كتبتُ في مقالي السَّابقِ عن معنى العذابِ الذي يذكرُه
القرآنُ، وأنَّه الاستجابة الكونيَّةُ لحالةِ العمايةِ التي تُصابُ بها الأممُ،
وهو تذكرةُ اللهِ إليهم للرجوعِ إلى الحقِّ والميزانِ، لكنَّ ذلك الحديثَ لا يحسمُ
الجدلَ في عقولِ فريقٍ من النَّاسِ الذين يظنُّون أنَّ هذه المعالجاتِ القرآنيَّةَ
تتعلَّقُ بالأزمانِ السَّحيقةِ قبل عصورِ العلمِ، وأنَّنا لم نعُد في عصرِنا نرى
أمماً تهلكُ بذنوبِهم بالطوفانِ والخسفِ والريح الصرصرِ العاتيةِ والصيحةِ، وإن
حدث مثلُ هذا فهي ظواهر (طبيعيَّةٌ) في نطاقٍ محدودٍ تتغلَّبُ عليها الأمم
بالأسبابِ العلميَّة!
يؤكِّد القرآنُ أنَّ العذابَ هو سُنَّةٌ ثابتةٌ لعقابِ
الذين ظلموا لا تخصُّ عصراً سابقاً دون العصورِ اللاحقة:
- "فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا
وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا
هُمْ بِمُعْجِزِينَ" (الزُّمر: 51).
- "وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ"
(هود: 83).
- "سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ
قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً" (الأحزاب: 62).
لكنَّ القرآنَ يوسِّعُ أمثلةَ أنواعِ العذابِ التي
تصيبُ الأممَ بظلمِهم، فالمجاعاتُ والفقرُ وفقدانُ الأمنِ المجتمعيِّ هي من أمثلةِ
العذاب:
- "قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ
عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ
يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ
نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (الأنعام: 65).
- "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ
آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ
فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ
بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ" (النَّحل: 112).
بل إنَّ القرآنَ يعدُّ القتالَ نوعاً من العذابِ
الإلهيِّ بحقٍّ الذين ظلموا، والقتالُ يعني المدافعةَ بين الناسِ، وهو ما يحرِّك
الصورةَ المتخيَّلةَ للعذابِ أنه لا يكونُ بالضرورةِ تدخلاً خارقاً من السماء بل
يأتي من داخلِ القوانينِ التي يسمِّيها الناسُ طبيعيَّةً:
- "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ
بِأَيْدِيكُمْ" (التَّوبة: 14).
- "وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ
اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا" (التَّوبة: 52).
في هذه الآيةِ الأخيرةِ يجمعُ القرآنُ بين مستويينِ
لتجلِّي سنَّةِ العذابِ على الظالمين، وهما مستوى التدخل الإلهيِّ المباشرِ
"من عنده" ومستوى التدخلِ الإلهيِّ من خلالِ التدافعِ الإنسانيِّ
"أو بأيدينا".
هذا التحوُّلُ التاريخيُّ من التدخُّلِ الإلهيِّ
المباشرِ إلى مرحلةِ "بأيديكم" يجلّي مزيداً من السلطةِ للإنسانِ في
صناعةِ الأقدارِ، وهو تحوُّلٌ واضحٌ في آياتٍ كثيرةٍ من القرآنِ، فالأقوامُ
البدائيَّةُ كان الله تعالى يرسلُ إليهم الآياتِ المحسوسةَ (المعجزات) التي تناسب
مستوى وعيِهم، لتحريكِ دافعِ الإيمانِ في قلوبِهم، لكنَّ القرآنَ في عصر الرسولِ
محمَّدٍ يعلنُ أنَّ هذه الوسيلة لم تعد مجديةً في هداية الناس:
- "وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ
إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ
مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفاً"
(الإسراء: 59).
لم يكن القرآنُ يجيبُ طلباتِ المكذِّبين به بإرسالِ
معجزاتٍ تؤكِّد صدقَ الرسولِ محمَّدٍ، بل كان يفتحُ أنظارَهم إلى التفكُّرِ في
الآياتِ المبثوثةِ في الطبيعةِ، وهي تغني عن معجزاتٍ تخرق قانون الطبيعة:
"قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ.." (يونس: 101).
"وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ" (يوسف: 105).
هذه الآيات التي تلفت إلى أدلةِ الإيمانِ في ظواهر
الطبيعةِ مؤشِّرٌ واضحٌ على أنَّ رسالة القرآنِ تؤسِّسُ لعصرِ السنن والعلمِ
بديلاً عن عصر المعجزاتِ.
وذات المعنى نقتربُ منه في الحديثِ المرويِّ عن
الرسولِ محمَّدٍ: "سألتُ ربي ثلاثاً، فأعطاني اثنتينِ، ومنعني واحدةً؛ سألتُ
ربي أنْ لا يُهْلِكَ أمتي بالسَنَةِ، فأعطانيها، وسألتُهُ أن لَّا يُهْلِكَ أمتي
بالغرَقِ، فأعطانِيها، وسألْتُهُ أن لَّا يَجْعَلَ بأسَهم بينَهم ، فمنَعَنِيها".
إنَّ الله تعالى لا يعطي ويمنعُ عبثاً، فالإهلاكُ
بالسَّنةِ وهو القحطُ والمجاعةُ أو الغرقِ ينتمي إلى ذلك النوعِ من العذابِ
الطبيعيِّ المباشرِ الذي كان يرسله الله على الأقوامِ البدائيَّةِ فيقطعَ دابرَهم
ويستأصلهم، أمَّا العذابُ بالاقتتالِ الداخليِّ فهو ينتمي إلى سننِ التدافعِ بين
النَّاسِ فلم يعط الله ضمانةً لعدمِ حدوثِ ذلك.
ونلحظُ من هذا الحديثِ ومن الشواهدِ السَّابقةِ أنَّ
الدِّين يراعي التطوُّر التاريخيَّ الإنسانيَّ في طريقةِ تعامل اللهِ مع النَّاس،
وتوجُّهُ التاريخِ هو تقويةُ سلطةِ الإنسانِ على الطَّبيعةِ: "وَظَنَّ أَهْلُهَا
أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا".
كانت الأقوامُ البدائيَّةُ تواجهُ بعجزٍ وخوفٍ وجهلٍ
الظواهرَ الطبيعيَّةَ مثل الأمراضِ والرياحِ العاتيةِ والفيضاناتِ، فكان اللهُ
يعاقبهم على طغيانِهم وذنوبِهم بوسائل تلائم تلك المرحلة دون أن يكونوا قادرين
على الربطِ العضويِّ المباشرِ بين الذنوبِ والعقابِ.
ومع تقدُّمِ علمِ الإنسانِ واكتشافِه أسبابَ الظواهرِ
وتسخير قوى الطبيعةِ وتذليلها لسلطانِه، فقد تجلَّت للإنسانِ العلاقاتُ بين
الأسبابِ والمسبِّباتِ، وتبدَّت له أمثلةٌ جديدةٌ من العذابِ ترتبطُ ارتباطاً
عضويَّاً بأفعالِه، وهو ما يعني أنَّ الطبيعيَّ هو ذاتُه الإلهيُّ، وأنَّ منطقَ
العلمِ واكتشاف السننِ الذي بلغه الإنسانُ صار قادراً على ربطِ أفعالِ الإنسانِ
بعواقبِ تلك الأفعالِ، فلم يعد الحديثُ عن معنى "العذاب" مجرَّد إيمانٍ
بالغيبِ، وإن كان كذلك في أصلِه، إنَّما صار أيضاً مقتضى الملاحظة العلميَّة
والربط العقليّ.
الميزان
صمَّمَ اللهُ تعالى الكونَ بالحقِّ وقدَّر قوانينه
وفقَ ميزانٍ دقيقٍ يضبط الوجودَ، فمن طغى في الميزانِ فإنَّ الكونَ نفسَه مقدَّرٌ
لمعاقبتِه، أي أن العذاب متضمَّنٌ في قوانين الطبيعةِ نفسِها لمن يخرج عن تلك
القوانين، وليس عرَضَاً خارجيَّاً يرسله الله.. "وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا
وَوَضَعَ الْمِيزَانَ، أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ" (الرَّحمن: 7-8).
ولو ضربنا مثالاً مبسَّطاً فإنَّ من يقفز من الطابقِ
العاشرِ دون إجراءات حمايةٍ تتهشَّمُ عظامُه، ومن يلقي نفسه في الحريقِ يحترق.
لا أحدَ سيعترض على هذه النتائج لأنَّنا نعلم أن
الجزاء وفاقٌ من جنسِ العملِ، والذّنوبُ في سياقِ القرآنِ ليست سوى الخروجِ عن
قوانين الله التي أودعها في الوجودِ، لذلك فالعذابُ على الذنوبِ هو الاستجابةُ
الكونيَّةُ لعصيانِ الإنسانِ، فهو من جنسِ عملِ الإنسانِ أيضاً.
من أمثلةِ ذلك:
التغيُّرُ المُناخيُّ ونتائجه هو عذابٌ يذكِّر
الإنسانَ بثمنِ ذنبِه بالجشعِ وإسرافِه في استهلاك الوقودِ الأحفوريِّ، وعذاب هذا
الذنبِ يتمثل في الجفاف الشديد وندرة المياه والحرائق الشديدة وارتفاع مستويات سطح
البحر والفيضانات وذوبان الجليد القطبي والعواصف الكارثية وتدهور التنوع
البيولوجي.
وقطعُ أشجار الغاباتِ بمعدلاتٍ كبيرةٍ ذنبٌ لأنَّه
إسرافٌ وإفسادٌ في الأرضِ، وهذا الإسرافُ يؤدي إلى اختلال من أمثلتِه اختلالُ دورة
الأكسجين وثاني أكسيد الكربون؛ نظراً لما للأشجار من أهميةٍ كبيرةٍ في إطلاق كميةٍ
كبيرةٍ من الأكسجين واستهلاك كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وبذلك فإن
الإفراط في قطع الأشجار يساعد على زيادة حدة التلوث الهوائي بثاني أكسيد الكربون.
واللا إنجابيَّة ذنبٌ يخرقُ به الإنسانُ قانون الله،
فقد أفادت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ 10 في المئة فقط من الشابات اليابانيات يفكرن
جديَّاً في إنجاب أطفالٍ في المستقبل، والدول الرأسماليَّة عموماً تميل إلى
التقليلِ من الإنجابِ، وهذا التفكيرُ ذاتُه هو عقابٌ على هيمنةِ أسلوبِ
الفردانيَّةِ الذي تشجِّعه الرأسماليَّةُ، وعقابُه على المدى البعيدِ أن تنقرضَ
الأمم.
وشيوعُ الفواحشِ ذنبٌ يخرقُ به الإنسانُ قانونَ اللهِ،
وعقابُه الجماعيُّ في انتشار أمراض الاتصال الجنسيِّ، إذ قالت منظمة الصحة
العالمية في عام 2019 إن ما يزيد عن مليون شخص يصابون يومياً في مختلف أنحاء
العالم بعدوى تنتقل بالاتصال الجنسي، وكذلك من عقوباتِه فقدان السلامِ الداخليِّ
والسَّكينةِ النفسيَّةِ واستقرارِ البيوتِ إذ يبحث أصحابها عن اللذة المؤقتة
القصيرةِ وليس عن العلاقةِ المستقرَّةِ المؤسَّسةِ على السكينة والمودةِ
والرَّحمة.
وشربُ الخمورِ والمخدِّرات ذنبٌ يخرج به الإنسان عن
قانونِ الله الذي وهبَ العقلَ للإنسانِ ليهتديَ به، ومن عقوبةِ شيوعِ الخمورِ
فقدانُ التركيزِ وزيادةُ الحوادثِ المروريَّةِ والإصابة بالأمراض الخطيرةِ وصولاً
إلى الموت.
وشيوعُ الظلمِ والترفِ في المجتمعاتِ ذنبٌ وعذابُه أن
تسود مشاعر القهرِ وتغذَّى الكراهية والتحاسُد والتربص، فيفقد الناسُ الشعورَ
بالأمنِ الاجتماعيِّ فيما بينهم ثم تنفجر هذه المشاعر فيذيق بعضهم بأسَ بعضٍ.
والكفرُ والجحودُ ذنبٌ يصيبُ المجتمعاتِ فتفقدَ الرضى
والسلام الداخليَّ، لأنَّها فقدت الامتنان وامتلأت سخطاً ومقتاً وأقامت علاقتها مع
الوجودِ على التذمُّرِ بدلَ الرضى، فتنبعث من النفوس طاقةٌ عدوانيَّةٌ تضرُّ
بالأسس الصحيحةِ لقيام اجتماعٍ بشريٍّ مستقرٍّ وآمنٍ.
هذه ليست سوى أمثلةٍ قليلةٍ لتبيانِ معنى الذنبِ
والعذابِ في مفاهيمِ القرآنِ، فالذنبُ هو خرقُ قانونِ اللهِ في الطبيعةِ وطغيانٌ
في الميزانِ، والعذابُ هو الاستجابةُ من داخل قوانين الكونِ نفسِها على هذا
الاختلال، لذلك يؤكِّد القرآنُ دائماً على المسؤوليَّةِ الإنسانيَّةِ وأنَّ الله
لا يظلم الناس شيئاً، وأنَّ كلَّ ما يصيبُ الناسَ فهو من كسبِ أيديهم: "وَمَا
أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (الشُّورى:
30).
ويبلغ من دقَّةِ الميزانِ الذي أودعه الله في الوجودِ
وعقابِ من يطغى في الميزانِ ما تبيِّنه هاتانِ القصَّتان:
قام أحد سكان جزيرة هاواي بإدخال عدة أزواجٍ من
الأرانبِ إلى الجزيرة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها هذه الحيوانات
إلى الجزيرة، فلما وجدت الأرانب الغذاء كافياً والمناخ ملائماً، ولم يكن هناك
أيضاً ذلك العدد الكبير من الثعالب والأعداء الطبيعيين الذين يفتكون بصغارها،
توالدت بكثرةٍ وتسلل بعضها إلى مناطق الحياة البرية، وانتشرت فيها وراحت تتلف
النباتات بسرعة تفوق معدل نمو النباتات الجديدة، وأدى ذلك في نهاية الأمر إلى
اختلال التوازن البيئيِّ، ولم تعد الأرانب تجد الغذاء الكافي فهلكت وهلك معها
أعدادٌ كبيرةٌ من الأحياء التي كانت تعيش معها في بيئتها.
القصة الثانية:
في القرنِ الماضي اشتكى فلاحو إحدى الولايات الأمريكية
من فتك الصقورِ والبومِ بصغارِ أفراخهم، فاستجابت الحكومة لهذه الشكوى وشجعت صيد
البوم والصقور نظير مكافأةٍ ماليَّةٍ، فتمَّ التخلصُ من 125 ألف طائرٍ في ثمانية
عشر شهراً، وأحدث ذلك اختلالاً في توازنِ البيئةِ، إذ انتشرت الفئران بكثرةٍ بسببِ
غيابِ هذه الطيور التي تعدُّ عدواً طبيعياً لها إذ تتغذى عليها، وأدى انتشار
الفئران إلى فتكها بالنباتاتِ، وهكذا كانت الخسائر أكثر جسامةً فأعادت الحكومة
تحريم صيد الصقورِ والبومِ حفاظاً على توازن البيئة.
كلُّ ما حرَّمه اللهُ ونهى عنه فهو خرقٌ لقانونِ اللهِ
في الوجودِ: "ولا تفسدوا في الأرضِ بعدَ إصلاحِها". والعكسُ صحيحٌ،
فكلُّ إفسادٍ في الطبيعة وإخلالٍ بنظامِها فهو ذنبٌ يعاقبُ الله عليه.
إنَّ الكفرَ والظلمَ والترفَ والكذبَ والغشَّ في
هندسةِ المباني، والخيانةَ والإفسادَ والإسرافَ والفواحشَ والخمورَ وتبديدَ
الثرواتِ ومنع الزكاةِ وتلويثَ الهواءِ وسوء التعامل مع ثرواتِ الطبيعةِ، كلُّها
عصيانٌ لقوانينِ اللهِ في الوجودِ، وقوانين اللهِ ذاتُها تعاقبُ من يخرج عنها:
"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي
النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (الرُّوم:
41).
هكذا يلتقي الإيمانُ والعلمُ، فكلاهما يذكِّرُ بميزانِ
الوجودِ وينذر من يخلُّ بهذا الميزان بالعذاب.
twitter.com/aburtema