أفادت
أنباء عن قرار لسلطات
الاحتلال إبقاء الأرشيف المتعلق بأحداث "يوم
الأرض" سريا حتى عام 2084.
وقال
النائب العربي في الكنيست أيمن عودة إنه طلب الاطلاع على الأرشيف الخاص بيوم الأرض.
ومع أنه نائب فقد تم إبلاغه بأن الحظر يشمل أيضاً السياسيين والباحثين، وفق صحيفة
"الشرق الأوسط" اللندنية.
وحاول
النائب أيمن عودة فحص برتوكولات تلك الجلسات، عشية إحياء ذكرى "
يوم الأرض"،
لمعرفة طريقة تفكير القادة الإسرائيليين آنذاك، وكيف اتخذت القرارات لإنزال الجيش بدباباته
ومدرعاته إلى قرية عرابة، وكيف اتخذ القرار بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.
وعلى
أثر رفض الحكومة السماح له بذلك، قال: "يبدو أنّ هناك شيئاً يعرفونه جيداً في
هذه البروتوكولات ويريدون إخفاءه". وأضاف: "لقد حسبتها، إذا كانوا سيفرجون
عن هذه الأرشيفات في عام 2084 فسأكون في عمر 109 سنوات، ولأنني لا أتوقع أن أعيش حتى
ذلك العمر، فقد سجلت أيضاً اسم ابني الطفل، لعله يستطيع الاطلاع عليها. ولكنني لن أقف مكتوف
اليدين إزاء هذا القرار، وسأواصل بكل الطرق محاولة الاطلاع على الأرشيفات الخاصة بيوم
الأرض وفتحها أمام كل من يريد".
يحيي
الفلسطينيون، في الثلاثين من آذار
من كل عام، في الداخل والشتات- ذكرى يوم الأرض، والذي تعود أحداثه إلى عام 1976؛ حيث
جرت أول مواجهة مباشرة بين المواطنين الفلسطينيين من جهة؛ وسلطات الاحتلال منذ عام
1948م؛ كانت نتيجتها ارتقاء ستة من الشهداء الفلسطينيين؛ بالإضافة إلى 49 جريحًا ونحو
300 معتقل.
وتعود بداية الأحداث إلى إعلان حكومة
الاحتلال برئاسة إسحاق رابين عام 1975عن خطة لتهويد منطقة الجليل؛ بهدف بناء تجمعات
سكنية يهودية على أرض تعود ملكيتها للمواطنين العرب الفلسطينيين الذين يمثلون الأغلبية
في هذه المنطقة، تحت مسمى "مشروع تطوير الجليل".
وفي هذا السياق صادقت الحكومة الإسرائيلية في 29 شباط
1976 على مصادرة 21 ألف دونم تعود ملكيتها لفلاحين فلسطينين من بلدات سخنين، وعرابة،
ودير حنا، وعرب السواعد؛ لتخصيصها لبناء المزيد من المستوطنات.
في أعقاب قرار المصادرة، اجتمعت لجنة الدفاع
عن الأراضي التي انبثقت عن لجان محلية في إطار اجتماع عام أجري في مدينة الناصرة في
18 تشرين الأول/ أكتوبر 1975؛ لبحث آخر التطورات، وسبل التصدي لعملية المصادرة؛ واتفقوا
على إعلان إضراب عام وشامل لمدة يوم واحد في 30 آذار/ مارس 1976.
سارعت سلطات الاحتلال في 29 آذار/ مارس
1976 إلى إعلان حظر التجول على قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا، وطرعان، وطمرة ، وكابول-
من الساعة الخامسة مساءً. وأعلنت أن جميع المظاهرات غير قانونية؛ وهددت بإطلاق النار
على "المحرضين"؛ بهدف منع تنفيذ الإضراب.
ورغم التهديدات فإنه عم الإضراب كافة التجمعات
السكانية الفلسطينية من الجليل شمالًا، إلى النقب جنوبًا؛ وخرجت المسيرات العارمة المنددة
والرافضة لقرار مصادرة الأرض؛ فكان الرد الإسرائيلي لكسر الإضراب، عسكريا دمويا بقيادة
الجنرال "رفائيل إيتان"؛ إذ اجتاحت قواته، المدعومة بالدبابات والمجنزرات،
القرى والبلدات العربية الفلسطينية، وشرعت بإطلاق النار عشوائياً، ليرتقي ستة شهداء:
أربعة منهم قتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة؛ ويصاب العشرات بجراح.