ملفات وتقارير

‏"عربي21" ترصد انتشار مراكز جمع المساعدات لمنكوبي الزلزال بتركيا (شاهد)‏

جانب من فرق المتطوعين لتجهيز المواد الغذائية للمتضررين- عربي21
تحولت مراكز الأسواق الشعبية، التي تعرف بـ"البازار"، في عدد من المدن التركية، وخاصة إسطنبول، إلى "خلايا نحل" من المتطوعين، من أجل جمع المواد الإغاثية والمساعدات للمنكوبين جراء الزلزال الذي ضرب مناطق جنوب شرق تركيا وشمال سوريا.

وزارت "عربي21" أحد هذه المراكز، واطلعت على سير العمل فيها، وكمية المساعدات التي تقدم من قبل المواطنين الأتراك، بعد قيام البلديات والجميعات الخيرية بالإعلان عن فتح باب التبرع لإغاثة المنكوبين في مناطق الزلزال.

ويعمل مئات المتطوعين في المواقع التي افتتحتها البلديات، على شكل فرق مقسمة بحسب أنواع المساعدات الإغاثية التي تقدم من قبل المواطنين الأتراك والمؤسسات التجارية.

ويتولى فريق من المتطوعين استقبال المواد الإغاثية، ونقلها إلى الخط اللاحق، وفي حال كانت المساعدات أغذية يجري على الفور تفريغها بداخل صناديق كرتونية بحسب نوع الأغذية، وتكتبت تفاصيل كاملة عن المحتويات مثل النوع والحجم وفي حال كانت أغذية جاهزة للتناول أم بحاجة إلى التحضير، لتسهيل عملية التوزيع في المناطق المنكوبة.

في حين يتولى فريق آخر التعامل مع الكميات الكبيرة من الملابس الشتوية، التي تصل إلى مركز التبرعات، وتقسيم ملابس الأطفال والكبار كل على حدة، من أجل سرعة التعامل معها وتوزيعها في مناطق الزلزال، وتجنب إهدار الوقت بعملية فرز لاحقة بسبب قلة عدد المتطوعين الواصلين هناك بسبب انقطاع الطرق بفعل رداءة الطقس.

أما المرحلة الأخيرة من خط تجهيز التبرعات، فيتم فيها رزم كافة المساعدات حسب الأنواع، وتحميلها في شاحنات كبيرة، تنطلق على الفور إلى المناطق المنكوبة فور تجهيزها.

ولا يقتصر التطوع على المواطنين الأتراك، بل هناك مشاركة كبيرة من جانب العرب المتواجدين في إسطنبول، من عدة جنسيات حيث التقت "عربي21" بفريق من المتطوعات اللواتي يتولين قسم فرز الملابس الشتوية.


وقالت المتطوعة سمية أحمد، إنها حضرت مع فريق من الفتيات منذ اليوم الأول لافتتاح حملة التبرعات، وجرى الترحيب بمشاركتهن على الفور من قبل القائمين على المكان، للمساعدة في جهود الإغاثة.

وأوضحت لـ"عربي21" أنها تشارك مع فريق من 30 فتاة في هذا المركز فقط، كلهن يبدأن من الساعة التاسعة صباحا، وحتى التاسعة مساء، ويتركز العمل في استقبال وفرز كافة أنواع الملابس، وتقسيمها حسب الأعمار، لتسهيل عملية التوزيع في وقت لاحق على المتضررين من الزلزال.

وأشارت إلى أن "المشاركة تأتي بدافع الواجب مع إخوتنا الأتراك، وأنه لا فرق بيننا، وكذلك لإظهار الصورة الحقيقية عن العرب المتواجدين في تركيا، بعد الحملات التي أطلقها عدد من العنصريين ضدنا وحاولت زرع الفتنة".

وأضافت: "منذ اللحظة الأولى التي تقدمنا فيها بطلب المساعدة، كانت الاستجابة فورية، ورحب بنا المسؤولون عن حملة التبرعات، والتعامل ودي للغاية معنا وهذا ما نريده، أن نوصل رسالة التآخي والإنسانية وأنه لا فرق بيننا".

يشار إلى أن البلديات في تركيا، أعلنت عن افتتاح مراكز التبرع من الساعة التاسعة صباحا، وحتى التاسعة مساء، وطلبت تقديم أنواع معينة من المساعدات لمتضرري الزلزال.

وأشارت إلى أن المنكوبين بحاجة إلى الملابس، والأغطية للتدفئة، والمدافئ، والأغذية الجاهزة، ومستلزمات التنظيف، بصورة عاجلة.

جدير بالذكر أن إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، أعلنت ارتفاع حصيلة القتلى جراء الزلزال العنيف إلى 3432.

وذكر بيان صدر عن "آفاد" أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 21 ألفا و103 حالات، في حين وقعت 312 هزة ارتدادية أقواها بلغت 7.6 درجات في مركز قضاء البيستان التابع لولاية قهرمان مرعش.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حالة الطوارئ في 10 ولايات تركية تعرضت للزلزال، وتحدث عن حجم الميزانية المخصصة من أجل معالجة الأضرار الناجمة عن الزلزال، وحجم الفرق العاملة للبحث عن المفقودين وانتشال المحاصرين من تحت الأنقاض.

من جانبها أعلنت ولاية إسطنبول، عن الجهود التي بذلت في عمليات الإغاثة منذ وقوع الزلزال، وقالت إن 81 طائرة توجهت إلى منطقة الزلزال، وجرى إرسال 14 ألفًا و451 عنصرًا ومتطوعا لدى إدارة الطوارئ والكوارث "آفاد".

ولفت بيان عن الولاية إلى إرسال 58 سيارة إسعاف وعربة إنقاذ طبي، و515 آلية ثقيلة، و22 مركبة بحث وإنقاذ، و265 شاحنة مساعدات، و9 كلاب مدربة.

وأضاف: "كما تم إيصال 4 آلاف و407 خيام، 16 خيمة متعددة الوظائف، و14 ألف و905 قطع من الوسائد والأغطية، و574 مجموعة مطبخية، و10 آلاف و47 مدفئة، وألفين و810 تخت، و103 آلاف و411 بطانية، و21 ألف و573 بطانية حرارية".