كشفت
أوساط عسكرية إسرائيلية أن دولة
الاحتلال أطلقت أول قمر صناعي ملون للفضاء، بحيث
سيكون قادرًا على تسجيل الأشياء التي لا يتجاوز حجمها نصف متر، وتبلغ سرعة القمر
28 ألف كم في الساعة، وستكون مدة بقائه في الفضاء عدة أشهر.
وبدأ
القمر الصناعي الذي أنتجته صناعة الفضاء وشركة "ألبيت" للصناعات
العسكرية، بنقل البيانات للمحطة الأرضية، بما فيها معلومات استخبارية عالية الجودة،
في وقت يعتبر حرجا للاحتلال في ظل جهود
إيران المضادة، مما تطلب منه المسارعة
لإعادة تشكيل الوضع الاستخباراتي.
نير
دفوري الخبير العسكري في
القناة 12، كشف أن "هذه الخطوة تمنح الاحتلال فرصة
من البدائل العسكرية والتقنية والاقتصادية، وقد تم في الساعات الأخيرة الإطلاق
الناجح لـ ISI EROS C-3، أول قمر صناعي إسرائيلي للتصوير
الفوتوغرافي والاستخبارات، وبالألوان هذه المرة، حيث يلتقط صورًا ملونة عالية
الجودة، تسمح بتحديد التفاصيل، وفصل الألوان بوضوح شديد، حتى أنه يرى الكائنات
بحجم نصف متر من الفضاء.
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الاحتلال انتظر ظروفا جوية مواتية
لإطلاقه من ولاية كاليفورنيا على متن صاروخ تابع لشركة سبيس إكس، وسيتم تشغيله من
الفضاء من قبل الشركة الإسرائيلية التي تبيع الصور للعملاء في جميع أنحاء العالم،
ووزنه 300 كغم، ومجهز بكاميرا فضائية ملونة، وهي أول كاميرا تجارية قادرة على
التصوير من الفضاء بهذا اللون والدقة، ورؤية الأشياء بحجم نصف متر، وبعد الإطلاق
دخل مداره حول الأرض، وبدأ بنقل البيانات للمحطة الأرضية".
ورأى
أن "القمر الإسرائيلي سيساعد بشكل كبير بجمع المعلومات الاستخبارية خلال فترة
حرجة استعدادا لمواجهة إيران، مما يعد حدثًا مهمًا في إسرائيل، وهي إحدى الدول
الثماني الوحيدة في العالم التي تشارك في نادي الفضاء المرموق، مما سيتيح لها
تغطية استخباراتية واتصالات مهمة، حتى أنه يأخذ صورة نموذجية لملعب كرة القدم في
طهران، ومن الفضاء يمكنك رؤية اللاعبين على العشب الأخضر، مع العلم أن براءة
الاختراع الإسرائيلي خفضت تكاليف الإطلاق، حيث تستخدم إسرائيل اليوم مائتي قمر
صناعي، تتحرك في مدار بين 400-500 كم فوق الأرض، مصممين للبقاء في الفضاء عشر
سنوات في المتوسط".
وأكد
أنه "إذا كانت تكلفة الإطلاق في 1970، 30 ألف دولار للكيلو غرام، فإنه في عام
2000 انخفض المبلغ المطلوب إلى 12 ألف دولار، أما اليوم فيبلغ فقط 1000 دولار،
ويتوقع أن ينخفض أكثر، وفي العقد المقبل سيتم إطلاق 100 ألف قمر صناعي جديد في
الفضاء".
وباتت
الأقمار الصناعية ميزة للصناعات الإسرائيلية المتخصصة في تقنيات التصغير، حيث
تمتلك قدرات متقدمة للغاية بتطوير أجهزة الاستشعار في مجال التصوير الفائق الطيف،
لكشف محاولات التمويه في الحرب الإلكترونية بالأشعة تحت الحمراء، وعالية الدقة
الكهروضوئية.
يتزامن
هذا التطور الإسرائيلي الجديد مع الكشف عن إدخال قدرات الذكاء الاصطناعي لجيش
الاحتلال، مما يجلب تغييرا جذريا في قدرات المعالجة والتحليل للمعلومات الهامة،
وسحب ملايين تفاصيل المعلومات والإشارات، وتحويلها إلى أهداف وغايات عسكرية
وأمنية.
هذا
الحدث الجديد قد يستدعي من رئيس الأركان القادم هآرتسي هاليفي القيام بعمل دراماتيكي
لاتخاذ القرارات المتعلقة بعمق دخول جيش الاحتلال لمجال الفضاء، مما سيمكنه من جمع
المعلومات الاستخباراتية على مدار الساعة، وفي كل مكان، خاصة وأن سلاح الجو يتعامل
مع أنظمة دفاع جوي متطورة وأنظمة حربية إلكترونية لدى الإيرانيين والسوريين لتقييد
خطواته، وحرية عمله في سماء الشرق الأوسط.