عقاقيرُ وهميةٌ وفعالةٌ أحياناً بل في بعضِ الحالاتِ تكونُ أقوى من العلاجِ الحقيقي.. ما هي وما قصتها؟ التفاصيلُ في التقريرِ الآتي..
يعتبر
علاج "البلاسيبو" أقوى
من الأدويةِ رغم أنه ليس عقارا طبيا حقيقيا، بل إنه يشبهُ الدواءَ الفعلي لكنهُ
لا يعملُ على مرضٍ أو حالةٍ طبية وهو ما زال في مرحلةِ اختباراتِ تأثيرِ الأدوية.
ويقومُ الأطباءُ بتقسيمِ عيناتِ مرضاهم
إلى مجموعتينِ تتناولُ إحدى المجموعاتِ الدواءَ الحقيقي بينما تُعطى الأخرى دواءً
وهميًا ليسَ له تأثيرٌ طبي دونَ إخبارِ أفرادها وتتمُّ دراسةُ التأثيراتِ على
المجموعتين.
وإذا أظهرَ البلاسيبو قدرةً على علاجِ
المرض، فإنهُ يحصلُ على الاعتمادِ الطبي لاستخدامه في هذهِ الحالات.
وبعدَ إجراءِ دراساتٍ عدةٍ على العقاقيرِ
الوهمية، فقد لخّصَ الأطباءُ التأثيراتِ التي قد تحدثُ إثرَ تعاطيِ الدواءِ الوهمي على أعراضِ
المرضِ المُعالَج.
وقد يحدثُ عكسَ ذلكَ ويؤثرُ هذا العلاجُ
سلبا على المرضِ، ويرصدُ الأطباءُ حدوثَ آثارٍ جانبيةٍ كتلكَ التي يسببها أيُّ
دواءٍ آخر. وفي بعضِ الحالاتِ لا تظهرُ أي تأثيراتٍ ملحوظة وفي البعضِ الآخرِ قد
يشعرُ المريضُ بتحسنٍ دونَ وجودِ تأثيرٍ حقيقيٍّ تثبتهُ التحاليلُ والفحوصاتُ.
ويعتقدُ الكثيرُ من الأطباءِ أنَّ
التأثيرَ الإيجابي الذي يُحدثهُ الدواءُ الوهميُّ ما هوَ إلا نتيجةُ تأثيرهِ على
تصوراتِ المريض وأفكاره، ما يؤدي بدورهِ إلى تأثيرٍ حقيقي في كيمياءِ الدماغ والتفاعلاتِ
الفسيولوجيةِ في جسمِ المريض.
وتشيرُ بعضُ الدراسات إلى أنَّ
البلاسيبو أثبت فاعليةً كبيرة في مسكناتِ الألم وفي علاجِ الاكتئاب ومتلازمةِ
القولونِ العصبي، إضافة إلى مشاكلِ انقطاعِ الطمث واضطراباتِ النوم وسرعةِ دقاتِ القلب
وآلامِ الضغط ومرضِ باركنسون الذي يسببُ القلق.
وساهمَ العلاجُ الوهميُّ في مساعدةِ
الكثيرِ من مدمني الموادِ المخدرة على تجاوزِ إدمانهم إلا أنهُ لا يعملُ من تلقاءِ
نفسه في شفاءِ بعضِ الأمراضِ مثلَ الربو والسرطان، فتأثيرهُ عليها ما هوَ إلا تأثيرٌ
نفسيٌّ فقط.
ويرى أحدُ الأطباءِ النفسيين أنَّ
تأثيرَ العلاجِ الوهمي يرتبطُ ارتباطًا وثيقًا بنظامِ إدارةِ الصحةِ في أجسامنا، فأفكارُ
المريض واعتقادهُ بأنهُ سيُشفى يوجهانِ الجسمَ إلى تسخير كافةِ إمكانياتهِ
لمكافحةِ المرضِ والتغلبِ عليه.