انتقدت 200 شخصية عالمية عدم المساواة في توزيع
لقاحات كورونا متهمين الدول المتقدمة بالتسبب في وفاة أكثر من مليون شخص في الدول الفقيرة، بالتزامن مع الذكرى الثالثة لإعلان فيروس "كوفيد-19"
وباء عالميا، التي تتزامن مع 11 آذار/ مارس.
جاء ذلك في رسالة مفتوحة وقعت عليها 200 شخصية بارزة من بينها الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون ورئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة هيلين كلارك، حيث انتقدوا الصعوبات التي تواجه البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في الحصول على لقاحات فيروس كورونا في المراحل الأولى من انتشار الوباء العالمي.
وقالت الرسالة إنه كان يمكن تفادي أكثر من مليون وفاة في عام 2021، إذا تم توزيع اللقاحات بشكل أكثر عدلاً في جميع أنحاء العالم، مطالبين بصياغة مبادئ الإنصاف وحقوق الإنسان في اتفاقية وبائية جديدة تقوم منظمة الصحة العالمية بصياغتها، مع مطالبة زعماء العالم بالتعهد من أجل عدم تكرار ذلك أبدا.
ووقع على الرسالة، التي نسقها تحالف لقاحات الناس (منظمة غير حكومية)، رئيس تيمور الشرقية خوسيه مانويل راموس هورتا، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1996، إلى جانب القادة السابقين لأكثر من 40 دولة، وحائزين على جائزة نوبل وزعماء دينيين، إلى جانب مجموعة من رؤساء وكالات الأمم المتحدة الحاليين والسابقين، معتبرين أن "العالم يمر بمرحلة حرجة".
وجاء في الرسالة أن "القرارات التي يتم اتخاذها الآن ستحدد كيفية استعداد العالم للأزمات الصحية العالمية المستقبلية والاستجابة لها. ويجب أن يفكر قادة العالم في الأخطاء التي ارتكبت في الاستجابة لوباء كورونا حتى لا تتكرر أبدا".
وانتقدت الرسالة الظلم الصارخ الذي اتسمت به عملية الاستجابة للوباء، الذي أودى بحياة ما يقرب من سبعة ملايين شخص رسميا في جميع أنحاء العالم، رغم الاعتقاد بأن عدد الوفيات الحقيقي أعلى بكثير.
وتشير أرقام الأمم المتحدة، إلى أن أقل من ثلث المواطنين فقط في البلدان منخفضة الدخل تلقى جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، في الوقت الذي حصل فيه ثلاثة أرباع الأشخاص في البلدان مرتفعة الدخل على اللقاح.
في المقابل، قالت الرسالة إن "الحكومات أنفقت المليارات من أموال دافعي الضرائب في البحث والتطوير والطلبات المسبقة للحصول على اللقاح، ما قلل من المخاطر التي تتعرض لها شركات الأدوية".
وشدد الموقعون على الرسالة على أن "هذه هي لقاحات الناس واختبارات الناس وعلاجات الناس"، مشيرة إلى دراسة نُشرت العام الماضي في مجلة نيتشر العلمية قدرت أن 1.3 مليون شخص ربما كان سيتم إنقاذهم من الموت بعد الإصابة بكورونا إذا كانوا قد حصلوا على الجرعات بشكل عادل في عام 2021، وهو ما يمثل "حالة وفاة واحدة كان يمكن إنقاذها كل 24 ثانية" في ذلك العام.
وطالبت الرسالة بضخ استثمارات كبيرة لتطوير الابتكار العلمي والقدرة على تصنيع اللقاحات في الجزء الجنوبي من العالم، وذلك لضمان إمكانية تطوير اللقاحات والعلاجات بسرعة ونشرها في جميع المناطق.
وقالت الرسالة إنه من خلال مثل هذه الإجراءات "يمكن لقادة العالم البدء في إصلاح المشكلات الهيكلية في الصحة العالمية التي أعاقت الاستجابة لفيروس كورونا وفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز وأمراض أخرى".
وبلغ إجمالي إصابات كورونا عبر العالم 681 مليون و485 ألفا و333 إصابة منذ ظهور الفيروس في الصين نهاية عام 2019، فيما تسبب كورونا في وفاة 6 ملايين و811 ألفا و729 شخصا عبر العالم، بحسب آخر تحديث لمنصة "وورلد ميترز" المتخصصة في إحصائيات كورونا.