غضب واسع شهدته
البحرين بعد تعديل على
المناهج أجرته
وزارة التربية والتعليم يتضمن ترسيخ
التطبيع، وحذف آيات ودروس من السيرة النبوية.
ذلك الغضب أجبر السلطات البحرينية على مراجعة قرار وزير
التربية، وأصدر ولي العهد رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة قرارا بوقف
التغييرات على المناهج.
قبل ذلك كان
العلماء والدعاة بمملكة البحرين أصدروا بيانا
قالو فيه إنهم "تبلغوا ببالغ القلق والأسى ما أقدمت عليه وزارة التربية والتعليم
من تغييرات مشبوهة في عدد من المناهج الدراسية المقررة في المدارس الحكومية".
ووفق البيان، الذي وقعه عشرات العلماء والدعاة، فإن
التغييرات شملت "حذف بعض الأحاديث الشَّريفة التي رواها البُخاري ومُسلم، والتَّصرُّف
في بعض وقائع السِّيرة النَّبويَّة وأحداثها، واستخلاف قصيدة عن القُدس والمسجد الأقصى
المبارك بأُخرى فيها من المحاذير الشَّرعيَّة ما فيها، وغير ذلك، ممَّا يصل إلى حدِّ
تحريف المضامين وتزييف الحقائق"، وفق البيان.
واعتبر العلماء أن ذلك يعد "مساسًا جسيمًا غير مسبوق
بثوابتنا وقيمنا وانتمائنا، وتغييبًا واضحًا لقضيَّة المسجد الأقصى المبارك أُولى القبلتَين
وثالث المسجدَين، وهو أمرٌ مرفوضٌ لدينا رفضًا قاطعًا جملةً وتفصيلًا من أيِّ جهة كان؛
لأنَّها مستمدَّة من نُصوص القرآن الكريم والسُّنَّة المطهَّرة وعليها إجماع الأمَّة،
ولذا يجب تعظيمها والامتثال لها، ويحرم الإعراض عنها وكتمها".
واعتبر البيان أن التَّغييرات "غير مبرَّرة ولا تمتُّ للتَّسامح
والتَّعايش بأيِّ صلة".
ورفض العلماء ما قالوا إنه محاولات لفرض الوصاية على
البحرينيين، وقال البيان: "لا نقبل إطلاقًا أن يفرض علينا أحد وصايةً في ذلك أو
أن يحاول إعادة صياغة هويَّتنا الإسلاميَّة والعربيَّة".
وطالب العلماء "جميع أفراد المجتمع ومؤسَّساته أن يقوموا
بدورهم الحازم في رفض مثل هذه الخطوة الخطيرة والتَّصدِّي لها؛ غيرةً على ديننا ومبادئنا،
وحميَّة لمقدَّساتنا، وتحصينًا لأبنائنا وأجيالنا، وأداءً لواجب المسؤولية الذي على
عاتقنا".
كما أنهم طالبوا وزارة التربية "بالتَّراجع الفوري عن هذه
الخطوة، وإعادة الأمور إلى نصابها، بل وتعزيز الثَّوابت والمقدَّسات في مناهجنا الدِّراسيَّة".
وكانت موجة من الغضب عمت مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد،
بعد الكشف عن تلك التغييرات، وتصدر وسم #المناهج_الدراسيه قائمة الموضوعات الأعلى تداولا
في البحرين على مدى اليومين الماضيين.
عقب ذلك أصدر ولي العهد سلمان آل خليفة أمرا بوقف
التغيررات، ونقلت وكالة أنباء البحرين عنه قوله إنَّ "التغييرات غير متوافقة مع
قيمنا الوطنية المتمثِّلة في حماية الدين وعدم المساس بثوابته والتمسك بالإسلام عقيدة
وشريعة ومنهاجاً، وفق ما ورد في ميثاق العمل الوطني والدستور".
وشدد آل خليفة على أن "الدين الإسلامي وثوابته غير قابل للمساس به، وواجب الجميع احترامه وحمايته".
وبعد ذلك أصدر البرلمان البحريني بيانا تبرأ فيه من تغيير
المناهج وأشاد بقرار ولي العهد، وانتقد وزارة التعليم ووزيرها محمد مبارك جمعة.