كشف مصدر يمني مطلع، السبت، عن تعزيزات عسكرية دفعت بها
السعودية إلى العاصمة المؤقتة للبلاد،
عدن، جنوبا، في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن توجه لإنهاء الحرب في
اليمن بعد الاتفاق بين المملكة وإيران.
وقال المصدر في تصريح خاص لـ"
عربي21" شريطة عدم ذكر اسمه، مساء اليوم، إن رتلا من الآليات والمركبات العسكرية تابعة لقوات "درع الوطن"، التي أنشئت حديثا بقرار من رئيس مجلس القيادة الرئاسي مطلع العام الجاري، وصلت إلى مدينة عدن.
وأضاف المصدر أن هذه التعزيزات العسكرية وصلت معسكر التحالف (بقيادة السعودية) في مدينة البريقا، غربي العاصمة اليمنية المؤقتة، وهي دفعة جديدة من آليات ومركبات، تصل بين الحين والآخر.
وفي كانون ثان/ يناير الماضي، أنشئت قوات "درع الوطن" بقرار من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، على أن تكون هذه القوات هي قوات الاحتياط لـ"القائد الأعلى للقوات المسلحة"، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ".
ونص القرار على أن "القائد الأعلى للقوات المسلحة (العليمي) يحدد عدد هذه القوات ومهامها ومسرح عملياتها في أمر عملياتي يصدر عنه".
وهذه القوة العسكرية تشرف السعودية على وتمويلها وتسليحها، وسبق أن بدأت في الانتشار في قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج (50 كلم شمالي العاصمة المؤقتة عدن) في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي.
وعلى صعيد آخر، كشف مصدر يمني مسؤول عن تراجع زخم التقدم في العلاقة بين قوات
الجيش اليمني الوطني في محافظة
تعز (جنوب غرب) والعميد، طارق محمد صالح، عضو مجلس الرئاسة وقائد ما تسمى "المقاومة الوطنية" المتمركزة في الساحل الغربي من المحافظة، بعدما شهدت اختراقا مهما في الأشهر الأخيرة.
وقال المصدر في حديث خاص لـ"
عربي21" شريطة عدم ذكر اسمه، السبت، إن "العلاقة ما تزال بين شد وجذب، وهذه الحالة هي السمة الغالبة عليها".
وكان طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل علي صالح، قد أجرى زيارة إلى مدينة تعز (المركز الإداري للمحافظة ذات الاسم) في مارس/ آذار الماضي، في خطوة اعتبرت أنها اختراق مهم، بعد نحو سنوات من القطيعة بين عائلة صالح والقيادات في هذه المحافظة.
وأضاف المصدر اليمني أن القطيعة بين قيادات السلطة العسكرية بالجيش اليمني في مدينة تعز وطارق صالح، عادت مؤخرا إلى الواجهة، وصلت حد التهديد أحيانا، وتقديم الإغراءات في أحيان أخرى، بعدما كانت تسير على نحو جيد، مشيرا إلا أن الزيارات المتبادلة بين قيادات ومسؤولي الوحدات العسكرية في محور تعز والقوات التي يقودها طارق صالح المدعوم من أبوظبي، توقفت منذ نحو شهرين.
وحسب المصدر اليمني المسؤول، فإن هناك تحفظا من قيادة الجيش في تعز على مساعي ومحاولات عضو المجلس الرئاسي "احتواء قوات الجيش"، مستغلا خذلان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، لهذه القوات في المحافظة التي هي مسقط رأسه.
وأكد المصدر أن نجل شقيق صالح سعى من خلال زيارته التي قام بها إلى مدينة تعز، وما أعقبه من دعم محدود قدمه لقوات محور تعز، فيما يتعلق بصيانة بعض المعدات وعمل متاريس وتحصينات وتحسين التغذية للقوات، إلى "أن ينتزع ولاء القيادات والمسؤولين العسكريين له"، وهو ما قوبل بالرفض.
ويتولَّى طارق محمد عبدالله صالح قيادة قوات ما تسمى "المقاومة الوطنية" وتشكيلات عسكرية أخرى أنشأتها دولة الإمارات، متَّخذًا مِن مدينة المخاء التَّابعة لمحافظة تعز مقرًّا رئيسًا ومركزًا لوجستيا لتحركاته السياسية والعسكرية، وتوسيع خارطة نفوذه عبر المكتب السياسي الذي أعلن عن تأسيسه في 25 آذار/ مارس 2021، كغطاء لتلك التشكيلات التابعة له.
"التقارب مع الرياض"
وتابع بأن الأزمة الأخيرة التي طرأت على العلاقة بين قيادة محور تعز العسكري وطارق صالح المدعوم إماراتيا، مردها أيضا إلى "السعودية" قائدة التحالف العربي الذي تقوده في اليمن منذ 2015.
ووفقا للمصدر اليمني، فإن الأمر خاضع للعلاقة مع الرياض، حيث صارت علاقة الجيش في مدينة تعز وعضو مجلس الرئاسة طارق صالح محكومة بمدى قربه وتقاربه من المملكة.
وأردف قائلا: "فكلما تقرب الجنرال صالح من السعودية، سيكون لذلك انعكاسا للتقدم في تقاربه مع قوات محور تعز في الجيش اليمني".
"انتزاع القرار العسكري"
وأوضح المصدر أن الجنرال طارق صالح، حليف أبوظبي في الساحل الغربي من محافظة تعز، سعى أيضا، من خلال تقاربه مع قوات الجيش وبحرص شديد على "انتزاع تفويض القيادات العسكرية بالمحافظة بقرارها العسكري خلال لقاءات سابقة معها"، و"ضمان الولاء له كمسؤول أول في تعز بشكل عام".
وقال إن قيادات المحور العسكري في تعز رفضت ذلك، وأبقت على الوحدات التابعة له كجهة مستقلة، وخاضت النقاشات مع الجنرال المدعوم من أبوظبي على هذا الأساس.
وشدد المصدر المسؤول على أن موقف قوات الجيش في تعز سيبقى موقفا منفصلا غير خاضع لنجل شقيق صالح، رغم تلويح الأخير أنها ستواجه (القوات) صعوبات وتحديات مختلفة، حال أصرت على موقفها الحالي، أو تفردت بقرارات غير منساقة أو متساوقة مع الأجندات المطروحة من قبل الرجل.
"خيارات بديلة"
وقال المصدر اليمني إن مدينة تعز ردت على هذه الإشارات والتلويحات من قبل الجنرال، طارق صالح، بإحياء "المقاومة الشعبية" و بزخم كبير، كأحد الخيارات والبدائل المطروحة.
وأضاف أن الخطوة الأخيرة في تعز، أثارت حفيظة الرجل، ودفعت الدائرة المحيطة به لشن حملة تحريض مسعورة ضد قيادات المقاومة الشعبية في المدينة، إدراكا منهم لنوايا عودة المقاومة للواجهة.
وأواخر نيسان/ أبريل الماضي، زارت قيادات في المقاومة الشعبية في مدينة تعز، والتي يقودها الزعيم القبلي حمود المخلافي، عددا من المواقع والقطاعات التابعة للجيش في جبهات مختلفة من المدينة، مؤكدة أن الحاضنة الشعبية مستمرة بالوقوف إلى جانب قوات الجيش الذين يدافعون عن المحافظة، وأن المقاومة ماضية حتى إنهاء انقلاب جماعة الحوثي واستعادة الدولة اليمنية.