حذر
الحوثيون في
اليمن،
السعودية التي تقود التحالف العربي، من أي
مناورة أو التفاف على التفاهمات التي توصل إليها الطرفان، وهددوا بأن المعركة
القادمة ستكون في العمق البعيد لدول التحالف.
جاء ذلك في تصريحات لوزير الدفاع في حكومة الحوثيين بصنعاء (غير معترف
بها)، اللواء الركن محمد العاطفي، خلال زيارته جبهات القتال في محافظة الحديدة
غرب اليمن، بحسب ما نقلته وكالة “سبأ” للأنباء في نسختها التي تديرها الجماعة.
وقال العاطفي: "الأوضاع اليوم، وفي هذه المرحلة، تتجه إلى
التهدئة والوصول إلى سلام شامل".
وأضاف: "هذا كله مرهون بصدق النوايا لقادة تحالف العدوان (في
إشارة إلى التحالف العربي) مع ما تم التفاهم عليه مع القيادة الثورية (قيادة
الحوثي) والمجلس السياسي التابع لها"، مؤكدا على أن "الالتزام بهذه
التفاهمات لمصلحة المنطقة وشعوبها، وفي المقدمة المصالح الإقليمية والدولية"،
وفق وكالة سبأ الحوثية.
وحذر القيادي في جماعة الحوثيين دول التحالف العربي من أي التفاف أو
مناورات في التعاطي مع هذه التفاهمات لأن أي نقض أو مراوغة لأي اتفاق أو تفاهم
سيعود بالخسران عليها، وستوقعها في مأزق لا نهاية لها.
وقال: "عليهم أن يتعلموا من الدروس السابقة لأن بنادقنا
ومدافعنا وصواريخنا ومُسيراتنا جاهزة"، مهددا بأن المعارك القادمة لن تكون
داخل اليمن كما يتوهمون بل "ستكون في مفاصل العمق البعيد للعدوان، والتي
سيجعلها تدرك جيداً معنى الألم الكبير".
وأشار وزير دفاع الحوثيين إلى أن البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن
ومياهنا الإقليمية هي منطقة يمنية خالصة، وسيادتنا البحرية عليها كاملة، ونحن
كفيلون بتوفير الحماية اللازمة لها، وتأمين الملاحة الإقليمية والدولية.
ويحسب المسؤول العسكري في الجماعة فإن زمن الوصاية على اليمن قد ولّى
إلى الأبد".
وفي الثامن من إبريل/ نيسان الجاري، وصل وفدان سعودي وعماني إلى
العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، وأجريا محادثات مع قيادة الجماعة، ضمن
المساعي التي تضاعفت مؤخرا، لإحياء عملية السلام في اليمن بعد التقارب الأخير بين
الرياض وطهران.
وكان الحوثيون قد أعلنوا عن تقدم إيجابي جرى في المحادثات مع الوفد
السعودي الذي غادر صنعاء بعد زيارة استمرت لستة أيام، منتصف الشهر الحالي.
واتفقت الرياض وطهران في مارس/ آذار الماضي، على استئناف العلاقات
الدبلوماسية، التي انقطعت بين البلدين في 2016، وعزّز تبادل السجناء بين الجانبين
هذا الشهر الآمال في التوصل إلى حل للنزاع في اليمن.
قتلى بقصف للحوثيين
وفي سياق آخر، قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلة وأصيب تسعة آخرون، السبت، في
قصف شنه الحوثيون على مناطق آهلة بالسكان بمحافظة تعز، جنوب غرب اليمن.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، أن قصفا شنته مليشيا
الحوثي، ثاني أيام عيد الفطر، على أحياء سكنية في مديرية موزع، غرب مدينة تعز.
ونقلت الوكالة عن مصدرين محلي وآخر طبي، قولهما إن طفلة ورجلا وشقيقته،
قتلوا في القصف الذي استهدف منزلا في قرية "المجش الأعلى" بمنطقة
العواشقة غرب تعز.
وأشارت إلى أن الجرحى الذين أًصيبوا في القصف الحوثي، البعض منهم
إصابته خطيرة، في حين رجح المصدر الطبي احتمالية ارتفاع حصيلة القتلى نظرا لإصابات
بليغة لعدد من الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفى مدينة المخا الساحلية غربي تعز.
فيما لم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق فوري من جماعة
الحوثيين حول ما أوردته الوكالة الحكومية.
يأتي ذلك في ظل مساع إقليمية مضاعفة للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم
في اليمن بين الحكومة اليمنية المعترف بها وبين جماعة الحوثيين، على أمل أن تعلن بعيد
إجازة عيد الفطر.