شنت القوات الروسية، ليل الأحد الاثنين، هجوما جويا على مدينة
دنيبرو جنوب شرق أوكرانيا، بحسب ما كشف عنه مسؤولون أوكرانيون، بعد يوم من إعلان موسكو سيطرتها بالكامل على مدينة
باخموت.
وقال الحاكم سيرهي ليساك عبر قناته على تليغرام: "بفضل قوات الدفاع، صمدنا أمام الهجوم. التفاصيل ستأتي في الوقت المناسب"، واصفا القوات الروسية بأنها "مجموعة من الإرهابيين".
وقالت السلطات الأوكرانية المحلية إن الدفاعات العسكرية في دنيبرو أسقطت 15 مسيرة هجومية روسية و4 صواريخ من نوع كروز، فيما لم تعلق
روسيا على ذلك.
بدورها، ذكرت وكالة أنباء آر بي سي-أوكرانيا للأنباء أنه سُمع حوالي 15 انفجارا في دنيبرو خلال أكثر من 90 دقيقة من الإنذارات بالغارات الجوية.
ومع اقتراب موعد هجوم أوكراني مضاد محتمل، فقد استأنفت روسيا الضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة هذا الشهر بعد توقف دام قرابة الشهرين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، السبت، إن قواتها بسطت سيطرتها الكاملة على مدينة باخموت بعد 15 شهرا من
القتال.
وهنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأحد، مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، والجيش الروسي على ما وصفه بـ"تحرير" باخموت والتي تطلق عليها روسيا اسم "أرتيموفسك" إيان الحقبة السوفييتية.
وفي بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للكرملين، قال بوتين إن المعركة -وهي الأطول والأكثر دموية في الحرب المستمرة منذ قرابة الـ15 شهرا- انتهت بانتصار روسي، وإن كل من أبلى فيها بلاء حسنا سيحصل على جوائز من الدولة.
وواصلت القوات الروسية تحركها في الجبهة الشرقية لأوكرانيا باتجاه الجنوب، حيث عززت تجهيزاتها الدفاعية في الجبهة الجنوبية، خصوصا في خيرسون وزابوريجيا.
وخلال الفترة الماضية، أدى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، زيارة ميدانية إلى مركز القيادة الأمامية لإحدى تشكيلات مجموعة فوستوك للقوات في زابوريجيا التي تعد واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلنت روسيا ضمها، العام الماضي.
وعززت القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة مواقعها الدفاعية في محطة زابوريجيا للطاقة النووية وحولها بجنوب البلاد، وذلك قبل هجوم مضاد متوقع في المنطقة.
إلى ذلك، قال مسؤول عينته روسيا في الجزء الذي تسيطر عليه من منطقة زابوريجيا في أوكرانيا الاثنين إن محطة زابوريجيا للطاقة النووية تحولت إلى وضع الاستعداد وتعمل على مولدات الكهرباء المخصصة للطوارئ.
وأضاف فلاديمير روجوف أن المحطة انفصلت "بالكامل" عن أي إمداد خارجي بالكهرباء بعد أن فصلت أوكرانيا خط الطاقة الكهربائية الذي تسيطر عليه.
وقال أناتولي كورتيف أمين مجلس مدينة زابوريجيا في أوكرانيا إن العمل جار منذ الساعات الأولى من صباح الاثنين لإعادة الطاقة الكهربائية للمدينة.
وتابع قائلا عبر تطبيق تليغرام إن الطاقة الكهربائية "انقطعت جزئيا في زابوريجيا بسبب وضع طارئ في إحدى منشآت الطاقة".
في المقابل، قالت شركة "إنرجو أتوم" الأوكرانية المملوكة للدولة الاثنين إن انقطاع الكهرباء عن محطة زابوريجيا للطاقة النووية وقع بسبب قصف روسي على خط خارجي للطاقة الكهربائية.
وأضافت الشركة عبر تطبيق تليغرام أن خط دنيبروفسكا للكهرباء في أوكرانيا الذي يغذي محطة زابوريجيا النووية بالطاقة الكهربائية انقطع بعد قصف روسي خلال الليل.
واعتبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الوجود والنشاط العسكريين في تزايد حول زابوريجيا، وهو ما يبرز الحاجة إلى تحرك عاجل، وتحذر الوكالة الدولية، منذ أشهر مضت، من خطر وقوع حادثة كبيرة في المحطة النووية.
وتشكل السيطرة على المحطة النووية نوعا من الأمان وكارتًا مهمًا في طريق كسب الحرب والهيمنة، لا سيما أن محطة زابوريجيا للطاقة النووية تحتوي على ستة مفاعلات صممها الاتحاد السوفييتي السابق.