عين الرئيس
التونسي،
قيس سعيد، شخصية
عسكرية في منصب وزير الفلاحة، وذلك ضمن تعديل جزئي شمل وزراتي الفلاحة والتربية،
بينما برر ضعف إقبال الناخبين في الانتخابات التشريعية.
وقالت الرئاسة التونسية في بيان،
الاثنين، إن سعيد عين المتفقد (المفتش) العام للقوات المسلحة عبد المنعم
بلعاتي وزيرا للفلاحة، كما ضمن التعديل تعيين محمد علي البوغديري، وهو نقابي سابق،
وزيرا للتربية خلفا لفتحي السلاوتي.
ووزير الفلاحة الجديد هو الفريق عبد المنعم بلعاتي، وهو المتفقّد العام للقوات المسلّحة، من مواليد 11 شباط/ فبراير عام 1960، حاصل على الشهادة العسكرية من المدرسة الحربية العليا باختصاص طيّار نفاثة، وتحصّل على تكوين ضابط بالأكاديمية العسكرية بتونس، وتكوين ضابط طيّار بالأكاديميّة الجويّة بإيطاليا، وتكوين ضابط طيّار مقاتل بتونس.
وبمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والستين لانبعاث الجيش التونسي، أشرف الرئيس سعيّد، بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة، يوم 24 حزيران/ يونيو من عام 2021 بقصر قرطاج، على موكب تولى من خلاله ترقية أمير اللواء عبد المنعم بلعاتي إلى رتبة فريق.
ونال أمير عبد المنعم بلعاتي الوسام العسكري الوطني سنة 1996 ووسام منظمة الأمم المتحدّة بعد مشاركته كمراقب أممي ببعثة حفظ السلام بالكونغو سنة 2004.
أما وزير التعليم الجديد، محمد علي البوغديري، فكان قيادياً في الاتحاد العام التونسي للشغل، قبل أن ينسحب من آخر مؤتمر للمنظمة النقابية في شباط/ فبراير من العام الماضي، واعتبر أنه مؤتمر غير شرعي، وهو على خلاف كبير مع القيادة الحالية للاتحاد.
ويأتي اختيار البوغديري في الوقت الذي يستعد فيه اتحاد الشغل لطرح مبادرة حوار وطني يشمل الرئيس سعيّد من أجل حل الأزمة السياسية في البلاد.
وأعلن البوغديري مؤخراً انضمامه لمساندي الرئيس التونسي قيس سعيد، وهو عضو في ما يعرف بمبادرة "لينتصر الشعب".
وكان سعيد عين في أغسطس/ آب الماضي مصطفى
الفرجاني المدير العام للصحة العسكرية سابقا وزيرا مستشارا لدى الرئيس، كما يشغل
علي مرابط وزيرا للصحة في الحكومة، وهو طبيب وعسكري.
ويسيطر سعيد على كل السلطات تقريبا منذ
أغلق البرلمان وعزل الحكومة في صيف 2021 وبدأ يحكم بمراسيم، في خطوة وصفتها المعارضة
بأنها انقلاب، بينما قال سعيد إنها تصحيح للمسار.
وفي سياق آخر، برر سعيد الإقبال المتدني
للغاية في الانتخابات البرلمانية، معتبرا أن الأمر يظهر عدم ثقة التونسيين في
البرلمان بسبب "العبث" الذي حصل فيه خلال العقد الماضي.
وقال خلال لقاء مع رئيسة الوزراء نجلاء
بودن: "90 بالمئة لم يصوتوا.. هذا يؤكد أن التونسيين لم يعودوا يثقون بهذه
المؤسسة.. خلال العقد الماضي كان البرلمان مؤسسة تعبث بالدولة وكان دولة داخل
الدولة".
أعلنت هيئة الانتخابات التي عينها سعيد
نفسه أن 11.4 بالمئة فقط من الناخبين صوتوا يوم الأحد في جولات الإعادة للانتخابات
البرلمانية، واعتبر منتقدوه أن مراكز الاقتراع الفارغة دليلا على ازدراء شعبي واسع
لبرنامجه السياسي وسيطرته شبه الكاملة على كل السلطات.
وتقلص دور البرلمان المنتخب حديثا في
إطار نظام سياسي قدمه سعيد العام الماضي. وسيكون برلمانا ضعيفا بلا مخالب.
وعلى مدى العقد الماضي، كان البرلمان
قويا ومؤثرا وقام بتعيين حكومات وعزلها. وعلى الرغم من التوتر السياسي الذي حدث في
البرلمانات السابقة بعد الثورة، فقد كان لديه القدرة على عزل الرئيس ومحاسبة جميع
المسؤولين.
وعلى عكس البرلمان السابق، سيكون
للبرلمان الجديد المنتخب يوم الأحد سلطات محدودة. وسيكون تشكيل الحكومات وإقالتها
بيد رئيس الجمهورية.