات زعموا أن الوسيط الذي سيتسلم الشحنة مرتبط بالحوثيين ووضع اسمه على
"قائمة كبار المطلوبين" للسعودية في نهاية عام 2017.
ولا يستطيع كوستانتينو
مغادرة الإمارات بدون دفع الغرامة، وبخاصة أن السلطات الإماراتية لا تزال تحتفظ
بجوازه. وقال إنه خسر من وزنه 15 كيلوغراما خلال عذابه ولا يستطيع مغادرة السفارة خشية
من اعتقاله مرة ثانية.
ويقول: "أصحو من
النوم وأنا أشعر بالغثيان" و"أحضر
القهوة، وعلى الأقل فإني أستطيع عمل هذا هنا لأنه مستحيل في السجن. وبعد ذلك أقوم ببعض
التمارين من أجل أن أخلص تفكيري من الكوابيس. وأقضي معظم الوقت وأنا أتحدث مع
عائلتي ومن أستطيع من الناس مع أن تغطية الإنترنت هنا محدودة". وتعرض ولداه،
واحد منهما من زواجه الأول، للتنمر في المدرسة حيث أطلق الأطفال على والده وصف "الإرهابي". ويقول كوستانتينو إنه خسر كل توفيره ويستخدم بطاقة والده الائتمانية
لكي يطلب الطعام.. "مع أنني أنسى في معظم الوقت أكله" كما يقول. ويحاول والده جمع المال
الكافي لتأمين الإفراج عنه.
وجاء اعتقال
كوستانتينو بعد شهرين من إعلان وزير
الخارجية السابق لويجي دي مايو، عن إلغاء صفقة صواريخ وقنابل للطائرات مع كل من
السعودية والإمارات. ووصف دي مايو القرار بأنه "رسالة سلام واضحة من بلدنا
وتظهر التزاما لا يتزعزع بحقوق الإنسان".
وفي حزيران/ يونيو أمرت
الإمارات القوات الإيطالية بمغادرة قاعدة المنهاد الجوية في دبي كرد فعل انتقامي
من الإمارات على قرار حظر تصدير السلاح الإيطالي. وتعرض قرار دي مايو للنقد في
إيطاليا والبلدين لأنه لم يقم بتوضيح قراره وإيصاله عبر الطرق المعروفة، كما أنه عرض
حظوظه لكي يكون المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى المنطقة، للخطر.
ويرى كوستانتينو أنه
ضحية لخلاف سياسي. وقال: "عندما قابلني المحقق بعد عدة أيام بعد اعتقالي فإنه قضى
20 دقيقة وهو يسألني أسئلة عن إيطاليا، هذا جنون".
وقال متحدث باسم دي
مايو إن اعتقاله لا علاقة له به، مضيفا أن وزير الخارجية السابق تدخل لنقل
كوستانتينو من السجن إلى السفارة. وفي شريط فيديو عرض في الصيف، فإن ميلوني وصفت اعتقال
كوستانتينو بـ"غير المبرر"، مضيفة أنه "يدفع الثمن الغالي للتوترات
القوية"، بين إيطاليا والإمارات ويمكن أن "يتحول لرهينة" التوترات.
وحثت حكومة ماريو
دراغي على التدخل سريعا وإحضاره إلى إيطاليا.
وأصبحت ميلوني رئيسة للوزراء في تشرين الأول/أكتوبر، وقال كوستانتينو إن مناشداته
للحكومة السابقة والحالية قوبلت بالصمت و"أناشد الآن ميلوني للوفاء بوعدها
والطلب من قادة الإمارات السماح لي بالعودة إلى إيطاليا".
تقرير: الإمارات أنفقت 64 مليون دولار لجماعات ضغط أمريكية خلال عام
WSJ: رئيس "إسرائيل" في البحرين لمعالجة علاقات التطبيع المتعثرة
NYT: التقارب القطري السعودي بكأس العالم لم يشف جروح الماضي