سياسة عربية

ما قصة الشعار الذي ظهر أمام سموتريتش وأثار غضبا واسعا؟ (شاهد)

سموتريتش يتحدث خلال مؤتمر في فرنسا ويظهر الشعار على المنصة أمامه- تويتر
أثار الشعار الذي رفعه وزير مالية الاحتلال بتساليل سموتريتش، خلال كلمة له في فرنسا، والخارطة التي ضمت كافة الأراضي الفلسطينية والأردن وأجزاء من سوريا والسعودية، تساؤلات حول حقيقة هذا الشعار.

وخلق رفع الشعار موجة استنكار واسعة في الأردن وفلسطين وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية استدعاء سفير الاحتلال، لدى عمان، من أجل الاحتجاج على الخارطة التي رفعها سموتريتش.




وتعود الخارطة إلى خطط الحركات الصهيونية، من أجل السيطرة على المنطقة، ورفعتها منظمة الأرغون الصهيونية المسلحة، شعارا لها والتي تعد إحدى المنظمات الإرهابية وفقا لإعلان دولي. بسبب الجرائم التي قامت بها، قبل النكبة الفلسطينية، وإعلان قيام دولة الاحتلال، عام 1948.


ويضم شعار منظمة الأرغون، الخارطة ذاتها التي وضعت أمام سموتريتش، لكن في السابق كانت تحتوي على يد تحمل بندقية، مع عبارة "هكذا وحسب"، لتلخيص فكرة المنظمة التي طالت أفعالها الإرهابية، الفلسطينيين، وكذلك البريطانيين خلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، والذين صنفوا المنظمة إرهابية بسبب هجماتها ضدهم.

لكن ما هي هذه المنظمة:

منظمة الأرغون، هي فصيل عسكري صهيوني، اسمه بالعبرية "إرغون تسفاي ليئومي بآرتس يسرائيل"، ويعني المنظمة العسكرية القومية في أرض إسرائيل، وحمل كذلك اسم "إتسل".

تأسست المنظمة التي كانت سرية، عام 1931، على يد عناصر مسلحة من حركتي "بيتار" والهاغاناه الإرهابيتين، بسبب رفض ما وصفوه بسياسة الهاغاناه الدفاعية، وتولى إبراهام تيهومي، قيادة الأرغون، ورفع شعارها الذي حمل خارطة الأردن وفلسطين مع بندقية كتب عليها عبارة "هكذا وحسب".


مناحيم بيغن خلال إلقاء كلمة أمام عناصر المنظمة ويظهر فيها الشعار


وبعد عامين خلف مناحيم بيغن، رئيس وزراء الاحتلال لاحقا، تيهومي في قيادة الأرغون، وتصاعدت عملياتها الإرهابية ضد الفلسطينيين، وأبرز ما قامت به من مجازر، مجزرة دير ياسين في القدس، في 9 من نيسان/أبريل 1948 والتي راح ضحيتها قرابة 350 من سكان البلدة، من نساء وأطفال وشيوخ.


كما قامت الأرغون، بنسف فندق الملك داوود في القدس، في 22 تموز/يوليو 1946، والذي قتل فيه عدد كبير من الضباط والجنود البريطانيين.

وبدأ الدعم السري من بولندا، للأرغون عام 1936، بسبب طموحات الحكومة البولندية، لتشجيع اليهود من أجل الهجرة إلى أرض فلسطين، عبر هذا الدعم.






ملصقات ومنشورات وطوابع بريدية تتبع للمنظمة خلال فترة نشاطها

ويعود سبب التشجيع على الهجرة، على اعتبار أن يهود بولندا، هم أفقر الطبقات في المجتمع، وبالتالي سهولة إقناعهم في المغادرة إلى أرض جديدة، سيحصلون فيها على حياة جديدة ومنازل.

وقدمت بولندا التدريب العسكري، للعناصر الراغبة في الهجرة، وكذلك الأسلحة والذخائر، التي استخدمت في ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.


وخلال الثورة الفلسطينية التي انطلقت عام 1936، التي قامت ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين، قامت "الأرغون" بتنفيذ 60 عملية إرهابية ضد الفلسطينيين.

وفي أيلول/سبتمبر، عام 1948، صدر قرار من الاحتلال بدمج منظمة الأرغون، ضمن جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفضلا عن ذلك، قام رئيس دولة الاحتلال، عام 1968 بتكريم قيادة المنظمة الإرهابية، بسبب ما وصفه بدورهم "القيادي" في نشوء "دولة إسرائيل".


تيهومي أول قائد للأرغون


عناصر من الأرغون خلال تلقيهم تدريبات في بؤر الاستيطان التي نشأت قبل قيام دولة الاحتلال