اعتبر موقع "
تسار غراد"
الروسي -في تقرير له- أن الحرب التي يشنها الغرب الجماعي ضد
روسيا هي حرب إبادة،
تنفذ بواسطة أسلحة حديثة، وبأساليب مختلفة شملت حروب المعلومات وضغط العقوبات
ومحاولات عزل روسيا.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إنه فيما يتعلق بالعملية العسكرية الروسية، هناك ثلاثة سيناريوهات مختلفة لتطور الوضع؛ حيث يقوم السيناريو الأول على ضم أوكرانيا إلى
روسيا بعد وصول نطاق العملية العسكرية إلى الحدود الغربية لأوكرانيا الحالية،
بينما يقوم الثاني على تفكك روسيا وتقسيمها إلى أجزاء خاضعة لسيطرة أجنبية. أما
الثالث، فيتمثل في اندلاع حرب عالمية تأتي على الأخضر واليابس وتدمر الحضارة
الإنسانية.
ورأى الموقع أن السيناريو الثالث
مستبعد، باعتبار أنه لا أحد من اللاعبين الدوليين مهتم بتحققه على أرض الواقع. في
المقابل؛ يطرح بعض الخبراء -المنتمين بشكل رئيسي إلى بولندا وبعض دول أوروبا
الشرقية الأخرى- سيناريو رابعًا، يقوم على تقسيم أوكرانيا؛ حيث ستصبح أراضيها
الغربية جزءًا من بولندا، وهو السيناريو الذي تروج له وزارة الخارجية الأمريكية
وسط البولنديين، ما يدفعهم إلى الإدلاء بتصريحات معادية، ليس فقط لروسيا، بل لألمانيا،
معتقدين أن أمريكا ستساعد بولندا في حربها ضد روسيا.
في السياق ذاته، قد يؤدي تحقق هذا
السيناريو إلى تقسيم أوكرانيا، وبالنظر إلى انعدام إمكانية تجميد العمليات
العسكرية في أوكرانيا لسنوات عديدة، سيترتب على الوضع في جميع الأحوال تحقق أحد
السيناريوهات الثلاثة المذكورة.
وذكر الموقع أنه عاجلاً أم آجلاً ستدخل
الولايات المتحدة في مواجهة حاسمة مع روسيا يعتمد مصير العالم -وليس أوكرانيا
فحسب- على نتيجتها.
وبالنظر إلى ولاء جزء كبير من الخبراء
في العالم على دول الغرب الجماعي وخدمة مصالحه، فإن السيناريو الأكثر شعبية، والذي
غالبًا ما تتم مناقشته، هو المرتبط بانهيار روسيا. في المقابل؛ تتمثل مهمة الخبراء
الروس في تقديم توقعات لتطور الأحداث وفقًا للسيناريو الأول، المرتبط بانتصار
روسيا واستعادة أراضي أوكرانيا الحالية التي تحتلها قوات الناتو.
ما الذي يحدث اليوم؟
وأفاد الموقع بأن باراك أوباما قال إن
الولايات المتحدة عملت كوسيط في أوكرانيا في أثناء انتقال السلطة، وهو ما يعني -من الناحية الإنسانية- أن أمريكا افتكت السلطة
من مجموعة من ممثلي المؤسسة السياسية الحاكمة وقدمتها لمجموعة أخرى. وبهذا؛ اعترف
أوباما بإعداد وتنفيذ انقلاب من قبل الولايات المتحدة على أراضي أوكرانيا.
في الوقت الحالي، لم يعد الأمر يقتصر
على السيطرة الخارجية على أراضي أوكرانيا، بل على الاحتلال الواضح لهذه المنطقة من
قبل قوات الناتو.
ووفق الموقع، فقد انطلق الميدان
الأوروبي (اسم يشير إلى الاحتجاجات والاضطراب الأهلي الذي بدأ في ليلة 21 تشرين
الثاني/ نوفمبر 2013 في أوكرانيا) الموالي لأمريكا بخلق أسطورة حول الموقف المشترك
لجميع سكان أوكرانيا بشأن قضايا تتعلق في المقام الأول برهاب روسيا العدواني.
وعليه، أصبحت الوطنية الأوكرانية بالنسبة لسلطات الميدان الأوروبي تقتصر على
كراهية روسيا.
وبيَّن الموقع أن الخدمات الخاصة
الأوكرانية تورطت في الهجمات الإرهابية التي ارتكبت على أراضي أوكرانيا السابقة ضد
قادة الوحدات المسلحة في دونباس وموظفي الإدارات العسكرية التي أصبحت مؤخرًا جزءًا
من روسيا، والهجمات الصاروخية المستمرة على محطة زاباروجيا للطاقة النووية، وتفجير
جسر القرم في صباح الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر من السنة الماضية، ما يعكس تحول
أوكرانيا إلى منظمة إرهابية.
وحسب الموقع، فانطلاقا من هذه الحقائق،
ينبغي مراعاة العديد من الظروف عند اتخاذ القرارات، من بينها غياب احتمال إجراء
مفاوضات مع الدولة الأوكرانية، فضلا عن ضرورة تدمير التنظيم بشكل كامل، أي تفكيك
جميع مؤسسات الدولة الأوكرانية الموجودة اليوم بشكل كامل.
وفي نهاية التقرير، نوه الموقع إلى أن
دول الناتو التي تزود أوكرانيا بالمال والسلاح هي شريكة وراعية للإرهاب، وتتحول
تدريجيًّا إلى أحد أطراف النزاع العسكري، ما يلغي إمكانية إجراء مفاوضات معها بشأن
القضايا المتعلقة بوجود أوكرانيا بحد ذاته وحدودها.