ملايين الألمان لا يستخدمون الإنترنت؟

ما مشكلة الإنترنت في ألمانيا؟ الملايين لا يستخدمونه وفق إحصائيات رسمية..


كشفت إحصاءات ألمانية رسمية، عن عدم استخدام المجتمع الألماني لشبكة الإنترنت بعيدا عن تصفح البريد الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي، أو للحصول على معلومات عن البضائع والخدمات.

وأظهر تقرير لمكتب الإحصاء الاتحادي، أن شبكة الإنترنت لا تمثل هوسا لدى المجتمع الألماني، رغم أن الألمان يعتبرون الهاتف الذكي جزءا لا غنى عنه في حياتهم اليومية.

وبحسب التقرير فإن حوالي 6 بالمئة من الألمان غير متصلين بالإنترنت أي ما يعادل 3.8 مليون نسمة، وتتراوح أعمارهم بين 16 و74 عاماً.

وأوضح أن نسبة غير المتصلين بالإنترنت مرتفعة بشكل خاص بين كبار السن، ففي الفئة العمرية من 65 إلى 74 عاما بلغت نسبة غير المتصلين بالإنترنت 17 بالمئة.

إنترنت بطيء

وبعيدا عن كبار السن ونظرتهم للعالم الرقمي، فإن أبرز مشاكل ألمانيا هي الإنترنت البطيء وغير السريع مقارنة بدول أوروبية أخرى كهولندا والسويد وفنلندا والدنمارك أو حتى بلجيكا.

وتحتل ألمانيا مرتبة متأخرة في تصنيف سرعة الإنترنت، حيث تأتي في المرتبة الـ35، بمعدل 113 ميغا بايت في الثانية، وتعتبر واحدة من أسوأ شبكات 4G في أوروبا من حيث متوسط السرعة والتغطية على الرغم من ارتفاع أسعار الإنترنت فيها.

لماذا هذا التأخر في بلد عالي التقنية؟

في عام 1981 تحدث المستشار الألماني هيلموت شميت عن مشروع تكنولوجيا الألياف البصرية، والذي سيكون له الدور في بناء شبكة اتصالات ضخمة في ألمانيا.

لكن حلمه لم ير النور بوصول خلفه هلموت كول إلى السلطة، الذي ركز جهوده على تحديث وتوسيع شبكات الكابلات الحالية بدلاً من الاستثمار في الاتصالات والكابلات الأمر الذي أخرّها عن مُواكبة التطورات وتثبيت كابلات ألياف بصرية فائقة السرعة.

وعملت شركة Deutsche Telekom لسنوات على زيادة متوسط سرعات الإنترنت عن طريق إصلاح وتحسين كابلاته النحاسية القديمة خاصة مع زيادة الإقبال على خدمات dsl.

ونجحت الشركة في تحسين سرعات التنزيل لـ 80 بالمئة من السكان، وربما هذا ما جعلها تُبرر تأخرها عن الاستثمار في الألياف البصرية التي تتطلب مليارات الدولارات، لكنها جعلت ألمانيا إلى اليوم تُصنف بضعف الأداء في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.