كشفت دراسة طبية جديدة، بعد عمليات
تشريح
للعديد من الجثث عن وجود فيروس
كورونا، في
الدماغ والجهاز العصبي، وكافة أنحاء
الجسم.
وكان الباحثون طرحوا تساؤلات بشأن، كيفية
تسبب فيروس يصيب الجهاز التنفسي، بتلف في الجهاز العصبي، بل ويصل إلى الدماغ.
وأشاروا إلى أن المضاعفات العصبية التي يحدثها كورونا، قد تكون طويلة الأمد،
بحسب الطبيب أفيندرا ناث، من المعهد الوطني الأمريكي للاضطرابات العصبية والسكتة
الدماغية، والذي لفت إلى أن الفيروس يستهدف الخلايا البطانية للدماغ بصورة رئيسية،
بوساطة مناعية وفقا لمجلة "
نيتشر".
وكشفت عملية تشريح لجثث 9 مرضى، أن تلفا في الأوعية الدموية، تسبب به
فيروس كورونا، أحدث تسريبا في بروتيناته حتى وصلت الدماغ.
في المقابل، كشف تقرير لتشريح 44 جثة، لأشخاص ماتوا بالفيروس، أن الفيروس
انتشر في كافة أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ والأنسجة لعدة أشهر.
وقال دانيال تشيرتو، الطبيب الباحث، من المركز
الطبي للمعاهد الوطنية، للصحة والمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، إننا
تمكنا من إجراء تقييم مفصل للدماغ، وفي معظم هؤلاء الأفراد الذين حصلنا على عيناتهم من الدماغ، وجدنا دليلا على وجود الحمض النووي الريبي الفيروسي والبروتين عبر
مناطق متعددة أخذنا عينات منها.
وشدد على أنه في إحدى هذه الجثث، كنا قادرين على استنبات الفيروس من
الدماغ، لذلك تمكنا من إظهار ليس فقط وجود مكونات فيروسية، وبروتين الفيروس، لكن
فيروسات حية قادرة على التكاثر.
ولفت إلى أن النتائج قد لا تكون قابلة للتعميم، لأن معظم الذين أجريت
عليهم الأبحاث كانوا كبار سن، ولديهم أمراض كبيرة، وبعضهم كان مصابا بحالات شديدة
من كورونا، ومميتة في نهاية المطاف، وقد لا تنطبق النتائج على الأفراد الأصغر سنا
أو الأكثر صحة أو الذين جرى تلقيحهم.
لكن فحوى النتائج تؤكد على أن كورونا، لديه القدرة على الانتشار في
الخلايا والأنسجة في جميع أنحاء الجسم والدماغ.
وقال الدكتور زياد العلي، من جامعة واشنطن في سانت لويس، إن هذه دراسة
تفصيلية، أكدت عدوى كورونا، نظامية بالفعل وتضرب العديد من أعضاء الجسم بما في ذلك
الدماغ.
وأشار إلى أن ما لم تظهره الدراسة، هو وجود التهابات أو أمراض في
خلايا الجسم تكشف بوضوح كيف تحدث المضاعفات العصبية للعدوى بكورونا.