قررت السلطات الصحية في
ملاوي تمديد إغلاق المدارس في أكبر مدينتَين في البلاد حتّى إشعار آخر بسبب تفشّي وباء
الكوليرا الذي يؤثّر في البلاد، على الرغم من حملة
التلقيح التي شاركت فيها
الأمم المتحدة.
وأوضحت وزيرة الصحّة أنّ إغلاق المدارس الابتدائيّة والثانويّة "سببه الزيادة الأخيرة والمستمرّة في عدد حالات الإصابة بالكوليرا والوفيات" الناجمة من المرض.
وأشارت إلى أنّ العودة إلى المدارس أرجئت أسبوعين على الأقلّ في العاصمة ليلونغوي ومدينة بلانتير الجنوبيّة، فيما كان مقرّرًا أن يستأنف الطلاب الدراسة الثلاثاء، مضيفة أنّ هذا الإعلان "المتأخّر" قد "اتُّخذ حصرًا من أجل صحّة طلّابنا".
وسجّلت الدولة الفقيرة الواقعة في جنوب إفريقيا زهاء 18 ألف إصابة بالكوليرا و595 وفاة منذ آذار/مارس. ووفقًا لمنظّمة الصحّة العالميّة، فإن الأمر يتعلق بأكبر تفشٍّ لهذا المرض في البلاد منذ عشر سنوات.
وفي آخر تحديث لها صدر في 22 أيلول/ ديسمبر، قالت الحكومة إن الكوليرا قتلت 410 أشخاص منذ شباط/ فبراير الماضي، فيما أعلن رئيس ملاوي أن تفشي الكوليرا يمثل حالة طوارئ صحية عامة بسبب زيادة حالات الكوليرا المعقدة.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، تلقت ملاوي 2.9 مليون جرعة من لقاح الكوليرا من الأمم المتحدة، فيما لم تبدأ المرحلة الثانية من التطعيم بعد على الرغم من أن بعض العيادات الطبية تقدم بعض الجرعات المتبقية من حملة سابقة تعود إلى أيار/ مايو الماضي.
وتشير النتائج الأولية لوزارة الصحة إلى أن حملة التطعيم ضد الكوليرا التي جرت في الفترة من 28 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى 2 كانون الأول/ ديسمبر، وصلت إلى أكثر من مليوني شخص، ما يمثل 71.6 بالمئة من أصل 2.9 مليون شخص مستهدفين.
وقدمت المديرية العامة للمساعدات الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية مبلغ 540 ألف يورو من خلال "اليونيسف" لدعم خدمات المياه والصرف الصحي في حالات الطوارئ في المناطق المتضررة، للحد من الوفيات وانتشار المرض في ملاوي. يأتي هذا بالإضافة إلى مبلغ 100 ألف يورو لصندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث التابع للاتحاد الدولي للصليب الأحمر.
والكوليرا مرض ينتقل عبر شرب مياه أو تناول طعام ملوّث ببكتيريا وعادةً ما يسبّب الإسهال والقيء ويمكن أن يكون خطرًا جدًا على الأطفال.
في أيلول/ سبتمبر، أعلنت منظّمة الصحّة العالميّة "زيادةً مقلقة" في الكوليرا في كلّ أنحاء العالم، بعد سنوات من تراجع هذا المرض، وقد أضيف تغيّر المناخ إلى العوامل المعتادة التي تُسهّل انتشاره مثل الفقر والصراعات.