سياسة تركية

أردوغان يختتم حملته من مسجد "أبي أيوب الأنصاري".. تقليد عثماني مستمر (شاهد)

دأب سلاطين الدولة العثمانية على بدء تتويجهم من أمام ضريح أبي أيوب - (الرئاسة التركية)
ينتظر أنصار الرئيس رجب طيب أردوغان، نتائج فرز الأصوات بفارغ الصبر، فيما ختم الرئيس حملته الانتخابية لجولة الإعادة من مسجد أبي أيوب الأنصاري، ليمارس عادته في زيارته خلال الأحداث الكبرى، في تقليد عرف عنه في سنوات اعتلائه السلطة في تركيا.


وكعادته يحرص أردوغان على زيارة ضريح الصحابي الجليل في إسطنبول، بمشاركة العديد من النخب السياسية الحاكمة، في تقليد متوارث منذ أيام سلاطين الدولة العثمانية.


وأشهر تلك الزيارات بعد الليلة الأولى من المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016، وبعد تشييع جثمان رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان.

وعندما فاز حزب العدالة والتنمية الحاكم في انتخابات الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر التشريعية المبكرة عام 2015 وحصل على 49.5% من الأصوات في البرلمان، صلى أردوغان الفجر في جامع أبي أيوب الأنصاري، في اليوم التالي.



طقوس عثمانية

وبدأت طقوس زيارة مسجد أبي أيوب في الأيام الحاسمة، بعد أن دخل محمد الفاتح إسطنبول، وتشير المصادر التاريخية التركية إلى أن أول عمل قام به السلطان العثماني محمد الفاتح، هو تحديد موقع ضريح هذا الصحابي عندما فتح المدينة في  أيار/ مايو  1453 للميلاد.

وكان السلاطين العثمانيون يولون أهمية بالغة لضريح "أبي أيوب"، وكل السلاطين الذين جاؤوا بعد محمد الفاتح، جرت مراسم تقليدهم سيف السلطنة أمام هذا الضريح.

وعلى مر السنوات التي لحقت فتح القسطنطينية، كان لضريح الصحابي "أبي أيوب" مكانة مهمة لدى الشعب التركي، سواء قبل قيام الجمهورية التركية أو بعده.

تحديد القبر

وبحسب صحيفة "ديلي صباح" التركية، ووفقاً لنصوص تاريخية، هناك أكثر من 1000 صحابي وتابعي مدفونون في إسطنبول التاريخية، لكن 28 قبراً فقط قد تم تحديدها وتحديد هوية أصحابها، ممن قدموا مع أبي أيوب الأنصاري.


وطلب أبو أيوب الأنصاري، عندما اشتد عليه المرض، وكان كبيرا في السن (نحو 98 عاما)، أن يدفن عند أقرب نقطة من أسوار إسطنبول التي لم يتمكن الجيش الذي خرج فيه أن يفتحها.

وخرج أبو أيوب غازيا في جيش معاوية بن أبي سفيان لفتح القسطنطينية بقيادة ابنه يزيد عام 668-670.

ولم تفتح القسطنطينية إلا في عهد محمد الفاتح في 1453 ميلادية، وتقول الروايات التاريخية إن معلم محمد الفاتح، الشيخ آق شمس الدين رأى موقع القبر في الرؤيا، وبعد البحث في المكان وجدوا قبرا عليه اسمه، وأمر محمد الفاتح ببناء قبة وضريح عليه.

ويقع القبر خارج أسوار مدينة القسطنطينية التاريخية (إسطنبول حاليا) بالقرب من خليج القرن الذهبي، ويعتبر مزارا سياحيا ويوليه الأتراك مكانة عالية، ويتجمعون على أبواب الضريح للدعاء، ثم يوزعون ما تيسر من الحلوى على المصلين والزوار أملا في تقبل دعائهم.



وفي منبر مسجد أبي أيوب الأنصاري، رايتان على المنبر تقول المصادر التاريخية إن فيهما قطعا من ستار الكعبة، وإنها ستكون راية أبي أيوب يوم القيامة، وعلامة له، انطلاقا من حديث نبوي شريف جاء فيه أنه "مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي يَمُوتُ بِأَرْضٍ إِلَّا بُعِثَ قَائِدًا وَنُورًا لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".