تعهد وزير الدفاع
الأمريكي لويد أوستن، بأن تلتزم بلاده بالإبقاء على وجودها العسكري في
العراق،
وذلك عقب لقائه مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالعاصمة العراقية
بغداد في زيارة غير معلنة خلال جولة شرق أوسطية بدأها بالأردن ومن المقرر أن تشمل "إسرائيل"
ومصر.
وقال أوستن في
تغريدة: "وصلت بغداد. أنا هنا للتأكيد مجددا على الشراكة الاستراتيجية بين
العراق والولايات المتحدة، بينما نمضي قدما نحو عراق أكثر أمنا واستقرارا
وسيادة".
وأضاف في
تصريحات صحفية: "القوات الأمريكية مستعدة للبقاء في العراق بدعوة من حكومة
العراق"، وذلك بعد نحو 20 عاما من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بالرئيس
العراقي الراحل صدام حسين.
وأودى الغزو
عام 2003 بحياة عشرات الآلاف من المدنيين العراقيين وأدى إلى حالة من عدم
الاستقرار مهدت الطريق في النهاية لصعود تنظيم الدولة المتشدد بعد أن سحبت
الولايات المتحدة قواتها في عام 2011.
وأشار وزير
الدفاع الأمريكي إلى أن "الولايات المتحدة ستواصل توطيد الشراكة وتوسيع
نطاقها لدعم أمن العراق واستقراره وسيادته".
ولدى الولايات
المتحدة حاليا 2500 جندي في العراق و900 جندي إضافي في سوريا للمساعدة في تقديم المشورة
ومد يد العون للقوات المحلية في محاربة تنظيم الدولة في كلا البلدين.
وفي وقت لاحق،
قال السوداني في بيان إن نهج حكومته هو الحفاظ على علاقات متوازنة مع الحكومات في
المنطقة والعالم على أساس المصالح المشتركة واحترام السيادة، مضيفا أن
"استقرار العراق مفتاح لأمن المنطقة واستقرارها".
واجتمع أوستن
مع السوداني ومع رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان برزاني، وسط نزاع طويل الأمد
حول تحويلات الميزانية وتقاسم عائدات النفط بين الحكومة الوطنية وأربيل، بالإضافة
إلى خصومة طويلة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين اللذين يديران إقليم كردستان شبه
المستقل.
وقال أوستن
عقب الاجتماع مع برزاني، إنه "لا بد أن تعمل أربيل وبغداد معا لمصلحة جميع
العراقيين، ولا بد أن ينحي القادة الأكراد انقساماتهم جانبا وأن يتحدوا لبناء
إقليم كردستاني عراقي آمن وينعم بالرخاء".
وندد أوستن
أيضا "بتكرر الهجمات العابرة للحدود" من إيران على العراق.
قال مسؤولون
سابقون وخبراء إن من أهداف زيارة وزير الدفاع الأمريكي دعم رئيس الوزراء العراقي
في مواجهة النفوذ الإيراني في بلاده.
وبين الحين
والآخر تستهدف جماعات مسلحة مدعومة من إيران في العراق القوات الأمريكية وسفارة
الولايات المتحدة في بغداد بالصواريخ.
وأطلقت طهران
في العام الماضي صواريخ على قواعد لجماعات كردية في شمال العراق تتهمها طهران
بالمشاركة في احتجاجات على القيود التي تفرضها على النساء.
وقال مسؤولون
أمريكيون إن الزيارة جاءت "لإظهار الدعم لحلفاء واشنطن الإقليميين الرئيسيين
ضد التهديد المتنامي لإيران".
وأوضح المسؤولون
أن جولة أوستن تهدف إلى "إزالة شكوك قادة الشرق الأوسط في التزام إدارة بايدن
بالاحتياجات الأمنية للمنطقة بعد التدقيق المتزايد في مبيعات الأسلحة وتراجع
التواجد العسكري الأمريكي في أفغانستان والخليج العربي".