نشرت صحيفة "
واشنطن بوست"
تقريرا للصحفيين نيلو تبريزي وأطهر ميرزا وباباك دهغانبيشه قالوا فيه إن
المتظاهرين لا يزالون في الشوارع بعد أربعة أشهر من بداية الانتفاضة في
إيران ولا
تزال السلطات ترد بالعنف والترهيب.
وحللت الصحيفة أكثر من 100 مقطع فيديو
وصورة، وأجرت مقابلات مع شهود عيان ومراقبي حقوق الإنسان، وراجعت البيانات التي
جمعتها مجموعات مراقبة الصراع على مدى 17 أسبوعا من
الاحتجاجات - لفهم شدة وتعقيد
الحملة الحكومية وإصرار المتظاهرين على الاستمرار.
وأظهرت الأدلة المرئية كيفية تعامل قوات
الأمن مع المحتجين، موضحة أن الحرس الثوري الإيراني يعمل جنبا إلى جنب مع شرطة
مكافحة الشغب وعملاء يرتدون ملابس مدنية لقمع المظاهرات بعنف، إضافة لتنفيذ
اعتقالات تعسفية وضرب عشوائي، وفي بعض الحالات، فتح النار على المدنيين.
وتبين مقاطع الفيديو التي حللها
التقرير، وجود حالة من الفوضى في المشافي أثناء نقل المصابين إليها بينهم نساء
وأطفال، نتيجة قمع السلطات الإيرانية.
وقال فرزين قدخدائي، ناشط حقوقي من
سيستان بلوشستان ويعيش الآن في أوروبا، إن معظم المتظاهرين يحاولون تجنب
المستشفيات لأنها تخضع لرقابة الحكومة.
وأضاف: "حتى لو أصيب شخص ما
برصاصة، فإنهم لا يبلغون عن ذلك لأن هناك فرصة كبيرة أن تجدهم قوات الأمن
وتعتقلهم. وعادة ما يتعامل الناس مع إصاباتهم في المنزل"، فهناك عدد من
الأطباء والممرضات المتعاطفين يقومون بعلاج الجرحى سرا في المنازل.
ولفت التقرير إلى أن إحدى الوحدات
العسكرية البارزة في المحافظة هي قيادة إنفاذ القانون في جمهورية إيران الإسلامية،
والمعروفة أيضا باسم فراجا. غالبا ما تكون قوة الشرطة هذه من بين أولى القوات التي
يتم نشرها خلال الاحتجاجات وترتدي زيا أسود مميزا، وفقا لأفشون أوستوفار، الأستاذ
المشارك في كلية الدراسات العليا البحرية الذي يركز على الأمن القومي الإيراني.
ويمكن مشاهدة العديد من الشاحنات
الكبيرة السوداء التي تحمل الشعار الرسمي لوحدات فراجا على أبوابها في مقاطع فيديو
نُشرت عبر الإنترنت.
وأكد التقرير أن الاعتقالات الجماعية لا
تزال سمة أساسية في حملة الحكومة القمعية - حيث تم اعتقال ما يقدر بنحو 20 ألف شخص
في جميع أنحاء البلاد منذ بدء الاضطرابات، وفقا لوكالة الأنباء الناشطة HRANA، على الرغم من أن القيود
المفروضة على التقارير تجعل من المستحيل التحقق من العدد الدقيق.