تثار العديد
من التساؤلات حول مآلات المفاوضات بين
السعودية وجماعة أنصار الله
اليمنية "
الحوثي"، في ظل عودة الخطاب التصعيدي من الأخيرة، بالتزامن مع تعزيزات وحشود عسكرية وصلت إلى عدد من الجبهات ونقاط التماس مع القوات اليمنية الحكومية.
وتشير حالة
الجمود في ملف المفاوضات السعودية-الحوثية، وفق مراقبين، إلى "انتكاسة الجهود
التي رعتها سلطنة عمان بينهما، لاسيما، وأن زعيم الحوثيين، قد لوح قبل أيام، بعودة
القتال.
وفي خطاب له
قبل أيام، قال عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة التي تسيطر على صنعاء: "بقدر ما
أعطينا مساحة لجهود الإخوة في سلطنة عمان، لكن لا يمكن أن نستمر إلى ما لا نهاية، فيما يظن الآخرون أنهم يكسبون الوقت لتنفيذ المؤامرات".
"مساومات
غير مقبولة"
وفي السياق،
قال الكاتب والصحفي اليمني، كمال السلامي؛ إن الإشارات الحوثية الأخيرة، وعودة نبرة
التصعيد من قبل الحوثيين، مؤشر على أن المساومات مع الرياض لم تسر كما تريد
الجماعة.
وأضاف السلامي
في حديث خاص لـ"عربي21": "تنطلق جماعة الحوثي من الاعتقاد بأن
الرياض على استعداد لتقديم أي تنازلات تشترطها الجماعة، وهذا ما يدفعها لوضع
المزيد من الاشتراطات، وإطلاق المزيد من التهديدات".
وأشار إلى أن
الجماعة لا ترى المكونات اليمنية، وفي مقدمتها الحكومة الشرعية كخصوم صف أول، بل
تعتقد أنهم بلا قرار، وأن القرار بيد الرياض، مؤكدا أن الليونة والتقارب
والزيارات السعودية إلى صنعاء، عززت من هذا عند الحوثي، ودفعته للمساومة، بعدة
أوراق، بما فيها ورقة التصعيد العسكري.
ومع ذلك، يلفت
الكاتب السلامي إلى أن المشروع الحوثي لن يتوقف عن التوسع العسكري، حتى وإن حصل
سلام.
وأوضح أن الحوثي
يستثمر الأوضاع الحالية من أجل الاستعداد "لدورة صراع داخلية تفضي لسيطرة
تامة".
"الأمور
ليست إيجابية"
من جانبه، قال
الكاتب والصحفي الموالي لجماعة "أنصار الله"، طالب الحسني؛ إن هناك
تراجعا من قبل السعودية عن المضي قدما في عملية سلام حقيقية في اليمن.
وتابع الحسني في
حديثه لـ"عربي21" بأنه من الواضح أن حكومة الحوثي لن تقدم تنازلات أكثر
مما فعلت في مسألة الهدنة، والقبول أن يكون هناك فتح جزئي لمطار صنعاء وميناء
الحديدة لمدة عام.
ويعتقد الصحفي
المقرب من الجماعة، أن الأمور ذاهبة نحو الحرب، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن
الوساطة العمانية فعلت الكثير، ولكن في النهاية القرار في الرياض وليس في مكان آخر.
وقال؛ إن
السعودية حاولت أن تقدم نفسها إعلاميا كوسيط خلال مفاوضاتها مع "أنصار الله،
وهذا الأمر تلاعب بالمشاورات، رغم أنها تفاوضت مع الجماعة كطرف بوساطة مسقط، وتم
التعاطي معها كذلك، وليس كوسيط على الإطلاق.
وأكد الحسني
أن تصريحات قيادات "أنصار الله" واضحة بأن الأمور تتجه نحو تصعيد عسكري،
في ظل جهوزية القوات التابعة لها.
وحسب المتحدث
ذاته، هناك ما يجعل المشاورات مع السعودية غير حقيقية أيضا، هي "التحركات
التي تهدد وحدة اليمن"، ومن ثم استخدامها كورقة لانتزاع ما يمكن انتزاعه
خلال المفاوضات مع جماعة "أنصار الله" في صنعاء.
وشدد على أن
الأمور ليست إيجابية، ولم يعد هناك أي تفاؤل مثلما كان عليه خلال شهر رمضان الماضي،
في إشارة إلى المباحثات التي أجراها وفد سعودي رفقة وفد عماني خلال زيارتهما إلى
صنعاء في الأسابيع الماضية.
وفي وقت سابق الخميس،
قال الرويشان؛ إن السعودية لم ترد حتى اللحظة لحسم الملف الإنساني بعد مفاوضات
رمضان.
"تهديد
مشاريعها الاقتصادية"
وأضاف نائب
رئيس حكومة "الإنقاذ" التابعة للحوثيين لشؤون الدفاع والأمن، أن
تقديراتنا تشير إلى أنهم يحاولون كسب الوقت.
وتابع:
المفاوضات الجارية مع الطرف السعودي بوساطة عمانية في وضعها الحالي، تبقى محاولات
لتحقيق السلام، قابلتها صنعاء بإيجابية.
وهدد المسؤول
الحوثي الرياض أن "عليها أن تدرك أنه لا يمكن الجمع بين خطط التطوير
الاقتصادي وغزو بلد مجاور".
ومنذ أسابيع، تعثرت محادثات جرت بين الجماعة الحوثية مع السعودية بوساطة عمانية، وسط اتهامات
برفع الأولى لسقف مطالبها، ومن بينها "دفع رواتب الموظفين " في مناطق
سيطرتها من إيرادات النفط.