يبدو أن المعلق الرياضي في هيئة
الإذاعة البريطانية (
بي بي سي)، غاري لينكر؛ لم يشأ أن يغادر مونديال
قطر دون أن يفجر جدلا جديدا
مع تتويج الأرجنتين ببطولة
كأس العالم، وهذه المرة كانت حول البشت الذي ألبسه أمير
قطر للاعب الأرجنتيني ليونيل
ميسي في حفل ختام كأس العالم.
وكان أمير قطر، الشيخ تميم بن
حمد آل ثاني، قد ألبس ميسي البشت العربي، قبل أن يتسلم كأس العالم الأحد
الماضي، ليحتفل مع فريقه بحمل الكأس وهو يرتدي هذا الرداء.
وخلال وقوف الفريق الأرجنتيني
لالتقاط الصور والاحتفال بالكأس، علق لينكر على ارتداء ميسي البشت قائلا: "من
العار أن يغطي هذا الرداء الصغير قميص الأرجنتين.. لماذا؟".
وأثار تعليق لينكر انتقادات
واسعة من مغردين بريطانيين وعرب، حيث انتقدوا ما اعتبروه تحيزا من "بي بي سي" تجاه
قطر والثقافة العربية، ورأوا أن مذيع المحطة يجهل قيمة هذا البشت في الثقافة العربية والخليجية، وأن
إلباسه من قبل أمير قطر لميسي يعدّ تكريما له.
من جهته، قال الصحفي البريطاني روبرت كارتر، تعليقا على
ما أدلى به لينكر: "يجب ألّا نسمح بالتغاضي عنه.. تعليق غاري لينكر المعادي
للعرب ذهب بعيدا، عندما عبر عن استيائه من ارتداء ميسي البشت العربي التقليدي.. قطر
لم تفعل ذلك إلا لإبداء الاحترام، بخلاف بي بي سي".
ورغم أن عددا من وسائل الصحف البريطانية هاجمت ارتداء
ميسي البشت خلال لحظة التتويج، وبطريقة رآها كثيرون كأنها تحمل عنصرية أو كراهية تجاه العرب، إلا أن التعليق من "بي بي سي" كان محل انتقاد خاص،
حيث تفترض قواعد المحطة الحياد، كما أن التعليقات عبر المحطات التلفزيونية في
بريطانيا بشكل عام تخضع لرقابة خاصة من هيئة رسمية خاصة (الأوفكوم)، حيث يمكن
التقدم بشكاوى في حال اعتبر المحتوى مسيئا.
وكان لينكر قد بدأ مع ضيفيه، آلان شيرار وبابلو زاباليتا، تغطية المباراة النهائية بين فرنسا والأرجنتين بتلخيص تجربتهم خلال مونديال قطر الذي
انطلق في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022.
فرغم الانتقادات السابقة والمتكررة لقطر، اعتبر الثلاثة
أن فكرة إقامة المونديال في الشتاء لأول مرة يمكّن تكون تجربة مفيدة للمستقبل، كما
أشاروا إلى قضية منع تناول الكحول في المدرجات، ما ساهم في منع وقوع حوادث. ولفتوا
أيضا إلى تنوع الجماهير، مع حضور أعداد غير مسبوقة من أمريكا اللاتينية وشمال
أفريقيا. علاوة على ذلك، تم السماح بالمزج بين جماهير المنتخبات المختلفة في المدرجات،
دون الحاجة للفصل بينها، ومع ذلك لم تسجل أي حوادث أو احتكاك بين الجماهير.
وكانت "بي بي سي" قد بدأت تغطيتها للمونديال بمقدمة حادة غير مسبوقة؛ هاجم
فيها لينكر قطر، كما امتنعت المحطة عن بث الحفل الافتتاحي والحفل الختامي على التلفزيون، واكتفت ببثهما عبر الإنترنت.
وقد دفع موقف المحطة تجاه قطر الكثيرين للتذكير بموقفها المغاير من روسيا خلال استضافتها كأس العالم عام 2018.
وكانت "بي بي سي" قد أزالت شعار المونديال الرسمي الذي يحمل اسم قطر (Fifa World Cup- Qatar 2022) من استديوهات تغطية كأس العالم، ليحل محله شعار كأس العالم الذي يحمل اسم فيفا فقط (Fifa World Cup).
فقد استخدمت المحطة الشعار الرسمي للمونديال في استديوهاتها خلال دور المجموعات، لكن هذا الشعار اختفى مع بداية دور الـ16 حتى نهاية المونديال.
وأرسلت "
عربي21" استفسارا إلى "بي بي سي"، لتوضيح سبب هذا التغيير في الشعار ، إضافة إلى ضعف تغطية المحطة لأجواء المونديال خارج الملاعب، مثلما يجري عادة في المناسبات المشابهة، لكنها لم تتلق أي رد.
من جهة أخرى، حققت المباراة النهائية مشاهدات تلفزيونية قياسية في بريطانيا؛ فقد تابع
المباراة التي بثتها محطتا "بي بي سي" و"آي تي في"، أكثر من 20 مليون مشاهد عبر المحطتين،
عدا عن متابعي البث على الإنترنت للمحطتين (أكثر من سبعة ملايين). وتتجاوز هذه الأرقام
بكثير تلك التي شهدها مونديال روسيا 2018.
وفي سياق متصل، تعرض المعلق الرياضي
البريطاني غاري نيفيل، لهجوم واسع في بريطانيا، بعدما شبه ما يجري الحديث عنه بشأن
العمال الأجانب في قطر بما يجري للممرضين والطواقم الطبية في بريطانيا، حيث اعتبر
أن هؤلاء أيضا لا يحصلون حقوقهم.
وقال نيفيل من أستديو محطة "آي
تي في" البريطانية في قطر، قبل انطلاق مباراة فرنسا والأرجنتين: "يجب ألا
يحصل هذا هنا.. ويجب ألا يحصل أيضا في بلادنا، حيث يكافح ممرضونا للحصول على زيادة
جنيه أو جنيهين".
وتخوض الطواقم الطبية في
بريطانيا، من ممرضين وأطباء وطواقم إسعاف، إضرابات عن العمل بالتزامن مع أعياد
الميلاد؛ احتجاجا على عدم زيادة رواتبهم لمواجهة معدلات التضخم المتزايدة
والصعوبات المعيشية.
— Gary Lineker 💙💛 (@GaryLineker)
December 19, 2022
— عبدالله #المغرب_رفع_راسنا🇲🇦 (@winnerSMs)
December 18, 2022