الخناق بدأ يضيق حول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد أن تخلى عنه بعض الحلفاء.. فما تأثير ذلك على فرص فوزه بالانتخابات الرئاسية؟
(دونالد
ترامب يتلاعب بمنصبه لدوافع سياسية)، هكذا وصفته صحيفة "نيويورك تايمز"، وقد شهدت الأشهر الماضية ابتعاد عدد من كبار السياسيين من حلفائه السابقين عنه.. فمن هم أبرز المنسحبين من دعم ترامب؟
عداوة بعد محبة
سبق لترامب أن كشف عن أن انتخابه رئيسا قد أدى لخسارته جميع أصدقائه، وأبرزهم (مايكل كوهين) وهو محام عمل لمصلحة ترامب بين الأعوام 2006 و 2018، كذلك (ديفد بيكر) رئيس مجلس إدارة مجلة "ناشيونال إنكواير"، وكان مقربا من ترامب، فضلا على (ديلان هاوارد)، وقد شهدوا ضده بقضية دفع رشى خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016، وفقا لنيويورك تايمز.
أما على مستوى السياسيين، فبات مستشار الأمن القومي السابق (جون بولتون)، وكان من أقرب المقربين لترامب، يرفض ترشحه للرئاسة على خلفية (الفوضى والخلل ) في إدارته، على حد وصفه.
كذلك السكرتيرة الصحفية السابقة للبيت الأبيض (ستيفاني غريشام)، صارت تبدي أسفها لعملها مع ترامب، بل وتطالب الحزب الجمهوري بعدم ترشيحه، وفقا لـ"بيزنس إنسايدر".
بدوره، أعرب وزير الخارجية السابق (مايك بومبيو )، عن خيبة أمله في ترامب، ملخصا المشهد بعبارة "قيل لنا إننا سنسأم من كثرة الفوز، إلا أننا سئمنا من الخسارة".
ولم يختلف الحال مع نائب الرئيس ترامب ( مايك بنس )، الذي وصف أقوال ترامب وأفعاله بالمتهورة، وأن اقتحام الكونغرس قد عرّضه وعائلته للخطر، وفقا لـ"هيئة الإذاعة الأمريكية (ABC)".
لماذا يفقد ترامب أنصاره ؟
"إن فكرة التصويت لمرشح ديمقراطي لا تروق لي، إلا أن إعادة انتخاب ترامب تزعجني أكثر"، عبارة قالها أحد أنصار ترامب السابقين، وتعكس حجم خيبة الأمل فيه، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
أما عن أسباب خيبة الأمل تلك، والتي قد أفقدت الرئيس الأمريكي السابق الكثير من أنصاره ومؤيديه، فعديدة.
المتقاعدون وكبار السن، يعتقدون أن سياسات ترامب تجاههم طيلة فترة ولايته الرئاسية كانت كارثية، ولاسيما إخفاقه بالتعامل مع وباء كورونا، ومعظم ضحاياه كانوا من المسنين، كذلك عدم استماع ترامب لمستشاريه، وتجاهله للحقائق المحيطة، إضافة إلى إصداره أهم القرارات على شكل تغريدات في حسابه على تويتر.
"إنه شخص مندفع وغير قابل للتنبؤ ومتناقض، ولا يتقبل النقد"، بحسب معهد الشؤون الخارجية البريطاني.
لتأتي انتقادات ترامب لأداء الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي، عبر منصة (تروث سوشيال) التابعة له لتزيد الطين بلة، وفقا لصحيفة «ذا هيل» الأمريكية.
قرارات رئاسية
لعل من جملة الأسباب التي أفقدت ترامب الكثير من الأنصار، هو أنه لا يأبه كثيرا بالاتفاقات الدولية التي وصفها بـ(السيئة)، واصفا نفسه بأنه (رجل الصفقات) القادم من عالمي العقار والأعمال، وفقا لـ"فوكس نيوز".
فترامب وفي سابقة رئاسية، انسحب وبقرارات مفاجئة من 12 معاهدة دولية وعدد من المنظمات الدولية خلال فترة ولايته، ومن بينها اتفاقية باريس للمناخ، والميثاق العالمي للهجرة، إضافة إلى انسحابه من اليونسكو.