صادق
البرلمان التركي على مشروع قانون بشأن بروتوكول انضمام
فنلندا لحلف شمال الأطلسي "
الناتو"، بعد نحو أسبوعين من خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال فيه إن بلاده ستقوم بما يقع على عاتقها في ما يخص عضوية هلسنكي لدى "الناتو".
وفي أول تعليق رسمي، رحب الأمين العام للأطلسي ينس ستولتنبرغ بمصادقة البرلمان التركي على انضمام فنلندا إلى الحلف.
بدوره، قال الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو إن "جميع دول الناتو صادقت على عضويتنا في الحلف، ونحن الآن جاهزون للانضمام"، مضيفا: "نتطلع إلى الترحيب بالسويد عضوا في الحلف بأقرب وقت ممكن".
والبرلمان التركي هو آخر من يصادق على عضوية فنلندا من بين 30 دولة عضو في التحالف، بعدما وافقت الهيئة التشريعية المجرية على مشروع قانون مماثل في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وفي السياق، قالت رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين إنه "تمت المصادقة الآن على طلب فنلندا في جميع الدول الأعضاء وستصبح فنلندا عضوًا في الناتو".
وأضافت في تغريدة عبر "تويتر": "شكراً لجميع البلدان على دعمها خلال هذه العملية. كحلفاء، نتلقى ونمنح الأمن. نحن ندافع عن بعضنا البعض".
وتابعت: "تقف فنلندا الآن وفي المستقبل إلى جانب السويد وتدعم طلب عضوية البلد".
وفي 16 آذار/ مارس الجاري، قال أردوغان عقب خطاب ألقاه أمام الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية، في البرلمان، إن نظيره الفنلندي ساولي نينيستو سيزور
تركيا الجمعة.
وفي معرض رده على سؤال صحفي حول احتمال انضمام فنلندا إلى "ناتو"، قال أردوغان: سنعمل على تفعيل الاتفاق المبرم بين أنقرة وهلسنكي، على هامش قمة زعماء "ناتو" في مدريد.
وأردف: "السيد نينيستو سيزورنا يوم الجمعة، وسنقوم بما يقع على عاتقنا، وسنفي بتعهداتنا".
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مسؤولين تركيين اثنين، قولهما إن البرلمان التركي سيصدق "على الأرجح" على مساعي فنلندا من أجل الانضمام لحلف شمال الأطلسي قبل منتصف نيسان/ أبريل المقبل.
وتقدمت السويد وفنلندا العام الماضي بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد غزو روسيا لأوكرانيا، لكنهما واجهتا اعتراضات من جانب تركيا. وتقول أنقرة إن ستوكهولم تؤوي أعضاء في جماعات إرهابية كردية، وهو ما تنفيه السويد.
ويجب أن تصادق برلمانات الدول الأعضاء في الحلف، البالغ عددها 30 دولة، على أي طلب للانضمام. والمجر وتركيا هما البلدان الوحيدان اللذان لم يمنحا فنلندا والسويد الضوء الأخضر بعد لنيل عضوية الحلف.
وقال مسؤول تركي كبير لوكالة رويترز، إن بلاده ستوافق على طلب فنلندا بصورة مستقلة عن السويد.
وقال مسؤول آخر مطلع إن نهج فنلندا تجاه المنظمات الإرهابية يراعي مخاوف تركيا، وإن هلسنكي اتخذت خطوات في هذا الصدد.
وقال المسؤول: "أرجح بشدة الانتهاء من الخطوة المطلوبة (للموافقة على) عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي قبل انتهاء (الدورة البرلمانية) وإجراء الانتخابات" المقررة في أيار/ مايو.
في المقابل، لم تحرز المحادثات بين السويد وتركيا سوى تقدم ضئيل، خاصة بعد عدة خلافات خصوصا بسبب احتجاجات في شوارع ستوكهولم نظمتها جماعات موالية للأكراد.
ووسط تصاعد التوترات مع السويد، أشار أردوغان لأول مرة في كانون الثاني/ يناير إلى أن أنقرة قد تعطي الضوء الأخضر لهلسنكي قبل ستوكهولم للانضمام إلى الحلف.
يُذكر أنه في 28 حزيران/ يونيو 2022، وقعت تركيا والسويد وفنلندا مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن انضمام البلدين الأخيرين إلى الناتو، بعد تعهدهما بالاستجابة لمطالب أنقرة بشأن التعاون بملف مكافحة الإرهاب.
وفي إطار المذكرة، تم تشكيل آلية مشتركة دائمة عقدت أول اجتماعاتها في 26 آب/ أغسطس 2022 بمدينة فانتا الفنلندية.