أثارت صور متداولة للبابا فرنسيس جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر وهو يرتدي معطفًا أبيض اللون، وطويلا، ومنفوخا، وضيّقا عند الخصر.
وتبدو هذه الإطلالة مختلفة بشكل جذري عن القطع النموذجيّة التي يتم ارتداؤها في البيت البابوي غالبًا، مثل الأردية والقبّعات المدبّبة.
وأثارت الصورة تساؤلات على موقع التواصل الاجتماعي، ما دفع موقع "تويتر" إلى وضع ملاحظة توضح أن الصورة مصنوعة بالذّكاء الصناعي عبر برنامج "Midjourney".
و "ميدجورني" هو برنامج لتصميم الصور بالذكاء الاصطناعي عبر ديسكورد تم إطلاقه لأول مرة سنة 2022 من قبل مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يعتبرون ممولين ذاتياً، تهتم هذه المجموعة بتطوير التصميم والرسم عبر الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية البشرية وكل ما يتعلق بمجالات الذكاء الاصطناعي.
كما ذكرنا سابقا أن برنامج "ميدجورني" يمكن استخدامه عبر ديسكورد، وذلك من خلال الانضمام إلى إصدار البيتا (Beta) الذي يعتبر متاحا للاستخدام بالنسبة للجميع.
يقدم Midjourney العديد من الخدمات وهي: التصميم بالذكاء الاصطناعي، الرسم بالذكاء الاصطناعي، تعديل الصور بالذكاء الاصطناعي، ما يتيح للمستخدمين إمكانية تصميم صور من الصفر أو القيام بالتعديل على صور موجودة سابقا سواء كانت صور شخصية خاصة بهم أو غير ذلك من أنواع الصور الأخرى.
واستُخدِمت هذه التقنية، التي تولد الصّور بناءً على نصوص مستخدميها، لتصميم عروض أزياء أكثر شموليّة، وإنشاء روايات مصوّرة بأكملها، وحتّى في تخيّل أشكال جديدة من الهندسة المعماريّة.
ولكن مع تطوّر الذّكاء الاصطناعي، وكون الصّور المصنوعة عبر "التزييف العميق"، أو "ديب فيك"، أكثر إقناعًا، يشعر الكثير من الأشخاص بالقلق من توابعها الأخلاقيّة، بما في ذلك إنهاء وكالة الفرد (مثل وضع الأشخاص في سيناريوهات ملفقة قد تكون تشهيريّة)، وما إذا كانت ستجعل الأخبار المزيّفة غير قابلة للتمييز يومًا ما.
وخلال مؤتمر في الفاتيكان الاثنين، تحدّث
البابا فرنسيس عن ظهور تكنولوجيا الذّكاء الاصطناعي، وحثّ العلماء على أخذ تأثيرها البشري بعين الاعتبار، دون أن يشير صراحة إلى الضّجة التي تسّببت بها إطلالته المزيّفة على وجه التحديد.
وقال البابا فرنسيس: "أنا مقتنع بأنّ لدى تطوير الذّكاء الاصطناعي وتعلّم الآلات القدرة على المساهمة في مستقبل البشريّة بطريقة إيجابيّة"، ومن ثمّ أضاف: "أنا متأكّد أنّ هذه الإمكانات لن تتحقق إلا عند تحلّي أولئك الذين يطوّرون هذه التقنيّات بالتزامٍ ثابت ومتواصل للعمل بشكلٍ أخلاقي ومسؤول".
وأوضح: "ولذلك أنا أشجّعكم على جعل الكرامة الجوهريّة لكل رجل وامرأة المعيار الأساسي في تقييم التّقنيات النّاشئة خلال مناقشاتكم".