في الوقت الذي تستعد فيه حكومة اليمين الإسرائيلية الجديدة لوضع يدها على الأراضي
الفلسطينية المحتلة في النقب، وترحيل الفلسطينيين البدو منه، وإزالة التجمعات السكانية فيه، اتجهت الأنظار الإسرائيلية، من اليمين واليسار معاً، لما أسمته مزيدا من الاهتمام بالمستقبل الأمني لمنطقة
الجليل شمال فلسطين المحتلة، بزعم أنها تواجه سياسة "القبضة الخانقة" من قبل الفلسطينيين.
شيلا فرايد، مراسلة صحيفة
مكور ريشون، كشفت أن قادة حركات الاستيطان، كحركة الكيبوتس، وحركة القرى، وغيرها من القوى والكيانات غير الحكومية، قاموا بجولة في قلب الجليل الأسبوع الماضي، وأعربوا عن قلقهم على المستقبل الأمني والديمغرافي للمنطقة، ودعا كثير منهم من اليساريين إلى رؤية
تهويد الجليل كـ"هدف وطني".
ونقلت في تقرير ترجمته "عربي21" عن عضو الكنيست السابق عن حزب الحركة الجنرال آيال بن رؤوفين، وهو من سكان الجليل السفلي، قوله: "عندما أغادر منزلي، وأتطلع حولي، أرى فلسطينيين فقط في التجمعات السكانية فقط، وهذا الواقع له دلالة أمنية خطيرة، وإذا لم تعمل الدولة على توطين مليون يهودي آخر بشكل كبير، فسوف نتحول إلى واقع أمني لن تكون فيه هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021 سوى عرض بسيط لما سنواجهه في المستقبل، وقد نصل إلى وضع نحتاج فيه إلى الدبابات لفتح محاور الطرق، قاصدا بذلك الاحتجاجات الفلسطينية في المدن المحتلة يافا وعكا واللد والرملة".
وعرض رئيس منتدى شيلو، بنزي ليبرمان، مشروعا اسمه "قلب الجليل"، أسسه منذ ستة أشهر، وكشف سلسلة الإجراءات التي اتخذها مع الحكومة السابقة، في محاولة مزعومة لكسر سياسة القبضة الخانقة، والسماح للمستوطنات اليهودية بالتوسع في الجليل، وقد حضر الجولة الأمين العام لحركة الكيبوتس نير مائير، والأمين العام للموشافيم عاميت يفراح، ورئيس مركز الحكومة الإقليمية شاي حغاغ، والمدير التنفيذي للمركز إيتسيك أشكنازي، للتعرف عن كثب على سياسة القبضة الخانقة ضد الاستيطان اليهودي في المنطقة، وعواقبها الخطيرة".
وأكدت "ميكور ريشون" أن "معظم أعضاء مشروع "قلب الجليل" هم مسئولون سابقون في المؤسسة الأمنية، وتم تأسيسه انطلاقا من تفاهم مشترك بأنه من دون تسوية لا يوجد أمن ولا حكم، ووصف داني إيفاري رئيس مجلس مسغاف الاستيطاني للضيوف ما زعمها الصعوبة في التخطيط الإسكاني لليهود في الجليل، وطبيعة الأرض الموجودة، وتأثيرها على إنشاء المستوطنات اليهودية، كاشفا أنه من إجمالي مساحة المجلس الممتدة على 164 ألف دونم، تبلغ مساحة جميع المستوطنات اليهودية، وعددها 29 مستوطنة، 17 ألف دونما فقط، وقد طلبت من جهات التخطيط الحكومية سبعة آلاف دونم أخرى كي تضاعف عدد سكان المستعمرات".
وأوضح أن "هناك زيادة هائلة في أسعار الأراضي في المستوطنات اليهودية، واختلافات كبيرة بينها وبين الأسعار في المنطقة ذاتها في التجمعات الفلسطينية المجاورة، ففي مستوطنة غيلون، بيعت مساحة مطورة نصف دونم بمبلغ 1150 ألف شيكل، بينما بيعت لدى الفلسطينيين بـ50 ألف شيكل فقط، الدولار يساوي 3.5 شيكل".
ولم يعد سرّا أن حكومة
الاحتلال تستعد منذ سنوات لتهويد الجليل، سواء على مستوى مفهوم التخطيط الاستراتيجي، أو اتخاذ إجراءات محددة على الأرض، بهدف جلب مليون يهودي آخر إلى الجليل في غضون عقد من الزمن، بزعم أنهم يشعرون أنهم ضيوف في هذه المنطقة، وأحيانا يتعرض المستوطنون للرشق بالحجارة من قبل الفتيان الفلسطينيين، بل إن مستوطني مستوطنة جفعات إيلا قرب بلدة زرزير، يحتاجون من الساعة الخامسة مساء إلى حماية أجهزة الأمن لمغادرة المستوطنة، أو دخولها؛ خشية من مهاجمتهم من الفلسطينيين.