سلط تقرير نشره قسم الصحة والعلوم بهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الضوء على المخاطر التي من الممكن أن يسببها وباء
الفطريات، الذي قد يؤدي بالشخص المصاب إلى مصير شبيه بالزومبي.
وحددت منظمة الصحة العالمية 19 نوعا مختلفا من الفطريات التي تعتقد أنها مصدر قلق كبير، بما في ذلك الظهور المفاجئ لفطر أوريس الخارق القاتل، وفطريات موكورميسيتس، التي تهاجم لحم البشر بسرعة كبيرة ما يؤدي إلى إصابات خطيرة في الوجه.
فطر أوريس
ويقاوم الفطر أوريس الأدوية المضادة للفطريات، وبعض السلالات تقاوم جميع الأدوية التي لدينا، هذا هو السبب في أنها تعتبر فطريات خارقة.
وتتم العدوى بشكل رئيسي من خلال الأسطح الملوثة في المستشفيات حيث يلتصق بالخطوط الوريدية وأصفاد ضغط الدم.
من الصعب حقا إزالتها بالتنظيف، وغالبا ما يكون الحل هو إغلاق العنابر بأكملها. لقد حدث ذلك حتى في المملكة المتحدة، بحسب التقرير.
وقال الدكتور نيل ستون، خبير الفطريات الرائد في مستشفى الأمراض الاستوائية في لندن، إن هذه الفطريات هي "الأكثر إثارة للقلق ونحن نتجاهلها على مسؤوليتنا، وهي إذا تفشت فإنها يمكن أن تغلق أنظمة الرعاية الصحية بأكملها".
الفطر الأسود
أما فطريات موكورميسيتس، التي تُعرف أيضا بالفطر الأسود، فتتسبب في الإصابة بمرض أكل اللحم، ولها لقب يكشف عن طبيعتها الخبيثة، وهي رافعة الغطاء.
وتقول الدكتورة ريبيكا غورتون، العالمة بالكشف السريري في مختبر الخدمات الصحية (إتش إس إل) في لندن: "عندما تكون لديك قطعة من الفاكهة وفي اليوم التالي تتحول إلى هريسة، فهذا بسبب احتوائها على فطريات موكورميسيتس بداخلها". وتقول إنها نادرة في البشر، لكنها يمكن أن تشكل "عدوى خطيرة حقا".
وقال التقرير إن الفطر الأسود هو الانتهازي الذي يترسخ في الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، إذ يهاجم الوجه والعينين والدماغ ويمكن أن يكون قاتلا أو يترك الناس مشوهين بشدة. وحذرت الدكتورة غورتون من أن عدوى هذا الفطر "تنتشر بسرعة" في الجسم كما يحدث في الفاكهة أو في المختبر.
وخلال جائحة كورونا، كان هناك تفشٍ لحالات الفطر الأسود في الهند وتسبب في وفاة أكثر من أربعة آلاف شخص. ويُعتقد أن الستيرويدات التي يتم تناولها لمقاومة كورونا، والتي تضعف جهاز المناعة، مع مستويات عالية من
مرض السكري، قد ساعدت في تكاثر هذه الفطريات.
ويوجد كذلك فطر قاتل آخر وهو كريبتوكوكوس نيوفورمانس القادر على الوصول إلى الجهاز العصبي للناس والتسبب في التهاب السحايا المدمر.
وأشار التقرير إلى أن الفطريات هي أنواع مختلفة جدا عن العدوى البكتيرية أو الفيروسية، فعندما تصيبنا إحدى الفطريات بالمرض، فإنه يتم التقاطها دائما تقريبا من البيئة وليس من خلال السعال والعطس.
ونتعرض جميعا للفطريات بانتظام، لكنها غالبا ما تحتاج إلى جهاز مناعي ضعيف من أجل الانتشار. كما أن الطب يبقي الكثيرين على قيد الحياة - مثل أولئك الذين يتلقون بعض علاجات السرطان - وبالتالي فإن هناك الكثيرين منا يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
ويقول الدكتور ستون إن الجائحة الفطرية قد تتخذ على الأرجح "شكلا مختلفا" عن كوفيد من حيث كيفية انتشارها ونوع الأشخاص الذين تصيبهم.
ويعتقد أن الخطر موجود بسبب "حجم الفطريات في البيئة، وتغير المناخ، والسفر الدولي، وزيادة عدد الحالات وإهمالها".
وقالت "بي بي سي" في ختام التقرير إنه "قد لا تحولنا الفطريات جميعا إلى كائنات
زومبي، لكنها قد تسبب مشاكل خطيرة".