حول العالم

كيف صمد مبنى "البانثيون" الشهير بإيطاليا على مر السنين؟

جيتي
سلطت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الضوء على صمود مبنى "البانثيون" الشهير في روما، والذي يبلغ من العمر ألفي عام، وما زال على حاله.

وكان سبب متانة المبنى مثار جدل بين المختصين، لكونه مصنوعا من الخرسانة الرومانية.

وأشارت إلى أن "معبد الآلهة" الذي بني عام 27 قبل الميلاد، وبناه ماركوس فيسبانيوس أغريبا، أعيد بناؤه بعد الميلاد على يد الإمبراطور هاريان بعد حرائق أضرت بالبناء.

وكشفت التحاليل الدقيقة للمبنى أن الخرسانة الرومانية تحتوي على قطع معدنية صغيرة بيضاء تسمى "الكلس الصخري"، كان يعتقد في بداية الأمر أنها ممارسة خاطئة، وعيب في الخرسانة، أو مواد رديئة الجودة.

ونقلت الصحيفة عن المهندس من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أدمير ماسيك، أن الرومان لم يكونوا على دراية كافية بالكيمياء المستخدمة في الخرسانة، رغم أنهم علموا أنها مادة رائعة، غير أنهم على الغالب لم يتوقعوا أن تستمر لآلاف السنين.

وتم استخدام الخرسانة الرومانية من كتل الصخور البركانية، ومن الركام المتماسك من ملاط يشمل البوزولان والجير والماء.

واستخدم فريق من الباحثين من جامعة هارفارد، ومختبرات إيطالية وسويسرية، صورا عالية الدقة وخرائط كيميائية لفحص طبقات الجير عن كثب، واكتشفوا أن الجير المستخدم يساعد الخرسانة على الالتئام عندما تتشقق.

وعند عملية خلط الخرسانة، تصبح فتحات الجير هشة، ما يسهل وصول الكالسيوم إلى بقية الخرسانة، وعندما تتشكل شقوق صغيرة في الخرسانة، تتفاعل الكتل الجيرية مع الماء، وتنتج محلول مشبعا بالكالسيوم، يمكنه ملء الشقوق بسرعة.

وأنتج الفريق خرسانة رومانية تجريبية، وتسببوا في تصدعها عمدا، ثم أدخلوا الماء عبر الشقوق، وفي غضون أسبوعين، كانت الشقوق قد أصلحت نفسها تلقائيا، في حين أن خرسانة أخرى لم تحتو على الجير، ظلت كما هي.