وصلت
أجواء
العنصرية وكراهية الفلسطينيين إلى مستويات غير مسبوقة من الدموية بصدور دعوات من
أعضاء
الكنيست الذين يطالبون بقتل الفلسطينيين علانية، ودون تردد.
بدأ
هذه الدعوات الدموية عضو الكنيست من حزب الليكود هانوخ ميلبيتسكي، خلال النقاش حول قانون
حرمان المقاومين من فلسطينيي48 والقدس من الجنسية، والإقامة داخل فلسطين المحتلة، قائلا: "إنني أفضّل القتلة اليهود على القتلة العرب، بل إنني في الدولة اليهودية أفضّل
اليهود على العرب غير الموالين".
موران
أزولاي المراسلة الحزبية لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، نقلت هذا النقاش في تقرير
ترجمته "عربي21"، وتخلله رد من عضو الكنيست أحمد الطيبي، بإعلانه أن ما ذكره
ميلبيتسكي هو "شعار المرحلة الحالية"، ولم يتردد في القول إنه "ليس
لدي مشكلة مع هذه الجملة، هذه هي حالة اليهود".
وأضافت
أن "الطيبي رفض إسقاط الجنسية عن منفذي العمليات الفدائية، لأن هذه القضية تُطرح
في كثير من الأحيان بصورة انتقائية، ولا تنطبق إلا على الفلسطينيين، لذلك فأقترح إضافة
حرمان الجنسية من يغآل عامير قاتل رئيس الوزراء الراحل إسحاق رابين، وكذلك عامي بوبر
منفذ مجزرة عيون قارة التي قتل وذبح فيها سبعة عمال فلسطينيين، أم إنه من الأفضل أن
ترتكب أخطر جريمة عندما تكون يهوديًا؟".
عضو
الكنيست غلعاد كاريب من حزب العمل، وردّا على هذه الدعوة الدموية طالب رئيس حزب العصبة
اليهودية إيتمار بن غفير وزوجته بإخراج صورة الحاخام القاتل باروخ غولدشتاين منفذ مجزرة
الحرم الإبراهيمي في الخليل من خزانة الملابس، وتغليفها، وتقديمها هدية بشكل احتفالي
لـ"ميلبيتسكي".
في الوقت
ذاته، تواصلت الدعوات الإسرائيلية المحرضة على قتل الفلسطينيين، وهذه المرة على لسان
"ليمور سون هار ميلخ" عضوة الكنيست من حزب العصبة اليهودية، التي زعمت أن
"من قتل يهوديا يجب أن يموت، ومن قتل عربيا فليكن في السجن، لأن مفاهيم المساواة
ليست ذات صلة في هذه الحالة، فهي ليست متشابهة".
دودو
إيرز مراسل صحيفة "
يديعوت أحرونوت"، نقل مزيدا من تصريحات هذه المتطرفة التي
أصيبت وقتل زوجها في هجوم فدائي عام 2003، وقد أضافت أن "من يقتل يهوديًا لأنه
يعارض وجود دولة إسرائيل، ويعارض وجودنا كشعب في هذا البلد، فإنه في نظري، لا يشبه اليهودي
الذي يقتل على خلفية أخرى، ولذلك فإنني في الدولة اليهودية أفضل اليهود على العرب غير
الموالين".
وأضافت
في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "يجب الحكم بالإعدام على المقاومين كرادع
لهم، وعندما سُئلت عن تطبيق عقوبة الإعدام أيضًا على اليهود الذين قتلوا لأسباب قومية،
أجابت بأن من قتل عربيًا يجب أن يظل في السجن لبقية حياته، ومن قتل يهوديًا يجب أن يموت،
أنا يهودية، أولاً وقبل كل شيء أتعاطف مع شعبي وإخوتي، وأعارض المعادلة التي تحاول
المساواة بين من يتحدى وجود إسرائيل، ويقتل يهودياً على هذا الأساس، وبين من يقتل عربياً.. الأمر مختلف"، على حد زعمها.
تأتي
هذه الدعوات بعد يوم واحد فقط على كشف "عربي21" لمقتطفات من كتاب للجنرال
الإسرائيلي عامي آيالون نقل فيه فتاوى دموية للحاخام يتسحاق شابيرا بجواز قتل الفلسطينيين
والعرب وغير اليهود، بما فيهم الأطفال الرضع وكبار السن والمدنيين بغرض حماية الجنود
الإسرائيليين، ما يشير إلى اتساع رقعة هذا الخطاب الدموي الإرهابي الذي يسعى لشرعنة
استباحة دماء الفلسطينيين، ومن خلال قوانين رسمية هذه المرة.