أعلنت جماعة "أنصارالله" (
الحوثي) السبت، توقيع اتفاق مع
شركة صينية للاستثمار في مجال الاستكشافات
النفطية، في خطوة هي الأولى من نوعها تقوم بها الجماعة منذ اندلاع الحرب قبل نحو 9 سنوات.
وحسب وكالة "سبأ" للأنباء بنسختها التي يديرها الحوثيون، فإن وزارة النفط والمعادن (في الحكومة المشكلة من قبل الجماعة غير معترف بها)، توقع مذكرة تفاهم مع شركة "أنتون أويل" ومع ممثل للحكومة الصينية، للاستثمار في مجال الاستكشافات النفطية في الجمهورية
اليمنية.
ووقعت مذكرة التفاهم بعد إجراء مفاوضات عدة والتنسيق مع عدة شركات أجنبية، لإقناعها بالاستثمار في الاستكشافات النفطية، وفق وكالة "سبأ" الحوثية.
ونقلت الوكالة عن وزير النفط التابع للحوثيين، أحمد دراس، قوله: "هناك العديد من المفاوضات الجارية مع شركات عالمية عدة للدخول في هذا المجال في اليمن"، موضحا أنّه "سيجري العمل على وضع اللمسات الأخيرة من أجل توقيع مذكرات التفاهم معها".
وحذّر المسؤول الحوثي الشركات الأجنبية من التعامل أو إبرام أي عقود مع حكومة من وصفها بـ"المرتزقة"، في إشارة إلى الحكومة المعترف بها دوليا، في العاصمة المؤقتة عدن، جنوبي البلاد.
كما دعا دارس الشركات الاستثمارية إلى زيارة اليمن؛ من أجل الاطلاع على المقومات والفرص الاستثمارية والمزايا والتسهيلات التي ستحظى بها استثماراتهم.
"نحذر من التعامل مع الحوثي"
من جانبه، قال وكيل وزارة النفط والمعادن في الحكومة اليمنية المعترف بها، المهندس شوقي المخلافي، إن وزارته ستقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية في الحكومة ممثلة بوزارة الخارجية بمخاطبة الحكومة الصينية وسفارتها في اليمن والشركة المذكورة، للتذكير بقرارات الشرعية الدولية بهذا الصدد بعدم التعامل مع مليشيا الانقلاب الحوثية وأدواتها.
وفي تصريح خاص لـ"عربي21"، أكد المخلافي أن "السلطات الشرعية ستتأكد أيضا من مشاركة ممثل الحكومة الصينية في الأمر، وفق ما أوردته وكالة أنباء المليشيات الحوثية".
كما قلل المسؤول الحكومي من الخطوة الحوثية، وقال إنها "للاستهلاك الإعلامي والسياسي من قبل الجماعة".
وشدد وكيل وزارة النفط بالحكومة الشرعية على أنه لا يعتقد "حضور ممثل رسمي لبكين" -كما زعمت المليشيا الحوثية- نظرا لمواقف الصين الثابتة في دعم الحكومة الشرعية، وحرصها دوما كدولة عضو في مجلس الأمن الدولي على احترام قرارات الشرعية الدولية.
وتابع المهندس المخلافي بأن بكين كانت وما زالت ذات مواقف ثابتة في دعم الشرعية اليمنية لتجسد علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، والتي تحاول المليشيا جاهدة النيل من هذه المواقف.
وحذر المسؤول اليمني في الحكومة الشرعية "كل الشركات الاستثمارية من التعامل مع المليشيا الحوثية"، محملا أي شركة تقوم بالتعامل معها كامل المسؤولية المترتبة عن ذلك.
وأشار إلى أن "الحكومة اليمنية ووزارة النفط والمعادن فيها تحتفظ بكافة حقوقها القانونية لمقاضاة أي شركات ستتعامل مع هذه المليشيا".
و"أنتون أويل"، هي شركة صينية تعمل في تكنولوجيا حقول النفط في العالم، إذ تأسست عام 1999 في الصين.
وفي عام 2007، أُدرجت "أنتون أويل" بنجاح في المجلس الرئيسي لبورصة هونغ كونغ، لتصبح أول شركة خدمات تكنولوجيا بحقول النفط الصينية الخاصة المدرجة في هونغ كونغ.
وبحسب الموقع الرسمي للشركة على الإنترنت، فإن الشركة تنتشر أعمالها في أكثر من 30 دولة ومنطقة. بما فيها الصين والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
وتقول إنها شركة مبتكرة بمزيج من الهندسة الجيولوجية، والإنتاج، وخفض التكاليف، والتطوير المتعمق لأسواق النفط والغاز العالمية الناشئة.