لا
تزال الطاولة السداسية للمعارضة التركية، بعيدة عن تعيين اسم منافس للرئيس التركي
رجب طيب
أردوغان في الانتخابات المزمع عقدها منتصف العام الجاري، وسط احتمالية
تقديم الموعد لشهر أيار/ مايو المقبل لأسباب عدة من أبرزها موسم الأعياد والعطلات.
ورغم
أن الطاولة السداسية كشفت مؤخرا عن موعد لتقديم اسم المرشح المشترك، في شباط/ فبراير القادم، إلا أن الأسماء المرشحة لا تزال محصورة في أسماء أعضاء حزب الشعب
الجمهوري بدءا من زعيمه كمال كيلتشدار أوغلو، وصولا إلى رئيسي بلديتي أنقرة
وإسطنبول، منصور يافاش وأكرم
إمام أوغلو.
وأجمع محللون أتراك تحدثوا لـ"
عربي21" على أن المعارضة تتأخر في الإعلان عن المرشح المنافس لأردوغان، خوفا
من تشويه صورته وإنهاء حظوظه في الفوز، إلى جانب مخاوف من تزايد شعبية الرئيس التركي وفق ما أظهرته آخر استطلاعات الرأي.
وفقا للمسح الذي أجرته شركة أوبتيمار، ما بين 27 كانون الأول/ ديسمبر و1كانون الثاني/ يناير على 2001 شخص، فقد حصل الرئيس التركي على نسبة 42.1 بالمئة من أصوات المستطلعين، يليه في المرتبة الثانية زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو بنسبة 10.5 بالمئة.
وحافظ حزب العدالة والتنمية وفقا لاستطلاع على صعوده منذ حزيران/ يونيو الماضي، وقد أظهر الاستطلاع في ذلك الوقت حصول الحزب الحاكم على 36.36 بالمئة، فيما حقق زيادة بنسبة 4.5 بالمئة في الاستطلاع الأخير ووصل إلى 41.1 بالمئة.
البروفيسور
في جامعة مرمرة، جنكيز تومار، رأى في حديثه لـ"
عربي21" أن قوة الرئيس
التركي تقف عائقا أمام المعارضة في إيجاد منافسا في الانتخابات الرئاسية المقبلة،
مشيرا إلى أن اجتماع ستة أحزاب لا بد أن يخلق مناكفات بين الأحزاب، حيث يحاول كل
حزب أن يفرض أجندته.
وتضم
الطاولة السداسية كلا من زعيم حزب "الشعب الجمهوري" كمال كلجدار أوغلو، وزعيمة
حزب "الجيد" ميرال أكشنر، ورئيس حزب "السعادة" تمل قره موللا
أوغلو، ورئيس حزب "الرفاه والتقدم" علي باباجان، ورئيس الحزب
"الديمقراطي" غولتكين أويصال، ورئيس حزب "المستقبل" أحمد داود
أوغلو.
من
جانبه، أكد الباحث السياسي، جواد كوك، لـ"
عربي21" أن هناك خلافات بين
الأحزاب المعارضة حول المرشح، لكن المعارضة تجنبت إعلان المرشح للابتعاد عن أي
دعاوى قضائية أو محاولات إسقاط المرشح بحملات إعلامية.
واعتبر
أن وجود بعض الأحزاب في الطاولة السداسية عرقل عملها وأن انضمام تلك الأحزاب كان
خطأ للمعارضة، خاصة أن تلك الأحزاب خرجت من رحم "العدالة والتنمية"، في
إشارة إلى حزب "الرفاه والتقدم" بقيادة علي باباجان، وحزب المستقبل
بقيادة أحمد داوود أوغلو.
خلافات
جديدة
ووسط
حالة الجدل حول خلافات قادة الطاولة السداسية على اسم المرشح للانتخابات الرئاسية،
ظهرت مخاوف من أن تظهر مشاكل أكبر في طاولة المعارضة السداسية، يمكن أن تؤدي إلى
حلها قبيل الانتخابات، وهو ما يعطي زخما أكبر لحضور الرئيس التركي أردوغان في حال
حصول ذلك.
وأشار
تومار إلى أن هناك انعكاسات كبيرة من قبل الشعب التركي تجاه الطاولة السداسية
نتيجة عدم تفاهم الأحزاب، مرجحا أن تشهد الفترة المقبلة انقسامات وأزمات جديدة في
الطاولة السداسية.
وتوقع
أن المشاكل حول المرشح المشترك ستبقى ظاهرة خلال الحملة الانتخابية وحتى بعد
الانتخابات.
لكن
كوك استبعد وجود خلافات كبيرة بين الأحزاب السداسية، موضحا أن هذه الأحزاب تريد
ترشيح اسم قادر على الفوز بالانتخابات القادمة.
بدوره،
توقع الكاتب التركي، إسماعيل ياشا، في حديثه لـ"عربي21"، ظهور خلافات
جديدة بين أحزاب المعارضة، خاصة في تشكيل قوائم المرشحين للانتخابات البرلمانية.
ولفت
إلى أن تصريحات رئيس حزب المستقبل أحمد داوود أوغلو، بشأن القوائم البرلمانية، شكلت
ضربة قوية للطاولة السداسية، لأنها تقول للناخبين إن حكومة التحالف يمكن أن تنهار
بعد أشهر وتنفجر أزمة سياسية في البلاد.
ونبه
إلى أن المواطنين لا لا يريدون أزمات، لكن تصريحات داوود أوغلو تشير أيضا إلى أنه
سيفرض وصايته على رئيس الجمهورية إن فاز مرشح التحالف، وهو ما لا يمكن أن يقبل به
أنصار حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد.
جولة
ثانية
وتزداد
حدة المنافسة بين الأحزاب التركية مع اقتراب الانتخابات، ورغم التقدم الواضح الذي
يحرزه حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية، إلا أن نتائج استطلاعات
الرأي، لم تحسم الفوز بالانتخابات الرئاسية من جولة واحدة.
ويجيب
أن يحصل أحد المرشحين على نسبة "50+1" من الأصوات على الأقل للفوز
بالانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى، وفي حال عدم تحقيق النسبة يتجه المرشحين اللذين
حصلا على أكبر عدد من الأصوات إلى جولة حاسمة تُجرى بعد 15 يوما، وبعد ذلك سينتخب
المرشح الذي يحصل على أغلبية الأصوات الصحيحة رئيسا.
ورأى
جنكيز أن خروج حزب الشعوب الديمقراطي من حسابات الطاولة السداسية والذي تقدر نسبة أصواته
ما يقارب 10 بالمئة، يمكن أن يوصل الانتخابات لجولة حاسمة.
وأكد
كوك أن احتمالية الذهاب للجولة الثانية قائمة جدا، مشيرا إلى إمكانية إلغاء حزب
الشعوب الديمقراطي التقدم باسم مستقل قبيل الانتخابات، متوقعا أن يكون مرشح
المعارضة إما كيلتشدار أوغلو أو يافاش، ولكن في حال اللجوء إلى جولة ثانية فإن
المعارضة أقرب للانتصار، وفق رأيه.
بدوره،
استبعد ياشا اللجوء إلى جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مرجحا تكرار
نتائج الانتخابات السابقة التي تفوق فيها أردوغان على منافسه من حزب الشعب
الجمهوري محرم إنجه.