شارك مئات من أنصار فلسطين في المملكة المتحدة في تنفيذ وقفة احتجاجية
أمام مقر الحكومة البريطانية، في لندن، تعبيرا عن غضبهم ورفضهم لاستقبال رئيس
الحكومة البريطانية ريشي سوناك لرئيس حكومة الاحتلال الأكثر تطرفا بنيامين
نتنياهو.
وتأتي التظاهرة بدعوة من المنتدى الفلسطيني في
بريطانيا وشركائه من
أعضاء التحالف المؤيد لفلسطين في بريطانيا، مثل حملة التضامن البريطانية مع
فلسطين، ومنظمة أوقفوا الحرب ومنظمة أصدقاء الأقصى ومنظمة أوقفوا التسليح النووي والرابطة
الإسلامية في بريطانيا.
وتحدث في التظاهرة عدد من الشخصيات المناصرة لفلسطين منهم ممثلون عن
حزب الشين فين، وممثلون عن المنظمات المشاركة في تنظيم هذه التظاهرة، عبروا فيها
عن غضبهم ورفضهم لاستقبال حكومة ريشي سوناك لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الأكثر
تطرفا في حكومة الاحتلال.
وذكر المتحدث باسم "المنتدى الفلسطيني" في بريطانيا عدنان
حميدان في حديث مع
"عربي21"، أن "الهدف من هذه التظاهرة هو توجيه رسالة
مزدوجة، الأولى لنتنياهو، أنه لا أهلا ولا سهلا بك في بريطانيا، وأنك شخص غير مرحب
بك في المملكة المتحدة، وأن أنصار فلسطين يرفضون قدومه إلى هذا البلد.. وهي رسالة
أيضا لحكومة سوناك بأن تأخذ موقفا أكثر حزما من هذه الحكومة الأكثر تطرفا في
تاريخ الاحتلال، ولا يعقل أن تمضي في توقيع اتفاقيات تعاونية معها بينما العالم
كله يستنكر تصرفاته، حتى الولايات المتحدة ترفض مواقفها الأخيرة"، وفق تعبيره.
وكان المنتدى الفلسطيني في بريطانيا قد استنكر في بيان له
زيارة رئيس
الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المملكة المتحدة في الفترة ما بين 22 و24
آذار (مارس) الجاري، حيث تأتي الزيارة التي ستشهد لقاء نتنياهو مع رئيس الوزراء
البريطاني ريشي سوناك في وقت يتصاعد فيه العدوان الإسرائيلي والإرهاب ضد الشعب
الفلسطيني.
وذكر البيان، الذي أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أنه ومنذ
بداية العام، قُتل 90 فلسطينيًا (بينهم 17 طفلاً وامرأة واحدة) في جميع أنحاء
الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف: "يعتبر هذا العام من أكثر الأعوام دموية بالنسبة
للفلسطينيين منذ عقود حيث إن الإرهاب الذي ترعاه الدولة ـ مثل ما حصل مؤخراً في قرية
حوارة الفلسطينية ـ يرمز إلى حقيقة أن الفلسطينيين معرضون للتهديد والعنف بشكل
متزايد.".
وأعرب المنتدى عن صدمته بترحيب بريطانيا بنتنياهو، وقال: "نتنياهو
ليس فقط لديه تاريخ طويل من انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين ـ بما في ذلك
توسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، قصف غزة، وبناء جدار الفصل
العنصري ـ ولكن تم انتقاده أيضًا من قبل الإسرائيليين أنفسهم".
وأشار البيان إلى أن "رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت و1000
شخصية ثقافية إسرائيلية بارزة (بما في ذلك المؤلف ديفيد غروسمان والروائية دوريت
رابينيان) دعوا المملكة المتحدة إلى إلغاء زيارة نتنياهو على أساس تحركه نحو
الاستبداد المتزايد والعنصرية ضد فلسطين".
من جهته قال زاهر بيراوي، رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا إنه
"في ظل هذه التطورات، يتعين على المملكة المتحدة ـ وبدلاً من الترحيب
بنتنياهو بأذرع مفتوحة ـ إصدار مذكرة توقيف بحقه بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها ضد
الشعب الفلسطيني". وأضاف بيراوي أنه
"يتحتم على جميع أصحاب الوعي
رفض هذه الزيارة والدعوة إلى إبعاد رئيس الوزراء
بنيامين نتنياهو".
وأضاف: "للأسف، اختارت المملكة المتحدة ـ على عكس اتخاذ موقف ضد
زيارة نتنياهو ـ مكافأة إسرائيل بخريطة طريق جديدة لعام 2030 تعزز رسميًا العلاقات
بين المملكة المتحدة ودولة الفصل العنصري. لا تكتفي هذه الاتفاقية بتعزيز التشريعات المناهضة لحركة المقاطعة وترسيخ
تعريف “التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست” لمعاداة السامية، ولكنها تلزم
المملكة المتحدة أيضًا بتحدي جميع المحاولات (من خلال الهيئات الدولية) التي تسعى
لتحقيق العدالة ضد إسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية".
وأنهى بيراوي تصريحه قائلا: "من أجل المضي قدمًا في سياستها
الخاصة في المنطقة، يجب على المملكة المتحدة في النهاية إنهاء نظام الإفلات من
العقاب الممنوح لإسرائيل ومسؤوليها، وأن تلعب دورها بشكل مناسب في تحميل إسرائيل
المسؤولية عن جرائمها ضد الإنسانية واحتلالها غير القانوني لفلسطين"، وفق
تعبيره.
ورفضت حكومة المملكة المتحدة استخدام تعبير "الفصل
العنصري" لوصف معاملة إسرائيل للفلسطينيين، في إطار "شراكة
استراتيجية" جديدة بين البلدين، كما تعهدت أيضاً بمواجهة "التحيز ضد
إسرائيل" في المؤسسات الدولية، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم
المتحدة.
ووافق وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي ووزير الخارجية
الإسرائيلي إيلي كوهين على اتفاقية الشراكة في لندن، التي وُقِّعَت الثلاثاء 21
مارس/آذار 2023، قبل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة 24
مارس/آذار، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني.