افتتح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين
بالخارج، ناصر بوريطة، رفقة وزير الخارجية
العراقي، فؤاد حسين،
سفارة المملكة
المغربية بالعراق بعد مرور 18 سنة من الإغلاق.
وأوضح بوريطة، أن
افتتاح سفارة المغرب في بغداد هي إشارة قوية على
عمق هذه العلاقات وثقة المغرب في العراق واستقراره ومساره الإيجابي.
وقال بوريطة في ندوة صحفية صباح اليوم السبت مع نظيره العراقي، نشرتها الخارجية العراقية على صفحتها على "فيسبوك": "إن
هذه الزيارة تُصادف الذكرى الـ 65 على فتح سفارة العراق في الرباط وتعيين أول سفير
عراقي لدى المملكة المغربية، لذا فهذه الزيارة تعكس رؤية جلالة الملك لتعزيز
العلاقات المغربية ـ العراقية".
وأضاف: "تأتي هذه الزيارة، لتأكيد دعم المغرب الدائم لخيارات
الشعب العراقي ومؤسساته الوطنية، والتشديد على احترام سيادة ووحدة العراق
واستقراره، وتأييد جميع الإجراءات التي تتخذها السلطات العراقية في هذا الاتجاه".
وأوضح بوريطة أن المغرب "يطمح لأن تشكل هذه الزيارة منطلقاً
حقيقياً للارتقاء بالتعاون الثنائي في جميع المجالات لا سيما في مجال التشاور
السياسي والتعاون الاقتصادي والتجاري والإنساني، وكذا في مجال تبادل الخبرات
والتجارب في المجالات الاقتصادية والأمنية ومحاربة التطرف".
وأشار المتحدث نفسه، إلى أن "هذه مرحلة جديدة في علاقاتنا
الثنائية، ومن المنتظر أن نتفق على خارطة طريق لعقد اللقاءات الضرورية، ولترتيب
الزيارات القطاعية بين الوزراء المعنيين وبين الفاعلين الاقتصاديين، الذين لهم دور
أساسي في تعزيز الجانب الاقتصادي في العلاقات المغربية-العراقية".
من جانبه أوضح وزير الخارجية العراقي، أن "العراق يدعم الوحدة
الترابية للمغرب وجهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل نهائي بشأن قضية الصحراء"،
مؤكدا على تأييده "القرارات الأممية ذات الصلة ويشدد على حل الخلافات بالطرق
السلمية واللجوء إلى طاولة المفاوضات بدون المساس بالوحدة الترابية للمملكة
المغربية".
وأبرز حسين أن "المغرب يلعب دوراً مهما في الساحة السياسية
والاقتصادية لا سيما في القارة الأفريقية، لذا أكدنا على ضرورة إحداث الآليات
الضرورية وكذا على أهمية تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي في مختلف المجالات".
وأضاف: "ناقشنا ضرورة إحداث آلية لجمع المستثمرين من الجانبين،
وتأسيس منتدى لرجال الأعمال من البلدين، وذلك لتعزيز العلاقات التجارية
والاقتصادية ليس فقط على المستوى الحكومي، وإنما على مستوى القطاع الخاص كذلك".
وتابع: "تطرقنا اليوم إلى ضرورة خلق آلية قانونية لدراسة
الاتفاقات وتأطيرها بشكل يتلاءم مع وضع البلدين، لا سيما وأن هنالك حوالي 40 اتفاقا
بين البلدين"، مضيفا: "ناقشنا التعاون المشترك على المستوى العربي
والإسلامي والدولي، حيث أكدنا على أهمية التشاور والتنسيق في القضايا السياسية
التي تخص البلدين".
وكان المغرب قد أغلق سفارته في بغداد ونقل مهامها إلى الأردن، في شباط
(فبراير) 2016، بسبب تدهور الوضع الأمني، إثر سيطرة تنظيم "داعش"
الإرهابي على ثلث مساحة العراق سنة 2014.
وكان وزيرا خارجية المغرب والعراق، قد التقيا في 16 أيار (مايو) الماضي،
واتفقا "على أهمية عودة العلاقات العراقية ـ المغربية إلى عهدها، وتطويرها
على سائر الصعد".
ودعا الجانبان، في بيان صدر عقب لقاء جمعهما على هامش الاجتماع
الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" بمراكش المغربية، إلى
"تفعيل عمل اللجنة العراقية ـ المغربية المشتركة وعقد اجتماعاتها في بغداد".