اقتحم وزير الأمن القومي
الإسرائيلي،
المتطرف إيتمار
بن غفير، صباح الأحد، المسجد
الأقصى المبارك تحت حماية كبيرة من
قوات الاحتلال، برفقة عدد من المستوطنين.
وأوضحت إدارة المسجد الأقصى المبارك
لـ"عربي21"، أن "الوزير المتطرف بن غفير، اقتحم المسجد الأقصى في
تمام الساعة السابعة صباحا، بحماية القوات الخاصة الإسرائيلية وعناصر شرطة
الاحتلال".
وأفادت بأن "بن غفير اقتحم الأقصى
من باب المغاربة، وقام بجولة استفزازية في باحات الأقصى، حيث تجول في العديد من
باحات المسجد ووصل عند العديد من الأبواب، ومر من منطقة "الحوش" وخرج من
باب المغاربة".
ونشر بن غفير صورة له في الموقع قائلا: "القدس روحنا (...) تهديدات حماس لن تردعنا. ذهبت إلى جبل الهيكل!".
وذكرت إدارة المسجد الأقصى، أن عشرات المتطرفين
أيضا اقتحموا المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، وقاموا بجولات استفزازية
تهويديه.
وأفادت إدارة الأقصى لـ"عربي21"، أن إجمالي عدد المقتحمين في الفترة الصباحية بلغ 270 مستوطنا؛ بمن فيهم بن غفير، إضافة إلى 80 طالبا يهوديا و20 من عناصر جهاز المخابرات الإسرائيلي و17 ضيفا إسرائيليا لشرطة الاحتلال.
الخميس الماضي، اقتحم وزير النقب والجليل والأمن القومي الإسرائيلي، يتسحاق فيسرلاف، من حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، المسجد الأقصى، وشارك في عملية الاقتحام عدد من أعضاء "الكنيست" وغنوا النشيد الإسرائيلي "هاتكفا" خلال اقتحامهم الأقصى.
إدانات للاقتحام
وفي تعليقه على اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، أدان الشيخ محمد سليم علي، خطيب المسجد المبارك، هذه "الاقتحامات الخطيرة جدا"، وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "هذا اقتحام غير مقبول، فالمسجد الأقصى المبارك خاص بالمسلمين وحدهم".
وأستنكر إقدام الوزير المتطرف للمرة الثانية على اقتحام المسجد الأقصى، معتبرا أن هذا "اعتداء خطير جدا وغبر مقبول على أولى القبلتين".
ونبه خطيب الأقصى إلى أن "اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى تتدحرج بشكل كبير وخطير، حيث إنها اقتحامات مستمرة، وإقامة شعائر تلمودية وصلوات، إضافة إلى سلوكيات وأعمال تقوم بها العناصر
الاستيطانية المقتحمة للمسجد الأقصى، وهي منافية للأخلاق وقداسة المسجد".
في سياق متصل، قال الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن اقتحام بن غفير، لساحات المسجد الاقصى المبارك، اعتداء سافر على المسجد الأقصى، وستكون له تداعيات خطيرة.
وأضاف أبو ردينة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، أن محاولات بن غفير وأمثاله من المتطرفين تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى مدانة ومرفوضة وستبوء بالفشل، وأن شعبنا الفلسطيني سيكون لها بالمرصاد، بحسب تعبيره.
وأكد أن "دخول المتطرف بن غفير في ساعة مبكرة مثل اللصوص إلى ساحة المسجد الأقصى لن يغير من الواقع ولن يفرض سيادة إسرائيلية عليه".
في السياق ذاته، أكد عضو قيادة حركة المقاومة
الإسلامية "حماس" في الخارج، سامي أبو زهري، أن "اقتحام بن غفير
للمسجد الأقصى، بعد يومين فقط على مسيرة الأعلام الاستفزازية، يشكل تصعيداً خطيراً
واستفزازاً لمشاعر الشعب الفلسطيني والمسلمين في العالم، وهو تجسيد للحرب الدينية
التي أعلنها الاحتلال ضد الأمة ومقدساتها".
وأضاف في تصريحات صحفية أن
"اقتحام ابن غفير، يعتبر مثالا للرعاية والمشاركة الرسمية لحكومة الاحتلال في
الاقتحامات الصهيونية والتي تهدف لفرض مزيد من الوقائع داخل المسجد".
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
فقالت إنّ "اقتحام قوات الاحتلال وعلى رأسهم بن غفير والمستوطنين لباحات
المسجد الأقصى صباح اليوم، هو عدوان سافر على شعبنا ومحاولة لفرض وقائع جديدة
والسيطرة على المدينة المقدّسة".
وأضافت أن هذه "المخطّطات لن
يُكتب لها النجاح وسيُفشلها شعبنا بكل الوسائل".
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الأردنية الاقتحام، وذلك في تغريدة على الصفحة الرسمية للوزارة على "تويتر".