نشر موقع "
أكسيوس" الأمريكي مقال رأي للكاتب باراك رافيد تحدث فيه عن تعمق
الانقسامات السياسية في إسرائيل حول خطة الحكومة الجديدة لإضعاف المحكمة العليا، مستعرضا آخر المستجدات من منتدى النقب والعلاقة المتغيرة بين إسرائيل والبرازيل.
تعمق الانقسامات حول خطة الحكومة الجديدة
قال الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المعارضة الإسرائيلية تدعو إلى تنظيم احتجاجات جماهيرية في الشوارع ضد خطة الحكومة الجديدة لإضعاف المحكمة العليا و"المؤسسات الديمقراطية" الأخرى.
وهذه الخطة التي تم الإعلان عنها بعد أقل من أسبوعين من تولي حكومة رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو اليمينية السلطة، عمّقت الانقسامات السياسية وأثارت خوف البعض من تسبب الاضطرابات المتزايدة في تمزق المجتمع الإسرائيلي.
وذكر الكاتب أن "وزير العدل" الإسرائيلي ياريف ليفين قدم الأسبوع الماضي خطة الحكومة لما أسماه "الإصلاح القضائي". وفي حالة تنفيذها، من شأن هذه الخطة أن تحدّ بشكل كبير من قدرة المحكمة العليا على مراجعة القوانين وإلغائها. وتتضمن الخطة تمرير قانون يسمح للائتلاف الحاكم بتجاوز قرارات المحكمة العليا بأغلبية بسيطة تبلغ 61 صوتًا في الكنيست المكون من 120 عضوًا. والهدف منها وضع حد لقدرة المحكمة العليا على إلغاء القرارات الإدارية للحكومة، ما من شأنه أن يضعف بشكل كبير الرقابة القضائية.
وأشار الكاتب إلى أن الخطة تهدف إلى منح الحكومة والتحالف في البرلمان سيطرة مطلقة على تعيين القضاة. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الخطة تغيير القانون بحيث يتمكن الوزراء من تعيين مسؤولين معينين سياسيين كمستشارين قانونيين في وزاراتهم، وهو أمر لا يخضع لسلطتهم اليوم. وحسب الخبراء فإن تنفيذ هذه الخطة سيقضي على قدرة السلطة القضائية على القيام بالضوابط والتوازنات ضد السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وقد يكون للخطة عواقب على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. فالمحكمة الإسرائيلية العليا هي المؤسسة الوحيدة التي يمكن للفلسطينيين في الضفة الغربية اللجوء إليها للدفاع عن حقوقهم، ولا سيما فيما يتعلق بالنزاعات على الأراضي مع المستوطنين الإسرائيليين. وعلى خلفية ذلك، تظاهر ما يصل إلى 10 آلاف شخص في تل أبيب يوم السبت ضد الخطة في أول مظاهرة نظمتها عدة حركات شعبية.
وقد أعلنت جميع أحزاب المعارضة، يوم الإثنين، أنها ستنضم إلى الاحتجاجات ودعت أنصارها إلى المشاركة في التظاهرات المخطط لها يوم السبت في تل أبيب ومدن أخرى. ومن جانبه، صرّح زعيم المعارضة يائير لابيد بأن خطة الحكومة تفرض "تغييرا جذريا للنظام" من شأنه "تدمير الديمقراطية" الإسرائيلية؛ موضحًا أنه سيعبر عن معارضته للإصلاحات المخطط لها من خلال الخروج للشوارع للتظاهر.
من جهته، حث وزير الحرب السابق بيني غانتس، الذي وصف الخطة على أنها "انقلاب دستوري"، الناس على الخروج إلى الشوارع قائلا إن الوقت قد حان لأن يخرج الجمهور ويهزّ البلد. وإذا واصل نتنياهو السير في الطريق ذاته، فإنه سيكون المسؤول عن اندلاع الحرب الأهلية في المجتمع الإسرائيلي. في المقابل، وصف نتنياهو، الذي أيد خطة ليفين، تصريحات غانتس بأنها "تحريض على التمرد".
وقد طُرحت خطة ليفين بينما يواجه نتنياهو المحاكمة بتهمة الاحتيال وخيانة الأمانة والرشوة. وقد حذرت المعارضة الإسرائيلية من أن نتنياهو يدفع باتجاه الخطة الجديدة في إطار جهوده لوقف محاكمته.
وذكر الكاتب أن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير أمر يوم الإثنين الشرطة بقمع المتظاهرين باستخدام خراطيم المياه واعتقال أولئك الذين يحاولون قطع الطرق. وقد تعرض محتجون مناهضون للحكومة لهجوم في مدينة بئر السبع من قبل أحد مؤيدي نتنياهو. كما تلقى عضو في حزب لابيد الذي انتقد الحكومة في الإذاعة مكالمة هاتفية من ناشط يميني زُعم أنه هدد بقتله.
يوم الثلاثاء، أصدر الرئيس إسحاق هرتسوغ بيانًا دعا فيه "جميع الأطراف" إلى ضبط النفس وتهدئة الأمور؛ مشيرا إلى أنه كان يعمل على بدء حوار يمكن أن يؤدي إلى تفاهمات حول إصلاح قضائي محتمل. ورغم الاحتجاجات أكد نتنياهو ولفين أنهما متمسكان بالخطة. ومن المتوقع أن تبدأ العملية التشريعية الأسبوع المقبل في الكنيست.
الولايات المتحدة ترسل رسائل متضاربة حول خطة إسرائيل القضائية
ذكر الكاتب أن إدارة بايدن بعثت برسائل متضاربة حول خطة الحكومة الإسرائيلية للإصلاح القضائي. تواجه إدارة بايدن معضلة في كيفية معالجة القضية الداخلية الإسرائيلية الحساسة والمشحونة سياسيًا التي يخشى الكثيرون في الحكومة الأمريكية أن تؤثر على إسرائيل، وبالتالي على علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل.
وبعد أن قدم ليفين خطته، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية على أهمية الحفاظ على استقلالية "المؤسسات الإسرائيلية التي تعد ضرورية لدعم "الديمقراطية المزدهرة" في البلاد، و"القيم الديمقراطية" المشتركة التي تعد في صميم العلاقات الثنائية". لكن توم نيدز، السفير الأمريكي في إسرائيل، شدد على أنه لا ينبغي لإدارة بايدن التدخل في هذه القضية.
وأضاف نيدز أنه "من حق الجمهور الإسرائيلي التعبير عن دعمه أو استيائه. فالأمر متروك لهم - وليس من حق الولايات المتحدة التعليق على المسائل القضائية التي يواجهونها. لا تتمثل مهمة واشنطن في فرض إرادتها على كل قرار تتخذه هذه الحكومة مثل الإصلاح القضائي"- مع العلم أن وزارة الخارجية لم ترد على طلب التعليق على تصريحات نيدز. ومن المتوقع أن يقوم مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جايك سوليفان، ووزير الخارجية توني بلينكن بزيارتين منفصلتين إلى إسرائيل بحلول نهاية الشهر.
ومن المقرر أن يصل سوليفان إلى القدس يوم 19 كانون الثاني/ يناير، بينما يسافر بلينكن إلى المنطقة في الأسبوع التالي. ووفقًا للمسؤولين الأمريكيين، تهدف زيارات سوليفان وبلينكن في المقام الأول إلى مناقشة قضايا مثل إيران والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكن الوضع الداخلي قد يجبرهم على مناقشة الخطة القضائية للحكومة في اجتماعاتهم مع نتنياهو.
منتدى النقب: التعاون الإقليمي قد يؤدي إلى محادثات إسرائيلية فلسطينية
في إطار إنشاء منتدى النقب، اتفقت الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات ومصر والبحرين والمغرب على إمكانية استخدام التعاون الإقليمي لتمهيد الطريق لمحادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وذلك وفقًا لوثيقة نُشرت يوم الثلاثاء. وقد استضافت أبوظبي منتدى النقب في "إطار التعاون الإقليمي لمنتدى النقب" بين الدول المشاركة في تشرين الثاني/ نوفمبر الذي ظل سرًا حتى اختتام اجتماعه الأول هذا الأسبوع.
وحسب الوثيقة، فإن أحد أهداف المنتدى هو تطوير وتنفيذ مبادرات من شأنها تعزيز الاقتصاد الفلسطيني وتحسين نوعية حياة الشعب الفلسطيني. وأكد المشاركون أن هذه العلاقات يمكن تسخيرها لخلق زخم في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية نحو حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وكجزء من الجهود المبذولة لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل. وقد طالب عدد من الدول العربية بذكر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في البيان الختامي للاجتماع، لكن تم حذفه من النص بعد اعتراضات إسرائيلية، وذلك حسب مسؤولين إسرائيليين.
وأشار الكاتب إلى أن هذه الوثيقة نُشرت بعد أن اجتمع 150 دبلوماسيا ومسؤولا من الدول الأعضاء الست في منتدى النقب لمدة يومين في أبو ظبي. وقد صرح مستشار وزارة الخارجية ديريك شوليت، الذي ترأس الوفد الأمريكي، للصحفيين بأن هذا كان أكبر اجتماع بين إسرائيل وجيرانها العرب منذ مؤتمر مدريد في سنة 1991. ومثل الاجتماع المرة الأولى التي تلتقي فيها مجموعات العمل التي تم تشكيلها خلال قمة النقب السنة الماضية لمناقشة مشاريع إقليمية ملموسة تركز على الأمن الغذائي وتكنولوجيا المياه والطاقة النظيفة والسياحة والصحة والتعليم والتعايش والأمن الإقليمي.
لم تتم دعوة الفلسطينيين لحضور قمة السنة الماضية، لكن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين يقولون إن الولايات المتحدة ومصر اقترحتا عدة مرات على الفلسطينيين المشاركة في مجموعات العمل لمعرفة ما إذا كانت هناك أي مشاريع يمكن القيام بها لتحسين الاقتصاد الفلسطيني، بيد أن الفلسطينيين رفضوا حتى الآن المشاركة. ومن جانبه، صرح ألون أوشبيز، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية الذي ترأس الوفد الإسرائيلي، أن الأعضاء العرب يريدون للفلسطينيين الاستفادة من المشاريع الإقليمية التي ستتمخض عنها منتدى النقب. وحسب بعض المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين، من المتوقع عقد اجتماع وزاري لمنتدى النقب في المغرب نهاية شهر آذار/ مارس.
البرازيل تقيل سفيرها الموالي لبولسونارو في إسرائيل
أكد الكاتب أن وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا أقال سفير بلاده لدى إسرائيل على خلفية حملة القمع واسعة النطاق لحلفاء جايير بولسونارو بعد أن اقتحم أنصار اليمين السابق العديد من المؤسسات الحكومية يوم الأحد. ويأتي قرار عزل السفير الموالي لبولسونارو، جيرسون ميناندرو غارسيا دي فريتاس، من منصبه في الوقت الذي تتعهد فيه الحكومة البرازيلية الجديدة، بقيادة اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، باتخاذ موقف "متوازن وتقليدي" تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أكثر من الرئيس السابق.
عيّن بولسونارو الجنرال المتقاعد دي فريتاس سفيرا في سنة 2020 بهدف تعزيز التعاون الأمني مع إسرائيل. وكان التعيين جزءًا من تحول أوسع في السياسة من قبل حكومة بولسونارو لتصبح أكثر تأييدًا لإسرائيل من الحكومات السابقة.
وكان لبولسونارو علاقة وثيقة مع نتنياهو. وقد عين نتنياهو في ذلك الوقت أحد المقربين منه، يوسي شيلي، سفيرا في البرازيل. وخلال الحملة الانتخابية الأخيرة في البرازيل، أيد نتنياهو بولسونارو قائلاً إن قيادة الرئيس البرازيلي آنذاك جعلت العلاقة بين إسرائيل والبرازيل أقوى من أي وقت مضى.
وأضاف الكاتب أن فييرا أيضًا أزال نيستور فورستر، السفير البرازيلي لدى الولايات المتحدة، وماريا نازاريث فاراني أزيفيدو، القنصل العام في نيويورك، من منصبيهما. على خلفية ذلك، ندد نتنياهو في تغريدة هذا الأسبوع بالاضطرابات العنيفة في برازيليا معربا عن دعمه للمؤسسات "الديمقراطية البرازيلية" و"سيادة القانون".
وقد سعى بولسونارو إلى النأي بنفسه عن الهجمات على مبنى الكونغرس والمحكمة العليا والقصر الرئاسي في البرازيل، رافضًا تحميله المسؤولية عن تأجيج التوترات ورفضه التنحي عن منصبه أو الاعتراف بانتصار خصمه لولا دا سيلفا.
مسؤول أمريكي يزور المنطقة مع تصاعد التوترات الإسرائيلية الفلسطينية
أوضح الكاتب أن نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطينية الإسرائيلية هادي عمرو أدى أول زيارة له للمنطقة كممثل خاص للولايات المتحدة للشؤون الفلسطينية في ظل تنامي التوتر بين الحكومة الإسرائيلية الجديدة والسلطة الفلسطينية. ولهذا السبب، أعربت إدارة بايدن عن قلقها بشأن التوترات الأخيرة التي قد تزيد من تصعيد الوضع على أرض الميدان.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل أعلنت يوم الجمعة عن سلسلة من العقوبات تستهدف السلطة الفلسطينية بسبب مساعيها الأخيرة لإصدار قرار قانوني بشأن الاحتلال الإسرائيلي من خلال التوجه إلى محكمة العدل الدولية. وقد صرح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية لصحيفة "هآرتس" في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن العقوبات الإسرائيلية الجديدة قد تؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية.
وحسب ما نقله الكاتب عن مصادر مطلعة، التقى عمرو بمسؤولين من وزارتي الحرب والخارجية الإسرائيلية، وكذلك مع أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واشتية وحسين الشيخ، المسؤول عن العلاقات مع إدارة بايدن. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الزيارات المختلفة للمسؤولين الأمريكيين خلال الأسابيع القليلة المقبلة تهدف إلى محاولة التوصل إلى تفاهم مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بشأن سياستها في الضفة الغربية المحتلة قبل الزيارة المحتملة لنتنياهو إلى البيت الأبيض.