أصدرت مجلة “
فوربس” الأمريكية بداية شهر أبريل/ نيسان الجاري قائمة عالمية تضم 2,640 مليارديرا من بينهم 10 شخصيات هي الأكثر ثراء في الوطن
العربي.
وضمن "القائمة العربية" يحتفظ أثرياء من مصر والإمارات بالمراتب الأولى، إضافة إلى المستثمر ورجل الأعمال الجزائري يسعد ربراب الذي يجيء في المرتبة الثانية، فيما كان لافتا خلو القائمة من أي اسم سعودي أو قطري.
ويأتي هذا التصنيف الجديد في وقت يمر فيه العالم، ولا سيما منطقة الوطن العربي، بأزمة اقتصادية خانقة أدت إلى تراجع الاستثمارات وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية. وجاء تصنيف العائلات العربية الأكثر ثراء في 2023 وفق مجلة "فوربس" كالآتي:
احتل المصري ناصف ساويرس المرتبة الأولى بـ7.4 مليار دولار، ثم جاء بعده الجزائري يسعد ربراب بـ4.6 مليار دولار.
والمرتبة الثالثة للإماراتي حسين سجواني بـ4.5 مليار دولار، وفي الرابعة المصري محمود منصور بـ3.6 مليار دولار. يليه مصري آخر وهو نجيب ساويرس بـ3.3 مليار دولار..
أما المرتبة السادسة فكانت لمستثمر إماراتي آخر وهو عبد الله بن أحمد العزير بـ3 مليارات دولار ثم يليه اللبناني ورئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي بـ2.8 مليار دولار.
أما المرتبة الثامنة فلقد كانت من نصيب لبناني آخر وهو طه ميقاتي بـ2.8 مليار دولار. أما العماني سهيل بهوان، فلقد احتل المرتبة التاسعة بـ2.7 مليار دولار ليختتم
الإماراتي عبد الله الفطيم القائمة في المرتبة العاشرة بـ2.4 مليار دولار.
واللافت أن يسعد ربراب الجزائري فقد حوالي نصف مليون دولار خلال سنة واحدة.
وإذا تمعنا كثيرا في هذا التصنيف، نجد أن المصري ناصف ساويرس، وهو سليل أغنى عائلة في هذا البلد، فقد ما يقارب الـ300 مليون دولار في 2023 مقارنة مع العام الماضي، وذلك جراء الأزمة الاقتصادية العالمية وتبعات الحرب الروسية على أوكرانيا.
يجني ناصف ساويرس أرباحه من عدة شركات عالمية كشركة "أديداس" لصناعة الملابس الرياضية والتي يمتلك فيها 6 بالمائة من الأسهم. إضافة إلى ذلك، فهو يدير أيضا أكبر شركة أسمدة نيتروجينية ويمتلك مصانع كبيرة عبر العالم لإنتاجها، منها اثنان في ولايتي تكساس وآيوا الأمريكيتين. كما أنه يجني أرباحه أيضا من شركة أوراسكوم للإنشاءات المتخصصة في مجال الهندسة المعمارية والبناء، فضلا عن امتلاكه أسهما عديدة في الشركة الفرنسية "لافارج" لصناعة الإسمنت.
أما الجزائري يسعد ربراب، فقد انخفضت هو أيضا ثروته في 2023 بحوالي نصف مليار دولار مقارنة بالعام 2022. وقد يعود ذلك إلى العراقيل الإدارية التي واجهها في الجزائر عندما أراد إنجاز مشاريع استثمارية جديدة.
وما أثر أيضا على موارده المالية هو قضاؤه 8 أشهر في الحبس المؤقت بعد أن حكم عليه بالسجن سنة كاملة بتهمة ارتكاب تجاوزات جمركية ومصرفية. لكن أطلق سراحه في بداية عام 2020 بعدما نظم عمال الشركات التي يملكها، وعلى رأسها شركة "سيفيتال" التي تمتلك واحدة من أكبر مصافي السكر في العالم، وقفات احتجاجية ومسيرات شعبية للمطالبة بالإفراج عنه.
يملك ربراب شركات أوروبية متخصصة في صناعة الأجهزة المنزلية ومصنعا للصلب في إيطاليا وأُخرى لتنقية المياه في ألمانيا. لكن في نهاية العام 2022، قرر ابن ولاية تيزي وزو في منطقة القبائل بالجزائر ترك عالم الأعمال والاستثمارات والتقاعد بعدما سلم مهامه لابنه علي ربراب.
شقة مع "لمبرغيني"
ودائما وفق أرقام "فوربس" فإن الملياردير العربي الذي ارتفعت ثروته بشكل قياسي في 2023 هو الإماراتي حسين سجواني. إذ تنامت مكتسباته المالية بـ66 بالمائة مقارنة مع العالم الماضي.
وأسس هذا المستثمر شركة "داماك" العقارية في 2002 بدبي. وكان قد حقق في البداية باكورة ثرواته عبر عقد بيع الغذاء في قواعد الجيش الأمريكي في 2001 ثم لشركات بناء عملاقة. لكن بعد إصدار إمارة دبي قانونا يسمح للأجانب بتملك العقارات، استثمر حسين سجواني أموالا كبيرة في هذا المجال وبدأ في بيع مساكن وشقق فخمة.
ووفق تقرير "فوربس" لعام 2022، فلقد تعاونت شركة "داماك" مع دونالد ترامب في 2013 لتطوير ملعبين لرياضة الغولف في دبي باسم الرئيس الأمريكي السابق. كما أنه يعرف أيضا بـ"سخائه" وفق "فوربس" دائما إذ كان يمنح في بعض الآحيان سيارات فخمة على غرار سيارة "لمبرغيني" لبعض الناس الذين كانوا يشترون الشقق.
المال والسياسة
أما في لبنان، فرئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي أسس مع شقيقه طه مجموعة "إيم 1" القابضة ومقرها بيروت.
كما أنه استثمر أيضا في شركة مختصة في مجال الاتصالات بجنوب أفريقيا وفي شركة "investcom" المتخصصة في بيع الهواتف التي تعمل عن طريق الأقمار الصناعية والتي أسسها في 1982 أيام الحرب اللبنانية.
وعلى ضوء تصنيف "فوربس" تقدر ثروة الأخوين اللبنانيين نجيب وطه ميقاتي بـ 5.6 مليار دولار. والمستثمران استطاعا جني أرباح طائلة رغم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية العصيبة التي تعصف بالبلد منذ عدة سنوات.
أما ثروة المليارديرات المصريين فبلغت في المجمل 14.3 مليار دولار في 2023. ويبقى السؤال هل سترتفع ثروة هؤلاء الأغنياء العرب في السنوات القليلة المقبلة أم سيقعون ضحية الأزمة الاقتصادية والمالية التي تهدد العالم؟