صحافة دولية

FT: كارثة الزلزال تحدٍ لقيادة أردوغان مع قرب الانتخابات

وقع الزلزال في تركيا قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية - جيتي
قالت صحيفة "فايننشال تايمز"، في تقرير لها، إن  الزلزال الكارثي الذي ضرب تركيا يوم الاثنين  يمثل تحديا كبيرا لقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، وطريقة رده عليها ستحدد طبيعة المواقف منه.

وقالت إن زيارته للمناطق المتضررة جاءت بعد انتقادات لرد الحكومة بداية عليها. وإن أردوغان رد على منتقديه عندما اعترف بشكل نادر بحصول قصور في التعامل الأولي مع الأزمة، ما يؤكد أن الهزة الأرضية المدمرة ستشكل الأشهر الأخيرة من الحملات الانتخابية، التي ستكون حادة وتنافسية.
 
وزار أردوغان كهرمان مرعش، مركز الزلزال، حيث صوب سهام نقده على الذين حاولوا استخدام الكارثة لخدمة أجندتهم. وتقول الصحيفة إن خطابه كشف عن التحدي الذي يواجه الرئيس للحفاظ على الدعم العام عقب أسوأ كارثة تضرب البلاد، ومنذ عقود، وقبل 3 أشهر من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي تعدّ من أصعب الحملات في  تاريخه السياسي ومنذ توليه القيادة في البلاد. 

وقال أردوغان :"لا أريد منكم منح المحرضين فرصة"، حيث تجول في المنطقة المنكوبة التي أدت لمقتل عشرات الآلاف الأتراك والسوريين. وقال إن على الإعلام عدم فتح المجال لهم، فالوقت اليوم هو وقت الوحدة والتضامن.

وما سيحدث بعد يعتمد على رد الرئيس، البالغ من العمر 68 عاما. وقدم المحللون مزيجا من المواقف حول تضرر الرئيس أو تحسن شعبيته. ويرى إيمر بيكر، مدير أوروبا في مجموعة أوراسيا: "في ضوء الكارثة الضخمة، كان رده سريعا وقويا نوعا ما"، ولو "حافظ على هذا المستوى القوي من الرد، فإنه سيستفيد في الأيام التي تقود للانتخابات".

لكن سليم كورو، المحلل في المعهد التركي بأنقرة "تيباف"، يرى أن "الناس يعيشون البؤس، وعادة ما يميلون لصالح التغيير وهم في هذه الحالة". ويتوقع أن تحاول الحكومة تأجيل الانتخابات، متذرعة بالصعوبات اللوجيستية التي ستواجهها لجمع الأصوات من المناطق المتضررة. 

وستؤثر الهزة الأرضية على الحملات الانتخابية، حيث سيكون التركيز في الأيام المقبلة على البحث عن الناجين، وتنظيف الأنقاض، وإعادة بناء البنى التحتية. ولهذا قرر التحالف الذي يقوده حزب الشعب الجمهوري تأجيل اجتماع الأسبوع المقبل للإعلان عن المرشح المنافس لأردوغان. وربما استفاد الرئيس من حالة الطوارئ التي أعلنها في المناطق المنكوبة ولثلاثة أشهر، كتلك التي أعلنها بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016. 

ويتفق المحللون على أن أردوغان سيتم الحكم عليه بالمقارنة مع كارثة 1999، التي قتل فيها 17.000، ففي ذلك الوقت انتقدت حكومة ائتلافية لرفضها الدعم الدولي والتقارير الغامضة حول حجمها.



وبالمقارنة، يقول بيكر إن أردوغان أظهر قيادة قوية وواضحة وشفافة نسبيا، وسارع لتعبئة كل المصادر المتوفرة، ولم يتعامل مع الموضوع على أنه مسألة كرامة، وقبل وسهل الدعم الدولي. 

وقال إن قرار الحكومة تخصيص 100 مليار ليرة تركية (5.3 مليار دولار)  لدعم المناطق المنكوبة أظهر تنسيقا أفضل من 1999. ولكن أي خطأ سيكون مكلفا في الأيام المقبلة، كما يقول بيكولي.