ظهر نادي
نيوكاسل الإنجليزي بوجه مختلف ولافت منذ
الاستحواذ السعودي عليه عن طريق صندوق الاستثمار العام الذي يملك حصة 80 في المائة من النادي، بعد أن اشتراه من مالكه السابق مايك آشلي مقابل 300 مليون جنيه إسترليني.
وبعد الاستحواذ عليه، بات نيوكاسل يونايتد للمرة الأولى منذ نحو 68 عاما، على بعد خطوة واحدة فقط من تحقيق لقب كبير بعد تأهله للمباراة النهائية لكأس الرابطة، وهي خطوة لم تكن تخطر على بال أي من مشجعيه المتفائلين قبل الاستحواذ السعودي.
وضمن نادي نيوكاسل، الثلاثاء الماضي، مقعده في نهائي البطولة عندما فاز 2-1 على ضيفه ساوثمبتون ليصل إلى نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بتفوقه 3-1 في النتيجة الإجمالية، ليواجه بذلك مانشستر يونايتد في النهائي الذي سيقام على ملعب ويمبلي الشهير في 26 شباط/ فبراير الجاري.
وتعد هذه المرة الأولى التي يصعد فيها نيوكاسل، الذي يعرف بالعملاق النائم نظرا لتاريخه العريق، إلى مباراة نهائية منذ خسارته 2-صفر أمام مانشستر يونايتد في كأس الاتحاد الإنجليزي في 1999.
كما أنها المرة الثانية التي يبلغ فيها نهائي كأس الرابطة إذ سبق أن خسر أمام مانشستر سيتي في 1976، حيث يأمل الفريق في حصد لقبه الأول منذ حصوله على كأس الاتحاد الإنكليزي في 1955.
ومع بداية الموسم الماضي كان نيوكاسل يصارع من أجل الهبوط لدوري الدرجة الأولى، لكن بمجرد إعلان بيعه لكونسورتيوم مدعوم من السعودية برئاسة صندوق الثروة السيادي، في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، تصاعدت وتيرة نتائج الفريق وبات يحتل حاليا المركز الثالث خلف أرسنال المتصدر ومانشستر سيتي وقد ينتهي أيضا بالتأهل إلى دوري أبطال أوروبا.
وبدأ المالكون الجدد خطتهم في النادي باستثمار ما قيمته 256 مليون دولار لإجراء تعاقدات "ذكية" مع لاعبين من أمثال الظهير الأيمن كيران تريبييه ولاعب الوسط البرازيلي برونو غيمارايش والهولندي سفين بوتمان والحارس نيك بوب والمهاجم السويدي ألكسندر إيزاك.
كما قاموا بالتعاقد مع المدرب إدي هاو، الذي نجح في انتشال الفريق وتجنب الهبوط، قبل أن يبدأ الموسم الحالي بقوة وينافس على اللقب.
وأكد الصحافي الرياضي جيمس نالتون في مقال منشور على مجلة "
فوربس" هذا الشهر، أن "الإصلاح الشامل الذي حصل لنيوكاسل وعمليات الإنفاق تعد أحد أهم أسباب تطور الفريق"، لكنه استدرك بالقول إن "الإنفاق وحده لا يضمن النجاح".
وأضاف نالتون أن البيانات تؤكد أن هناك عدة فرق إنجليزية أنفقت أكثر من نيوكاسل بأضعاف خلال السنوات الثلاث الماضية، أمثال إيفرتون وأستون فيلا ووست هام وتشيلسي ومانشستر يونايتد وليدز يونايتد، لكنها لم تحقق نجاحا لافتا بفترة قصيرة كالذي حققه نيوكاسل.
وتابع الصحفي أن "سرعة تقدم نيوكاسل ليصبح من بين الفرق الأربعة في المقدمة، ووصوله إلى المباراة النهائية من كأس الرابطة، تثير التساؤلات بشأن المدة التي سيستغرقها قبل أن يفوز باللقب".
ويتوقع نالتون أن يتحول نيوكاسل لمنافس منتظم على صدارة الدوري خلال السنوات القليلة المقبلة جنبا إلى جنب مع الفرق الإنجليزية الكبيرة الأخرى، من أمثال مانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال وتشيلسي وتوتنهام ومانشستر سيتي.