توقف
الإسرائيليون مطولا عند خطاب أمين عام
حزب الله اللبناني،
حسن نصر الله، الذي
امتاز بالغموض حول تفجير مجدّو، رغم أنه حمل تهديدا فعليا بالرد على أي استهداف إسرائيلي
ضد لبنان؛ انتقامًا لهجوم مجدّو، فيما زعم مسؤول أمني إسرائيلي أنه "لا يجوز
الانجرار خلف الحزب، بل يجب أن نتراجع، ونردّ في مكان وزمان يناسبنا بأكبر قدر
ممكن، بحيث يكون مفهوما جيدا من الجانب الآخر".
أمير بار
شالوم المراسل العسكري لموقع
زمن إسرائيل، ذكر أنه "عندما كان رئيس الوزراء
بنيامين نتنياهو يستعدّ للسفر لألمانيا، وقع هجوم مجدّو، الذي تم الكشف عن
ملابساته، ووَضَعَ حدّاً لطاحونة الإشاعات التي استمرت ثلاثة أيام، ورغم أنهم لم يتحدثوا
كثيرا، ووجود علامات استفهام أكثر من علامات التعجب، لكن الاتجاه العام كان
واضحا، ودون أن تقول إسرائيل ذلك صراحة، تم توجيه أصابع الاتهام لحزب الله".
وأضاف في مقال
ترجمته "عربي21"، أن "بعد أيام من انفجار مجدّو، تم توجيه الأضواء
الاستخبارية باتجاه خطاب نصر الله، الذي اختار سياسة الغموض المعتادة نحو إسرائيل،
وتحدث عن الهجوم بعبارات عامة، حيث كان يلمح ويلعب بالكلمات، وكالعادة يقرأ جيدًا
الهمسات في المجتمع الإسرائيلي، خاصة عندما ينقل الضعف، وبشكل عام يرفع مؤخرا
نبرته تجاه إسرائيل، وبات يشعر بأنه قوي بما فيه الكفاية عسكريّا، وأنه يسيطر
بالفعل أكثر قليلا على الساحة اللبنانية المحلية".
وأكد أن
"خطاب نصر الله يميل للمخاطرة بحرب مع إسرائيل، ولكن يبدو أن المسافة كبيرة؛ لأن الوضع الاقتصادي في لبنان لا يزال صعبا للغاية، والنظام السياسي مشلول، مع
صعوبة التوصل لاتفاق على مرشحي رئاسة الجمهورية والحكومة، ومن استمع لخطابه، فإنه
فهم على الفور ما قاله، وهذه المرة لم تكن الرسالة بين السطور، بل تهديدا فعليا
بالرد على أي ضرر في لبنان انتقاما لهجوم مجدّو".
وأشار إلى أنه
"في هذه الحالة، يمكن ترجمة تهديد نصر الله إلى الرحلات الجوية على ارتفاعات
منخفضة لسلاح الجو الإسرائيلي فوق سماء لبنان، بعد أن أصبح روتينيا في السنوات
الأخيرة، كلما أرادت إسرائيل ردع الحزب، رغم أنهما يدركان جيدا قواعد اللعبة، حتى
إذا لم يعترفوا بها علنا، لكنهما يحاولان الاحتفاظ بها قدر الإمكان. ولذلك؛ ليس
عبثا أن إسرائيل لا تهاجم قوافل السلاح في لبنان، بل تهاجمها مسبقا في
سوريا".
الخلاصة
الإسرائيلية، أنه تم بالفعل صياغة قواعد اللعبة بين الحزب والاحتلال، ولا يوجد خطر
من حدوث رد فعل، فأمام لبنان الوضع مختلف تماما؛ لأن هناك ميزان الإنذار يعمل في
كلا الاتجاهين، وهذا أحد الأسباب التي جعلت الأصوات المرتفعة في تل أبيب تدعو للرد
السريع على هجوم
مجدو، مع بدء استعدادات سلاح الجو.
يستذكر
الإسرائيليون كيف أن عام 2006 شهد المرة الأخيرة التي ردّ فيها الاحتلال على عمل
الحزب انتهت بحرب استمرت 33 يوما؛ ولذلك فور الكشف عن حادثة مجدّو، رفض نتنياهو
التعليق على الهجوم، وهذا لا يعني أن الاحتلال لن يرد، بل يحتمل كثيرا أنها ستفعل،
استكمالا لقواعد اللعبة التي صاغتها منذ حرب لبنان الثانية ضد الحزب، والتقدير
الإسرائيلي أنه لن يكون عملا صاخبا وعلنا، بل هادئا برسالة واضحة، وهذا الصمت
من الجانب الإسرائيلي يفسره الحزب بشكل صحيح.