يستمرّ
التسمّم الذي يطال التلميذات في إثارة القلق والغضب في
إيران، حيث تمّ تسجيل حالات
جديدة في عدّة مناطق، بينما لا يزال الغموض يلف القضية.
يوما بعد آخر، تتكرّر الظاهرة: تلميذات في
مدارس الفتيات يتنشّقن روائح "كريهة"
أو "غير معروفة"، ثمّ تظهر عليهن عوارض مثل الغثيان وضيق التنفّس والدوخة.
ورغم
نقل بعضهن إلى المستشفى لفترة وجيزة، إلّا أنّ أيّا منهن لم تتأثّر بشكل خطير إلى الآن.
وتمّ
الأحد الإبلاغ عن تسمّم عدد من الطالبات في مدرستين ثانويتين للبنات، في أبهار (غرب)
والأهواز (جنوب غرب)، وفي مدرسة ابتدائية في زنجان (غرب)، حسبما أفادت وكالة الأنباء
"إسنا" نقلا عن مسؤولين صحيين محليين.
كما
طالت حالات التسمّم تلميذات في مدارس مدينة مشهد (شمال شرق) وشيراز (جنوب) وأصفهان
(وسط)، بحسب وكالتي الأنباء مهر وإيلنا.
وتعرّضت
مئات التلميذات لتسمّم بالغاز في عشرات من مراكز التعليم خلال الأشهر الثلاثة الفائتة،
وفقا للأرقام الرسمية.
وقالت
تلميذة للتلفزيون: "انتشرت رائحة كريهة للغاية فجأة وشعرت بإعياء وسقطت على الأرض".
كذلك،
قالت باراستو، وهي طالبة في مدرسة بروجرد (غرب)، لصحيفة "هام ميهان"؛ إنها
نُقلت إلى المستشفى بعدما "شعرت بغثيان وألم شديد" في صدرها.
وأوضح
طبيب طوارئ في مستشفى هذه المدينة، أنّ "غالبية الطالبات" يُظهرن "عوارض
صداع، مشاكل تنفسية، خمولا، غثيانا، انخفاض ضغط الدم".
"طمأنة
الأمة"
في هذه
الأثناء، حثّت والدة إحدى الطالبات مدفوعة بشعور بالخوف، السلطات على وضع كاميرات أمام
المؤسّسات وحراسة الباب لـ"معرفة من يدخل ومن يغادر" من أجل حماية الأطفال.
كذلك
الأمر في عدّة مدن، حيث تحرّك أهالي الطلّاب مطالبين السلطات بالتصرّف من دون تأخير.
وخلال
لقاء مع وزير التربية في قم، دعا آية الله عبد الله جوادي آملي المسؤولين إلى
"حلّ المشكلة في أسرع وقت ممكن" من أجل "طمأنة الأمة".
وقال؛ "إنه لأمر مخيف أن نرى أنّ مصدر تسمّم الطلّاب لم يتحدّد بعد".
وقال
مسؤول في وزارة الصحة الأسبوع الماضي؛ إنّ "بعض الأفراد" يسعون عبر ذلك إلى
"إغلاق كل المدارس، خصوصا مدارس الفتيات".
وتحدث
وزير الداخلية أحمد وحيدي في بيان نشر مساء السبت عن اكتشاف "عينات مشبوهة"
خلال "البحث الميداني"، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
من جهته،
طالب الرئيس إبراهيم رئيسي الجمعة وزارتي الداخلية والاستخبارات بـ"إفشال مؤامرة
العدو الهادفة إلى بث الخوف واليأس بين السكان".
وأشار
رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني العميد غلام رضا جلالي، الأحد، إلى أنّ مدارس البلاد
"غارقة في حالة من الذعر الاجتماعي".
وأضاف:
"أنا لا أقول إنّ حالات التسمّم ليست حقيقية، لكن غرس الخوف العام قد يزيد بشكل
كبير من عدد الضحايا".
بدوره،
اتهم نائب وزير الداخلية ماجد مرحمدي، "مسببي حالات
تسمم الفتيات" بالرغبة
في "إغلاق المدارس" و"إلقاء اللوم على النظام"، من أجل "إحياء
أعمال الشغب الخامدة".