أكدت دراسة حديثة أن المعمرين الذين يصلون
إلى سن الـ100 عام أو أكثر لديهم تركيبة مميزة من الخلايا المناعية التي توفر لهم أجهزة
مناعية عالية الوظائف، مشيرة إلى أن الجهاز المناعي لدى المعمرين يظل فعالا في سن
الشيخوخة، ما يساعدهم في تحقيق طول عمر استثنائي.
وأظهرت دراسة الحمض النووي لسبعة من
المعمرين أن الجميع مشترك في شيء واحد، هو محاربتهم الكثير من البكتيريا والفيروسات، حيث إنه كان لدى الأشخاص الخاضعين للدراسة عدد كبير من الخلايا البائية والخلايا المناعية
والأجسام المضادة اللازمة لمحاربة "الأعداء القدامى"، بحسب "إندبندنت".
وتعد الخلايا المناعية وراء آليات مهمة
للتعافي من المرض، ما يعزز طول العمر.
وحاول الباحثون اكتشاف ما إذا كان
التقاط العدوى ومكافحتها هو المفتاح، أو ما إذا كان المعمرون هم فقط أقوى وراثيا
في قسم المناعة.
وأجرى الفريق تسلسل خلية واحدة لتقييم
الجزيئات في الخلايا أحادية النواة في الدم المحيطي (PBMC)، وهي فئة واسعة من
الخلايا المناعية المنتشرة في الدم، مأخوذة من سبعة من المعمرين تتراوح أعمارهم
بين 100 عام و119 عاما.
وكان المعمرون جزءا من "دراسة نيو
إنلاند المئوية"، وهي واحدة من أكبر الدراسات للأفراد في أمريكا الشمالية
الذين عاشوا لفترة أطول.
ثم استخدم الباحثون تقنيات حسابية
متقدمة لتحليل كيفية تغير نسبة أنواع الخلايا المختلفة وأنشطتها الداخلية مع تقدم
العمر.
وحددوا التركيب الخاص بنوع الخلية
والتغيرات الوظيفية التي ينفرد بها المعمرون، ما يعكس الاستجابة المناعية الطبيعية
مع تقدم العمر.
وعزل الفريق جزءا مهما من أجهزة
المناعة للمشاركين: خلايا الدم المحيطية أحادية النواة (PBMC)، وبعد ذلك، أخضع
الباحثون هذه الخلايا المناعية لمجموعة من الاختبارات، وقارنوها بعينات دم من
شخصين أصغر سنا، كلاهما لم يكن لهما عمر طويل للغاية، ولا أي من المعمرين في تاريخ
عائلاتهم.
ولاحظ الفريق تحولا جذريا في مزيج
الخلايا المناعية لدى المعمرين: عدد أكبر بكثير من الخلايا البائية مقارنة بخلايا CD4+T،
ما يشير إلى أن نظام المناعة لديهم اكتسب عقودا من الخبرة المكتسبة في محاربة
الالتهابات الطبيعية والبيئية.
وخلصت الدراسة إلى أن "المعمرين
لديهم أجهزة مناعية فريدة من نوعها عالية الأداء تكيفت بنجاح مع تاريخ من
الإهانات، ما يسمح بتحقيق طول عمر استثنائي".
ويعتقد الباحثون أن النتائج توفر أساسا
لفهم أفضل للآليات التي تقود المرونة المناعية مع التقدم في العمر، وهو عامل من
المحتمل أن يساهم في طول العمر المفرط.