استبعد عبد العالي رزاقي أستاذ العلوم السياسية في الجامعات
الجزائرية، امكانية اندلاع مواجهة عسكرية بين الجزائر والمغرب، مؤكدا أن ما هو
موجود من خلافات بين البلدين ظاهرة في وسائل الإعلام لا تعدو أن تكون محاولات
لإشغال الرأي العام في البلدين عن القضايا الحياتية التي يعيشونها.
وأكد رزاقي في حديث خاص لـ
"عربي21"، أن النظام الحاكم في
الجزائر يتحمل المسؤولية في افتعال مشكلة مع
المغرب، وقال: "في الحقيقة لا
توجد مشكلة بين المغرب والجزائر أصلا، والحديث عن ملف الصحراء لا علاقة له
بالبلدين، لأنه في الأساس بيد الأمم المتحدة".
وأضاف: "الحقيقة أن النظام الجزائري الحالي فاقد للشرعية
الشعبية الداخلية، ولذلك هو الآن يبحث عن الشرعية في الخارج من خلال افتعال هذه
الأزمات.. ولذلك فإنه متى ما عادت الكلمة للشعب وتم انتخابات شفافة وعاد الحكم
المدني فإن الأوضاع بين المغرب والجزائر ستعود لمسارها الطبيعي".
ورأى رزاقي أن الحديث عن مواجهة عسكرية مباشرة بين الجزائر والمغرب لا
يتجاوز الإعلام، وقال: "علينا أن نتذكر أولا أن البلدين كليهما تابعان لفرنسا،
وأن فرنسا لا يمكنها أن تحارب نفسها، ثم إن الصواريخ الجزائرية هي بالأساس صواريخ
روسية، وروسيا مشغولة بحربها في أوكرانيا وليست في وارد إشعال حرب أخرى".
وأضاف: "رأيي أن التصعيد الإعلامي بين المغرب والجزائر هو
لإلهاء الشعبين عن الصعوبات الاقتصادية الكبيرة التي يواجهونها، فغير صحيح أن
الجزائر غنية بمواردها النفطية، لأنها تستخدم تلك الأموال ليس فقط لحاجياتها
الداخلية وإنما للإنفاق على الدول الإفريقية التي تساندها، هذا فضلا عن أنها تستعد
للدخول في مالي وبوركينافاسو لإعادة تمكين الفرنسيين هناك في ظل حالة الرفض الشعبي
لوجودهم".
وأشار رزاقيإلى أن الأمور الاقتصادية في المغرب لا تختلف عن الأوضاع
في الجزائر، مع إضافة عامل خارجي لها وهو العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي التي
تهدد أمن الجزائر وتدفعها للحذر من هذه العلاقة، وفق تعبيره.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد أكد في مقابلة للرئيس
الجزائري مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نهاية الشهر الماضي أن قرار قطع
العلاقات مع الجارة المغرب كان بديلاً لنشوب حرب بين الدولتين.
وأفاد تبون أن قطع العلاقات مع المملكة المغربية العام الماضي كان
نتيجة تراكمات منذ العام 1963.
وأضاف أن النظام المغربي هو من سبب المشاكل وليس الشعب فهناك 80 ألف
مغربي يعيشون في الجزائر بكرامة، وتنفي الرباط عادة اتهامات الجزائر بهذا الشأن.
وتابع: "قطع العلاقات مع المغرب كان بديلاً للحرب معه، والوساطة
غير ممكنة بيننا".
وقطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب منذ آب (أغسطس) 2021، بسبب ما قالت
إنها "أعمال عدائية" من الرباط ضدها، وهو ما نفته الأخيرة، مع العلم أن
الحدود البرية بين البلدين مغلقة منذ العام 1994..
ويعود الخلاف الرئيس بين البلدين إلى التعارض بينهما في الموقف من
مصير الصحراء، فبينما تطرح الرباط مشروع الحكم الذاتي لإقليم الصحراء في
إطار السيادة المغربية، تدعم الجزائر حق تقرير المصير، وهو ما تعتبره الرباط تدخلا
في شؤونها الداخلية وتهديدا لسيادتها الوطنية.