حذر منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، من هجوم محتمل للقوات الروسية في أوكرانيا، قائلا إن "الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون حاسمة"، فيما كشف تقرير أن كييف تحتاج لـ411 مليار دولار من أجل إعادة الإعمار.
جاء ذلك خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، حيث قال كيربي: "نعتقد أن الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون حاسمة لأوكرانيا، وأن الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين سيحاول شن هجوم، وعلينا التأكد من أننا نبذل قصارى جهدنا للتأكد من أن أوكرانيا مستعدة للدفاع عن نفسها، وشن عمليات هجومية، ولهذا السبب نقوم بتكثيف تدريبات القوات الأوكرانية على أشياء مثل نظام الدفاع الجوي (باتريوت)".
وتابع: "نحن نبذل قصارى جهدنا للتأكد من أنهم جاهزون بأفضل ما يمكن قبل هذه الأسابيع والأشهر الحاسمة المقبلة".
وبشأن العلاقات الروسية الصينية، ذكر المسؤول الأمريكي أن "
روسيا والصين تجمعهما الرغبة في تحدي الولايات المتحدة وتأثيرها في جميع أنحاء العالم، والتصدي لهذا الشيء الذي نسميه النظام الدولي، الذي يعد أساسا لحكم القانون والمبادئ التأسيسية لميثاق الأمم المتحدة التي من المفترض أن تلتزم بها الدول في جميع أنحاء العالم، وتريدان تغيير قواعد اللعبة، وتحدي القيادة الأمريكية والغرب خاصة في أوروبا وفي أماكن أخرى بالعالم".
إعادة الإعمار
إلى ذلك، أفاد تقدير نشره البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومة الأوكرانية الأربعاء أن أوكرانيا ستحتاج إلى 411 مليار دولار لتعافيها وإعادة إعمارها بعد عام من النزاع الذي تسبب به الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير 2022.
ومع استمرار المعارك، أشارت هذه المؤسسات والمنظمات إلى حاجة فورية لـ14 مليار دولار اعتبارا من هذا العام بهدف تنفيذ "الاستثمارات الملحة وذات الأولوية" والتي تتيح بدء عملية إعادة الإعمار.
ويشكل المبلغ الإجمالي البالغ 411 مليار دولار أكثر من ضعفي إجمالي الناتج المحلي لأوكرانيا في 2021، بحسب معطيات البنك الدولي. وبلغ التقدير السابق للحاجات والذي نشر نهاية تشرين الأول/أكتوبر 350 مليار دولار.
وعلق رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال كما نقل عنه البيان: "نشكر للبنك الدولي تحليله الذي سيكون أداة مهمة بالنسبة إلينا وإلى شركائنا في إطلاق مشاريع النهوض المقبلة والتي بدأت" فعلا.
من جانبها، أوضحت الحكومة الأوكرانية أن تقدير الإضرار لا يشمل المناطق التي تحتلها القوات الروسية راهنا.
اليورانيوم
وفي سياق آخر، أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتزام بريطانيا إرسال ذخيرة تحتوي على يورانيوم مستنفد إلى أوكرانيا قائلا إن موسكو قد تضطر إلى الرد بما يقتضيه الموقف.
وقالت أنابيل جولدي، وزيرة الدولة البريطانية للدفاع في لندن الإثنين إن بعض قذائف دبابات "تشالنغر 2" التي ترسلها بريطانيا إلى أوكرانيا تتضمن قذائف خارقة للدروع تحتوي على يورانيوم مستنفد.
وقال بوتين في تصريحات بعد قمة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ إنه "إذا حدث كل هذا، فسيتعين على روسيا الرد وفقا لذلك، مع الأخذ في الاعتبار أن الغرب بدأ جماعيا بالفعل استخدام أسلحة بها مكون نووي".
ويستخدم اليورانيوم المستنفد في الأسلحة لأنه قادر على اختراق الدبابات والدروع بسهولة أكبر بسبب كثافته وخصائصه الفيزيائية الأخرى وهي النقطة التي ذكرتها جولدي.
صحة بوتين في خطر
وعلى صعيد آخر، نشرت صحيفة "تليغراف" مقالا عن صحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال الكاتب ريتشارد كيمب، إن صحة الرئيس بوتين قد تكون في حالة تداعي، وهو الأمر الذي يجب أن يثير رعبنا جميعا.
وأشار الكاتب إلى أن الرجل الذي يقاتل من أجل حياته ويتخلى عن التفكير المنطقي قد يضغط على الزر الأحمر.
وأضاف الكاتب أن صورة الرئيس بوتين وهو يمسك بمقعده بقوة ويتلوى قليلا أثناء وجوده إلى جوار الرئيس الصيني شي جين بينغ، في موسكو أثارت التكهنات بشأن حالته الصحية مرة أخرى.
كما تم تصوير بوتين وهو يعرج خلال زيارة لشبه جزيرة القرم قبل أيام قليلة، وكذلك كانت ساقه ترتجف بشكل لا يمكن السيطرة عليه خلال اجتماع في فبراير/شباط مع زعيم بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.
ومنذ أن غزا بوتين أوكرانيا العام الماضي، انتشرت شائعات حول صحته الجسدية، مع مجموعة من النظريات حول إصابته بالسرطان وكذلك مرض الشلل الرعاش (باركنسون).
وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، العام الماضي: "يمكننا أن نقول إنه يتمتع بصحة جيدة تماما".
لكن الكاتب يقول إذا تخيلنا للحظة أنه (بوتين) يعاني من مرض خطير، فإن ذلك سيكون له تداعيات كبيرة، ويمكن أن يؤدي الضغط الهائل الذي يتعرض له إلى تفاقم مرضه بسرعة ويؤثر بشكل مباشر على عملياته العقلية وحكمه. حتى لو كان بيرنز على حق، فإن متطلبات إدارة بلد ما تحت أي ظرف من الظروف مسؤولية ضخمة.