أمر قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية بتونس، صباح الخميس، بسجن رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان المنحل
راشد الغنوشي، بسبب تصريحات سابقة له وُصفت بـ"التحريضية".
وفي تصريح لـ"
عربي21"، أكدت المحامية وعضو هيئة الدفاع عن الغنوشي، منية بوعلي، أن قاضي التحقيق في المحكمة الابتدائية بتونس قرر إصدار حكم بالسحن بحق رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، بعد أن ظل أكثر من 20 ساعة على كرسي في التحقيق، معتبرة أن "الملف فارغ تماما"، وفق تعبيرها.
ونشرت الصفحة الرسمية لراشد الغنوشي على "فيسبوك"، أنه عند إعلامه بقرار
السجن، قال: "أمر المؤمن كلّه خير، الخير في ما قضى الله، اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا. أنا مستبشر بالمستقبل".
ونددت النهضة بما وصفته بأنه "قرار ظالم وسياسي" وقالت إنه يهدف للتغطية على الفشل الذريع "لسلطة الانقلاب في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.. والعجز عن معالجة الأزمة المالية الخانقة التي تقود للإفلاس".
وأضافت في بيان "التنكيل برمز وطني قضى ردحا من عمره في مقاومة الديكتاتورية.. لن ينقذ البلاد من أزمتها.. ولن يفت في عضد المعارضين الشرفاء".
وتمت إحالة 12 شخصا من ضمنهم الغنوشي على التحقيق بتهمة "ارتكاب مؤامرة للاعتداء على أمن الدولة الداخلي والاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا".
وفي وقت لاحق من الخميس، أصدر القاضي أمرا بحبس أحمد المشرقي مدير مكتب الغنوشي، وعضو مجلس الشورى يوسف النوري، على ذمة القضية ذاتها.
وفي تعليق، اعتبر القيادي في حركة النهضة، منذر الونيسي، أن إيداع الغنوشي السجن يوم حزين وقرار ظالم، معتبرا أن القرار سياسي بامتياز ولا يخدم مصلحة البلاد والانتقال الديمقراطي.
وأضاف في تصريح لـ"
عربي21": "نمر بمرحلة خطيرة وهناك إمعان في استهداف السياسيين".
بدوره، اعتبر رياض الشعيبي، المستشار السياسي لراشد الغنوشي، أن سجن رئيس حركة النهضة "قرار جائر و ظالم"، قائلا إن "الغنوشي مارس حقه في التعبير في إطار القانون ولكن حصل تأويل وتعسف وإصرار على التنكيل به".
وقال في تصريح لـ"
عربي21": "سنستكمل الإجراءات القانونية حتى يتمكن الغنوشي من استعادة حريته والخروج من السجن".
بدورها، قالت سمية الغنوشي، ابنة رئيس حركة النهضة إنه "بعد 60 ساعة في الإيقاف و10 ساعات تحقيق آخر رمضان ومرافعات عرت تلاعب النيابة بتصريحات الغنوشي، قاضي التحقيق يصدر حكما جائرا بإيداع والدي السجن".
وأضافت في تغريدة عبر "تويتر" أن "سعيد بهواجسه المريضة وأحقاده الدفينة هو السجين. الغنوشي حر بفكره وتراثه ونضاله، الذي يأبى المنقلب التعيس إلا أن يزيده شرفا على شرف!".
والاثنين، داهمت قوات الأمن
التونسي منزل الغنوشي بالعاصمة تونس، واقتادته إلى جهة غير معلومة، قبل أن يصدر النائب العام أمرا بحبسه.
وجاء الاعتقال بعد يوم واحد من تصريحات الغنوشي، وقال خلال اجتماع في مقر جبهة الخلاص إن هناك "إعاقة فكرية وأيدولوجية في تونس، تؤسس في الحقيقة لحرب أهلية.. لأن تصور تونس دون هذا الطرف أو ذاك.. تونس دون نهضة.. تونس دون إسلام سياسي.. تونس دون يسار.. تونس دون أي مكون من المكونات، هو مشروع حرب أهلية".
وأضاف أن "هذا إجرام في الحقيقة، ولذلك (فإن) الذين استقبلوا هذا الانقلاب باحتفال لا يمكن أن يكونوا ديمقراطيين، بل هم استئصاليون، بل هم إرهابيون، بل هم دعاة لحرب أهلية"، بحسب قوله.
ولاحقا، اقتحمت قوات الأمن المقر المركزي لحركة النهضة عقب مؤتمر صحفي للحزب بشأن اعتقال الغنوشي، وقررت إغلاق المقر ومنع الاجتماعات داخله لمدة ثلاثة أيام من أجل تفتيش محتوياته.
ومساء الأربعاء، أصدر قاضي التحقيق حكما يقضي بإطلاق سراح القياديين بالحزب محمد القوماني وبلقاسم حسن ومحمد شنيبة، وكذلك موفق بالله كعبي وعبدالله الصخيري، الذين أوقفوا على ذمة القضية ذاتها.
ورغم ذلك، فقد استمر توقيف المعنيين بقرار الإفراج إلى صباح الخميس دون إطلاق سراحهم، في انتظار الانتهاء من الإجراءات الإدارية، بحسب هيئة الدفاع.