فيما
تتحضر المحافل العسكرية والأمنية
الإسرائيلية لمواجهة تسميها "متعددة الجبهات"،
فإن هناك ذعرا يسود أوساط الاحتلال من إمكانية تحقق السيناريو المتمثل بأن
إيران تخطط
لإطلاق
هجوم مشترك على إسرائيل في المستقبل المنظور سيشمل جميع القوات الموجودة تحت
تصرفها في الدول العربية.
المستشرق
مردخاي كيدار زعم أن "دولة إسرائيل ستكون أمام هجوم قادم من لبنان يشنه حزب الله بعدة
آلاف من الصواريخ والمسيّرات، ومن سوريا بوجود 17 وحدة قتالية مسلحة، وفي العراق عشرات
المليشيات المسلحة بالصواريخ والطائرات بدون طيار، وفي اليمن يمتلك الحوثيون صواريخ
وطائرات بدون طيار بعيدة المدى تصل إلى إسرائيل، وفي غزة تحوز حماس والجهاد الإسلامي صواريخ قادرة على تعطيل قواعد الجيش الإسرائيلي والقوات الجوية، ومن المرجح أن
إيران لن ترسل أي شيء من أراضيها لإسرائيل حتى لا تعرض نفسها للانتقام".
وأضاف
في مقال نشرته صحيفة "
ميكور ريشون"، وترجمته "عربي21" أن
"إيران قد تشن هجوماً منظماً وشاملاً ومتكاملاً ومنسقاً على إسرائيل، ستكون مرحلته
الأولى عبارة عن وابل من الصواريخ والطائرات بدون طيار من جميع الساحات المذكورة أعلاه
معًا، والتقدير الإيراني أن مخزون صواريخ "القبة الحديدية" سينفد خلال ساعتين
إلى ثلاث ساعات من بدء الهجوم الجوي، ثم تفتح الأجواء الإسرائيلية، وتتضرر القوات الجوية،
وتتوقف عن العمل، مصحوبة بهجوم إلكتروني على أنظمة البنية التحتية الإسرائيلية".
وأوضح
أنه "بعد يوم كامل من الهجوم، ستأتي الحملة السيبرانية وأمطار الصواريخ والطائرات
بدون طيار التي ستضرب قواعد القوات الجوية والقواعد البحرية وقواعد الجيش والكهرباء
والحوسبة والاتصالات والبنية التحتية للطرق والمياه، ثم تبدأ المرحلة الثانية عبر هجوم
بري منسق من لبنان وسوريا وغزة بواسطة المشاة والقوات الخيالة على دراجات نارية ومركبات
رباعية الدفع ومجهزة بأسلحة مضادة للدبابات، وسيعبرون الحواجز، ويهاجمون القوات البرية
الإسرائيلية للوصول إلى المستوطنات اليهودية في أسرع وقت ممكن".
وقدر
أن "التصور الإيراني أن تعبئة الاحتياطيات لدى الاحتلال ستستغرق عدة أيام، وستكون
جزئية على الأكثر بسبب الفوضى التي ستنشأ في جميع أنحائه، فيما ستنهار القوات النظامية
في غضون ساعات في مواجهة الهجوم البري كما حدث في قناة السويس وهضبة الجولان خلال حرب
1973، في حين سيركز اجتياح القوات البرية من سوريا ولبنان وغزة على المستوطنات لإحباط
معنويات الجمهور الإسرائيلي، وإجبار الحكومة على الاستسلام من أجل إنقاذ حياة الكثير
من الإسرائيليين الذين ستأسرهم المجموعات المسلحة".
وأوضح
أن "الإعلام وشبكات التواصل ستزيد ذعر الإسرائيليين، بانتظار ما سيقوم به فلسطينيو
الضفة لإلحاق الأذى بالجيش والشرطة، والهجمات على المستوطنات والقواعد العسكرية، وسيقوم
فلسطينيو 48 في الجليل والنقب بإغلاق الطرق، وإلحاق الضرر بالجسور، وتسريب النفط على
الطرق، وإغلاق التقاطعات، وإتلاف خطوط الضغط العالي، ومهاجمة المستوطنات اليهودية،
وبكل ذلك فإن هذه العمليات ستلحق ضررا كبيرا بإسرائيل، وقدرتها على الصمود أمام الهجوم
البري، فيما ستكلف من ينفذون هذه العمليات ثمنا زهيدا".
يتزامن
هذا السيناريو الميداني الإسرائيلي المبالغ فيه مع ما تحظى به إيران من دعم روسي صيني،
ودعمها بشكل شبه علني، وتزويدها بمعلومات عن ما يحدث في إسرائيل، وإمكانية انضمام تركيا
للدعوة لوقف الأعمال العنيفة، لكنها ستدعم إيران ضمنيًا، أما في العالم العربي والإسلامي
فستخرج حشود ومظاهرات تدعو للقضاء على دولة الاحتلال، على غرار الدعم الذي قدمته لحزب
الله في حرب لبنان الثانية 2006، فيما قد لا تتخذ السعودية موقفاً سلبياً تجاه الهجوم
على إسرائيل.