تصادف اليوم الثلاثاء، الذكرى الثالثة لاغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري
الإيراني قاسم
سليماني، والقيادي في "الحشد الشعبي"
العراقي أبي مهدي
المهندس، بغارة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي.
ومنذ اليوم الأول لاغتيال سليماني، فإن طهران والفصائل الشيعية المدعومة إيرانيا، سارعت إلى تهديد الولايات المتحدة بالانتقام.
وواصل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وفصائل الحشد الشعبي العراقية، إرسال تهديدات إلى الولايات المتحدة طيلة الثلاث سنوات الماضية.
وتبنت فصائل إيرانية وأخرى مدعومة من طهران طيلة السنوات الثلاث الماضية، قصف قواعد أمريكية في بغداد والأنبار، ومحافظات عراقية أخرى، في إطار الرد على اغتيال سليماني والمهندس.
ويصر القادة الأمريكيون على أن الانتقام لمقتل سليماني والمهندس لا يقتصر على توجيه ضربات صاروخية محدودة، بيد أن طهران لم تقم باستهداف قادة عسكريين أمريكيين نشرت صورهم سابقا على أنهم المتورطون في اغتيال قائد فيلق القدس، وذلك في العام الأخير من حكم الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، قال قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني علي رضا تنكسيري، إن التخلي عن خطة "الانتقام" لمقتل سليماني، مقابل رفع العقوبات، هو "وهم كاذب".
وأشار تنكسيري، إلى أن الدول، التي عبر عنها بـ"العدو"، "ترسل باستمرار رسائل مفادها أنكم إذا توقفتم عن الانتقام لمقتل سليماني، فسنقدم بعض التنازلات ونرفع بعض العقوبات، لكن هذا وهم كاذب".
وأضاف: "كل من آية الله علي خامنئي المرشد الإيراني، وقائد الحرس الثوري الإيراني، يشددان على أن الانتقام أمر لا مفر منه، لكن نحن الذين سنحدد المكان".
وبدأت منذ أيام في إيران والعراق ولبنان، مراسم إحياء الذكرى الثالثة لاغتيال سليماني والمهندس، بخطابات لقيادات سياسية وعسكرية لقادة ما يعرف بـ"محور الممانعة".
بنك أهداف
في الأيام الأخيرة الماضية، نشرت حسابات مؤيدة للحرس الثوري الإيراني، قائمة تضم أسماء 51 شخصية عسكرية أمريكية، قالت إنهم مطلوبون للسلطات القضائية في طهران.
وضمت القائمة رئيس لجان رؤساء الأركان، مارك ميلي، والمستشار السابق للرئيس الأمريكي للأمن القومي روبرت أوبراين، إضافة إلى قادة في القوات الجوية الأمريكية.
والقائمة هي ذاتها التي تحدثت عنها الخارجية الإيرانية مطلع العام 2022، إذ قالت إنها فرضت عقوبات على 51 شخصية أمريكية على صلة باغتيال سليماني.
ومن بين المشمولين في "بنك الأهداف"، رئيس جهاز الأمن المركزي وقائد العمليات الإلكترونية الأمريكية، الجنرال بول ميكي ناكسون.
وضمت القائمة بضعة أسماء غير عسكرية، على غرار روبرت غرينواي، الذي أشرف على سياسة إيران كمدير أول لسياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي خلال إدارة ترامب.
وضمت القائمة مؤسس شركة "بلاك ووتر" للعمليات الخاصة، وهو إريك برنس، الضابط السابق في البحرية الأمريكية.
وكانت إيران، أعلنت الثلاثاء، عن 94 متهما أمريكيا في ملف اغتيال سليماني والمهندس، في مقدمتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ووزير خارجيته مايك بومبيو، وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي.
وقال مساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية وأمين لجنة حقوق الإنسان في إيران، كاظم غريب آبادي، إن "هناك قضيتين جنائيتين مفتوحتين في النظام القضائي العراقي والنظام القضائي الإيراني للتعامل مع هذه الجريمة"، مضيفًا أن التحقيق يجري في مكتب المدعي العام للشؤون الدولية بطهران.