كشفت مصادر أمريكية، أن العطل الذي تسبب بشل حركة الملاحة الجوية نجم عن خطأ بشري تسبب بتضرر نظام (NOTAM)، الخاص بتحذير الطيارين من المخاطر. فما هي أكبر الأخطاء البشرية التي تسببت بكوارث كبرى؟
الآلاف يفقدون حياتهم بسبب
أخطاء بشرية من أنظمة
الطيران المدني إلى مركبات فضائية ومحطات نووية.. فماذا تعرفون عن أفدح الأخطاء حديثا؟
تفادي كارثة محققة
وكالة إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكي، أوقفت حركة الطيران في سماء البلاد إثر عطل أصاب نظام (NOTAM).
العطل كان مربكا في البداية وكان من الممكن أن يتسبب بتداعيات كبرى، بعد الاعتقاد الأولي الخاطئ بأنه ناجم عن (هجوم سيبراني) بما يعد "عملا حربيا"، لكن التحقيقات العاجلة كشفت بأن الحادث ناجم عن خطأ بشري غير مقصود، وقع في أثناء عملية صيانة، قام بها أحد المهندسين.
الخطأ وقع حين استبدل أحد المهندسين ملفا بآخر كان يتضمن قاعدة بيانات تالفة داخل نظام (NOTAM) بحسب "سي أن أن" .
الواقعة استدعت إلى الأذهان، حادثة رحلة "إير فرانس" رقم 447K التي سقطت فوق المحيط الأطلسي في حزيران/ يونيو 2009K، وتسببت بمصرع 216 راكبا، وانتهى التحقيق بأن سبب سقوطها ناجم عن خلل فني وتقني في هذا الطراز من طائرات الإيرباص (Airbus A330-200)، إضافة إلى أخطاء الطيار ومساعده.
تشالنجر و كولومبيا
انفجار مكوك الفضاء الأمريكي (تشالنجر) في 28 كانون الثاني/ يناير 1986، يعد واحدا من أفدح أخطاء رحلات الفضاء.
انفجر المكوك بعيد إطلاقه بـ 73 ثانية، ما أسفر عن مقتل جميع أفراد طاقمه السبعة، والسبب هو أن الشركة التي تعاقدت مع (وكالة ناسا) الفضائية، ارتكبت أخطاء عند تصميمها للمكوك، يتصدرها ربط أجزاء منه بدوائر من المطاط، ما أسفر عن تفككها فور إطلاقه وتحطمه فوق المحيط الأطلسي، إضافة إلى تعجيل عمليات الصيانة، وذلك في محاولة من (ناسا) لضغط النفقات وتقليل التكاليف).
تحطم (كولومبيا) فوق ولاية تكساس في الأول من شباط/ فبراير 2003 ، في أثناء العودة من رحلة في الفضاء الخارجي، نتج عن خطأ بدوره أسفر عن مصرع أفراد طاقمه السبعة.
استغرقت الرحلة 16 يوما، لكن خطأ بشريا أدى لتحطم المكوك، عند إقلاعه ارتطمت أجزاء من محطة الإطلاق بأحد أجنحة المكوك، ما ألحق ضررا بالعازل الحراري الذي يقي المكوك عند الرجوع إلى الأرض،
وتسبب عند العودة بتسرب الغازات الساخنة، وانتهى بانفجاره.
مفاعلات نووية
تعد حادثة جزيرة الـ (ثلاثة أميال) واحدة من الأخطاء الفادحة التي أسفرت عن انهيار أحد المفاعلات النووية الأمريكية عام 1979 بسبب تسرب الإشعاعات. نجم الخطأ عن خلل في التصميم وسوء في أعمال الصيانة وقلة الخبرة المهنية.
دفع الحادث إلى تغيير إجراءات الأمان داخل المحطات النووية حول العالم، إضافة إلى استحداث معاهدة لعمليات الطاقة النووية، وفقا للمفوضية الأمريكية للرقابة النووية.
كذلك حادث مصنع JCO بمدينة (توكايمورا) اليابانية عام 1999، فنتيجة خطأ بشري ارتكبه عاملان بإضافة كمية زائدة من (اليورانيوم ) في الخزان، تسربت كميات من الإشعاع أدت إلى إخلاء سكان المنطقة.
أما كارثة مفاعل (تشيرنوبل)، فتعد الأخطر في الحوادث النووية، وقع الحادث في نيسان / 1986/
وقدر عدد ضحاياها على مدى سنوات بنحو 90 ألف شخص؛ نتيجة إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية
بسبب الإشعاعات المميتة، بحسب منظمة السلام الأخضر.
كارثة تشيرنوبيل نتجت عن جملة من الأخطاء البشرية، الناجمة عن تأخر أعمال الصيانة وخلل في مناوبات العمل، دون الانتباه إلى تعطل (نظام تبريد المفاعلات).