"فقدت الحياة".. جملة تعكس شعور أب فلسطيني فقد طفله الصغير "ضعيف القلب"؛ بسبب أصوات الانفجارات والاهتزازات المرعبة التي أحدثتها الصواريخ التي أطلقتها طائرات
الاحتلال على إحدى الشقق السكنية في مدنية
غزة، في أول أيام العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
كان يرعاه بشده، يسعى لراحته والحفاظ على صحته وحياته، لكن التاجر محمد داود من سكان مدينة غزة لم يتصور في يوم من الأيام أن يقف قلب ابنه الصغير "
تميم" البالغ من العمر 5 سنوات، بفعل أصوات الانفجارات وقوة الاهتزازات التي تسببها صواريخ جيش الاحتلال التي استخدمها في قتل الأطفال والمواطنين الأبرياء الآمنين داخل منازلهم في قطاع غزة, في
القصف الذي وقع فجر الثلاثاء الماضي.
وأفاد داود في حديثه لـ"
عربي21"، بأن ابنه الطفل هو مريض قلب، يعاني من ضعف في عضلة القلب، أجربت له عملية قلب مفتوح وهو ابن 6 أشهر، وفي آخر فترة استقر وضعه الصحي.
وأوضح والد الطفل، الذي واصل حديثه بصعوبة نتيجة حزنه الكبير على فقدان طفله، أنه في أثناء قصف الاحتلال لشقة سكنية في عمارة "الدولي" التي تقع بجوارهم، وقع انفجار كبير نتيجة الصواريخ الإسرائيلية المستخدمة في القصف، وعضلة قلب تميم لا تتحمل حجم هذه الضربة الكبيرة.
وذكر أن "تميم وقت القصف تغيرت ملامحه، وظهرت علامات خوف ورعب شديدين بسبب القصف الإسرائيلي، حتى أنه صرخ بشدة وجاء مسرعا وجلس في حضني من الخوف، لكنه لم يتحدث، وأصيب بصدمة كبيرة، وبعد عدة ساعات من هذا الخوف، حصلت معه نوبة، وقمت مسرعا بأخذه إلى المستشفى، وعندما وصلت كان قلبه قد توقف، حاول الأطباء إجراء عملية إنعاش للقلب، وجلس في غرفة العناية المكثفة مدة 24 ساعة، ومن ثم توفي".
ونوه داود إلى أنه كان باستمرار يصطحب طفله تميم إلى مستشفى "ويلسون" الإسرائيلي في الداخل المحتل من أجل المتابعة الطبية، لكن الأطباء قرورا إيقاف الأدوية التي كان يتناولها تميم، بزعم أنه "إنسان طبيعي لا يحتاج الآن لهذا الدواء"، لكن بعد فترة زمنية "بدأت تظهر عليه بعض الأعراض وتغيرات في جسده، والضربة الصاروخية التي حصلت بجانبنا أكملت على تميم، والحمد لله".
وقال الأب المكلوم لـ"
عربي21": "بعد فقداني تميم، أشعر أنني فقدت الحياة كلها، فلا حياة بعد ذلك، الابن هو أغلى ما يملكه الإنسان في حياته، أمه في وضع صعب".
وبين أن أخت تميم الوحيدة التي تكبره بعامين، "مرت بحالة صعبة وحزن شديد، ورغم ذلك، كانت عندما تشاهدنا نبكي حزنا على تميم، تأتي لتهدئتنا؛ خوفا من أن تفقدنا كما فقدت أخاها تميم، ونحن خوفا عليها كنا نحاول أن نتماسك أمامها".
يذكر أن القصف الإسرائيلي العنيف الذي استهدف عمارة "الدولي"، استشهد فيه القائد طارق محمد عز الدين، أحد قيادات حركة الجهاد الإسلامي واثنان من أطفاله؛ ميار وعلي، وأيضا الطبيب جمال خصوان ونجله يوسف وزوجته.
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع لليوم الثالث على التوالي، حيث ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، إلى 25 شهيدا، إضافة إلى نحو 76 إصابة بجراح مختلفة، بينهم أطفال ونساء.
وواصل الاحتلال استهداف مناطق مختلفة في قطاع غزة، ودمر العديد من بيوت وشقق المدنيين الفلسطينيين، ودمر الاحتلال أمس بيت يعود لعائلة الأغا شرق القرارة، وعدة شقق في مدينة حمد غرب خان يونس، ومنزل لعائلة المصري في شمال القطاع، إضافة لمنزل في بني سهيلا شرق خانيونس.