أعلن المتحدث باسم الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين،
تيموثي هوكينز، في الثامن من نيسان/ إبريل، عن إرسال الولايات المتحدة
الغواصة النووية "يو إس إس فلوريدا" إلى منطقة
الشرق الأوسط.
وأوضح المتحدث أن "نشر هذه الغواصة يهدف للمساعدة في
ضمان الأمن والاستقرار البحري في المنطقة".
ويقوم الأسطول الخامس
الأمريكي بدوريات في مضيق هرمز، وهو المصب الضيق للخليج العربي الذي تمر عبره 20٪ من
إجمالي شحنات النفط.
وعادة، لا يتم الإعلان عن عمليات نشر الغواصات الأمريكية
مسبقاً، خاصةً عندما تدخل منطقة عمليات يحتمل أن تكون ساخنة وقد تتطلب منها الاعتماد
على التخفي، الذي هو ميزتها الرئيسية في العمليات.
لكن أحياناً يُحدَّد وجودها بوضوح على أنه استعراض للردع،
وفق فرزين نديمي، الزميل مشارك في معهد واشنطن، والمتخصص في شؤون الأمن والدفاع المتعلقة
بإيران ومنطقة الخليج.
والغواصة "يو إس إس فلوريدا" هي واحدة من أربع
غواصات فقط مزودة بصواريخ موجهة وتابعة للقوات الخاصة في أسطول "البحرية الأمريكية"،
وعادة ما يتم تكليفها بمهام سرية ذات أولوية قصوى.
قدرات "يو إس إس فلوريدا"
عادةً ما يتم تكليف الغواصات الأربع المزودة بالصواريخ الموجهة
التي تعمل بالطاقة النووية المحولة من فئة "أوهايو" التابعة لـ"البحرية
الأمريكية"، بجمع معلومات سرية للغاية وتنفيذ مهام الضربات التقليدية.
ويتم تزويد هذه الغواصات بما يصل إلى 154 صاروخ كروز من طراز
"توماهوك" (TLAM-E) الموجهة بدقة والتي يتم إطلاقها رأسياً
بمدى يصل إلى 1600 كيلومتر ورأس حربي يزن 454 كيلوغراما.
وهذه الدفعة من "توماهوك" قادرة على الحوم أثناء
الطيران ولديها رابط بيانات للأقمار الاصطناعية ثنائي الاتجاه يمكنه تلقي بيانات محدثة
عن المهام لإعادة الاستهداف وتصحيح المسار وتقييم الأضرار.
وتُعتبر هذه القدرة مفيدة بشكل خاص لاستهداف منظومات الدفاع
الجوي وقاذفات الصواريخ الباليستية المتنقلة.
ووفق نديمي فإن مدى 1600 كلم يمكّن الغواصات المزودة بالصواريخ
الموجهة التي تعمل بالطاقة النووية المغمورة على مسافة آمنة في بحر العرب من إطلاق
صواريخ كروز سراً على أهداف في عمق
إيران، باستخدام أي نقطة دخول على طول ساحلها الممتد
على مسافة 784 كلم مع خليج عمان ومعظم حدودها البرية التي يبلغ طولها 1600 كلم مع باكستان
وأفغانستان.
وهذا يضع جميع المواقع العسكرية للنظام ومنشآته الصناعية
العسكرية وأهداف أخرى في الجنوب والشرق ضمن نطاق الضربات، فضلاً عن بعض مواقعه النووية
الرئيسية.
وعلى الرغم من عدم تمتع صواريخ "TLAM-E" بقدرات اختراق كبيرة للأهداف الصعبة، إلّا أن رأسها الحربي القابل
للبرمجة المتعدد التأثيرات لا يزال يتيح درجة معينة من "خرق التحصينات"،
خاصةً عندما تضرب عدة صواريخ نقطة واحدة بالتتابع.
ومع وجود غواصة مثل "يو إس إس فلوريدا" في مسرح
العمليات، فقد تتراجع قدرات المراقبة الإيرانية ودفاعات صواريخ كروز على طول هذه الحدود
الشاسعة والنائية.
وتم تجهيز الغواصات المحوّلة من فئة "أوهايو" أيضاً
بمأوى جاف على السطح يبلغ وزنه ثلاثين طناً، ما يمنحها القدرة على تسليم واستعادة
فرق الكوماندو التابعة لـ"مغاوير البحرية" في مهام سرية باستخدام الغواصات
أو القوارب الصغيرة.
وتمنح هذه القدرات، إلى جانب عمليات جمع المعلومات الاستخبارية
الموثوقة والاتصالات الآمنة على مستوى قيادة القوة، شبكات الغواصات المزودة بالصواريخ
الموجهة التي تعمل بالطاقة النووية قدرات شبيهة بحاملات الطائرات عندما لا تتوفر هذه
الحاملات.
وتقدم شبكات هذه الغواصات مزايا لوجستية مقارنةً بمجموعة
حاملة الطائرات الهجومية، مثل النشر الأكثر سرعة وإخفاء مكان وجودها - على الرغم من
أن البنتاغون سوف يعلن أحياناً عن نشر غواصة لتحقيق نفس التأثيرات الرادعة التي يُحدثها
وجود حاملة الطائرات، كما ذُكر أعلاه.
ويؤكد نديمي أن غواصات الصواريخ المرنة والخفية الموجهة التابعة
لـ"البحرية الأمريكية" تعد بديلاً ممتازاً لنشر حاملات الطائرات عند الحاجة، ما يوفر وسيلة لتعزيز
الردع ضد طهران ووكلائها من خلال الإبقاء على وجود سري مستمر.